اللاجئون الفلسطينيون بالبرازيل في ضيافة المناضلة الفلسطينية “ليلى خالد”

 

 الأردن العربي ( الجمعة ) 25/9/2015 م …

اختارت حركة الأرض الحرة بمدينة ساوبولو، وهي من أكبر الحركات البرازيلية التي تناضل من أجل الاستيلاء على مباني خالية ومهجورة للاستفادة منها في خدمة اللاجئين ومن لا مأوى له، اسم المناضلة ” ليلى خالد” لعمارة مهجورة مكونة من

11 طابقاً، قامت بالاستيلاء عليها، وهي بالأساس ملك لشركة تلفونات ساوبولو وقد هجرت منذ 15 عاما، وقد دعت الحركة العديد من العائلات اللاجئة للسكن بها، منها عائلات فلسطينية قادمة من سوريا.

يسكن العمارة حالياً 140 شخصاً تقريباً من جنسيات مختلفة منهم 50 فلسطينيا و 80 برازيليا، حيث أن اخراجهم من العمارة لن يكون إلا بقرار قضائي، حيث لدى الحركة اربعة محامين للدفاع عن عملية الاستيلاء وحق ساكنيها، فهي تناضل عن اهداف برنامجها الداعي الى اصلاحات لتوفير سكن لمن لا مأوى لهم.

بعد استيلاء حركة الارض الحرة على العمارة يوم الجمعة الموافق 17/07 كتبت على موقعها على الانترنت “بمدينة ساوبولو يوجد 290 الف بيت وشقة غير مسكونة، وعن

استيلائها للعمارة كتبت: “أن حركة الارض الحرة تفي بوعدها للنضال من اجل اقرار قوانين واصلاحات سكنية للفقراء والكادحين الذين لا سكن لهم بمدينة ساوبولو وبالبرازيل، وعلى وجه التحديد الاستيلاء على العمارات المهجورة بمركز المدينة ليتمكن العمال من الاقامة والنوم بالقرب من مراكز عملهم”

قررت قيادة الحركة في احدى اجتماعاتها اختيار اسم المناضلة الفلسطينية ” ليلى خالد” للعمارة باعتبارها رمزاً نضالياً ومناضلة أممية، وقد جاء الاختيار ليؤكد على دور ومكانة ليلى خالد والقضية الفلسطينية عند الحركات والقوى الشعبية والجماهيرية والسياسية البرازيلية، كما أن هذا الاختيار جاء بعد التآمر الذي

حصل اثناء المنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة على منع المناضلة خالد من المشاركة بهذا المنتدى، فها هي تحضر اليوم وبقوى وبطريقة أخرى رغم أنف من تآمر على فلسطين ورموزها.

تسليط الضوء على العمارة واختيار ليلى خالد ايضا له معاني سياسية باعتبار أن قضية اللاجئين هي قضية سياسية، وطنية وقومية وليست قضية دينية او مدنية او تقنية.

كما أن طرح هذا الموضوع كشف مأساة ومعاناة اللاجئين بالبرازيل، وأكد على أن النضال الاجتماعي أيضاً هو جزء من النضال السياسي، ويعتبر بنداً أساسياً من بنود النضال الوطني، وهو ما أكدته حركة الارض الحرة من خلال حق الانسان

بالسكن والعيش بكرامة.

خصصت كبرى وسائل الاعلام البرازيلية نشراتها الإخبارية عبر تقارير عن العمارة وعن معاناة اللاجئين الفلسطينين، فمحطة غلوبو التلفزيونية وريكورد، وال بي بي سي باللغة البرتغالية، وصحف سابولو واهمها صحيفة ولاية ساوبولو كبرى الصحف

البرازيلية، بالاضافة الى الصحافة البديلة، تحدثت عن الاستيلاء على العمارة من قبل الحركة وتضامنها مع الفلسطينين واللاجئين العرب ودعوتهم للاقامة بها، واعطت الجانب الفلسطيني اهمية خاصة بحكم الواقع الفلسطيني.

تقول سيلمارا دا سيلفا، المسؤولة عن ادراة العمارة لموقع Opera Mundi: “عندنا اثنين سوريين، وثلاثة مصريين، والاغلبية من الفلسطينين الذين كانوا لاجئين بسوريا، كلهم تركوا البلاد بسبب الحرب” وتضيف ” بعضهم جاء مباشرة من المطار الى العمارة، واخرين انتقلوا من المسجد، حيث كانوا ينامون، بانتظار سقف ينامون تحته” ” وتقول عندما يصلون “اي اللاجئون الى مراكز منظمات من المجتمع المدني مثل كاريتاس، يجدون لهم مأوى، ولكن ليس بامكانهم ان يبقوا هناك اكثر من 90-120 يوما، وبعد ذلك عليهم ان يتدبروا امورهم، ليس بالسهولة، كثيرون منهم وثائقهم الثبوتية غير كاملة، ليس لديهم عملا، واكثر من هذا انهم لا يتكلمون اللغة البرتغالية” تقول سيلمار”اللاجئون الفلسطينين يسكنون الطوابق الثلاثة الاعلى من العمارة، والآخرين البرازيليين بدون مأوى يسكنون الطوابق الستة الاسفل”.

يقول يحيى موسى أحد المستفيدين والمقيمين بالعمارة لموقع “اوبرا موندي”: “وصل البرازيل قبل 9 اشهر، وانتقل الى العمارة بعد ان مكث فترة بالمسجد بمدينة غواروليوس” موسى هو فلسطيني عمره 45 عاما، تمكن من احضار زوجته زبيدة وابنته الصغيرة، “نحن نعتبر البرازيل وطننا الام” قال موسى، “تمكنا من الحصول على فيزا من القنصلية البرازيلية ببيروت، نحن اللاجئون بعد ما لجئنا من دمشق، قنصليات أخرى رفضت منحنا فيز ورفضونا بشكل قاطع” ويكمل “بعد 3 سنوات من

الانتظار بلبنان، اوروبا كانت الاقرب، ولكن لم يتبقَ لنا خياراً آخراً” جزءاً من عائلتنا ماتت غرقاً في البحر الابيض المتوسط، الاب والام، واثنين من الابناء، لا يمكننا ان نغامر ايضا” قالت الزوجة زبيدة.

اللجوء الى البرازيل سهل، على عكس اللجوء الى اوروربا، بالبرازيل الحكومة لا تقدم اي نوع من المساعدات او توفير فرصة عمل او مأوى للسكن، “غير مهم، ولكن هنا ابنتنا تذهب كل يوم الى المدرسة، لا يوجد خوف، بأربعة اشهر تعلمت اللغة

البرتغالية” يؤكد يحيى، من اجل ان يعيش، وجد له فرصة عمل بمطعم ويعمل فلافل، “وعندما يتعلم اللغة البرتغالية سيبحث عن فرصة افضل” يقول وهو مليء بالامل.

الملاحظ أن التضامن مع قضية اللاجئين بالمجتمع البرازيلي من مواطنين وحركات اجتماعية، هو أكثر من تضامن ابناء عروبتهم ومؤسساتها الاجتماعية والمدنية سواء كانت فلسطينية او عربية، فالعديد من المواطنين البرازيليين فتحوا ابواب بيوتهم لاستقبال عائلات فلسطينية وعربية اخرى، وتبرعوا بالثلاجات والافران والكراسي والفرشات وغيرها وساهموا بتخفيف المعاناة، التضامن البرازيلي مع الفلسطينين وشعبها هو تضامن مبدئي، ولا يقدم هذا التضامن الا من شعر بالمعاناة والقهر والظلم، فالبرازيل هي الوطن الام كما قال يحيى موسى.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.