الجيش العربي السوري إلى عمق إدلب …ماذا عن خيارات التركي !؟ / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) – الأربعاء 25/12/2019 م …
بعمليات عسكرية سريعة وخاطفة تستمر قوات النخبة في الجيش العربي السوري بالتقدم نحو معرة النعمان بعد تحرير بلدة جرجناز الاستراتيجية وبعدها بلدة الغدفة بريف معرة النعمان الشرقي في إدلب، وهنا وبعد تحرير بلدة جرجناز ومعها مايزيد على 35 قرية وبلدة بات طريق الجيش العربي السوري مفتوحاً باتجاه معرة النعمان وسراقب ،والتي تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب، الشرقي والغربي والشمالي، كما تعد السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش العربي السوري على مدينتي معرة النعمان وسراقب ستمهد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض ،وحال تحرير مدينتي معرة النعمان وسراقب الاستراتيجيتين وفتح الطريقين الحيويين (اللاذقية – حلب) و(حماة- حلب)، الذي تعني إعادة فتحهما، السيطرة عملياً على معظم محافظة إدلب ، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
بالمحصلة ،وبالتزامن مع استمرار عمليات الجيش العربي السوري،ثبت أن الحل الوحيد للتعامل مع ملف ادلب،هو الحسم العسكري لصالح الجيش العربي السوري،بعد فشل جملة محاولات روسية – إيرانية ومن خلف الكواليس وعبر تفاهمات الأستانة ومؤخراً سوتشي لإنجاز تفاهمات مع التركي تفضي إلى مصالحات وطنية في أكثر من منطقة وبؤرة مسلحة في ادلب، فالتركي لليوم مازال يدعم المجاميع الإرهابية في بلدات وقرى ادلب، بالأضافة إلى زيادة النظام التركي لأنتشاره العسكري ولعدد نقاط التثبيت ، والهدف التركي من وراء ذلك هو منع واعاقة أي تقدم للجيش العربي السوري إلى عموم مناطق تواجد المجاميع الإرهابية في ادلب.
الدولة السورية بدورها، حسمت قرارها نحو عملية عسكرية “برية ” أوسع لتحرير كل البؤر الإرهابية المسلحة المتبقية بعمق ارياف ادلب ، وخصوصاً مع ازدياد تهديد هذه المجاميع الإرهابية للمناطق الأمنة ، وهنا يبدو واضحاً وعلى صعيد المسار السياسي ان هذه التطورات بدأت تلقي بظلالها على دوائر صنع القرار بالعواصم الراعية لتفاهمات الأستانة وسوتشي وخصوصاً الروسي “الذي لايريد أن تذهب الأمور نحو أي عملية اشتباك عسكري مباشر سوري – تركي “، ورغم كل هذا ،فالواضح أن الدولة السورية حسمت قرارها ، ووضعت كل الخيارات على الطاولة وحضرت لكل خيار رد مناسب ، فمن ذهب للجنوب ورغم كل الخطوط الحمر ،لن تمنعه أي قوه للتوجه للشمال .
ختاماً ، من الواضح انه قد بدأت تأثيرات معارك تحرير الشمال السوري تظهر على أرض الواقع ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأتراك تحديداً ،والذين باتوا يتخبطون بخطواتهم في الشمال السوري، وهذا لا يخفي حقيقة أن الأتراك يخشون فعلياً من عمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة تؤدي لتقدم الجيش العربي السوري إلى عمق ادلب ،وتكسر كل الخطوط الحمر التركية وتجبر التركي على الأنكفاء نحو مناطق ضيقة من محافظة ادلب ومنها إلى اقصى شمال وشمال شرق حلب “عفرين وجرابلس والباب ” ،وهذا بحال حدوثه “وسيحدث “سيشكل ضربة قاسمة للدور التركي “شمال سورية “وعندها سيتلقى التركي هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمه في الآونة الأخيرة في مناطق عدة في الشمال السوري ، فتحرير ماتبقى من“ ريف ادلب الجنوبي ”يعني للتركي سقوط كل ما يليه كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة للتركي وهذا ما لا يريده التركي اليوم ،ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا يعيشها التركي ،فـ حقائق وتطورات الواقع تؤكد أن التركي اصبح امام خيارين لاثالث لهما ، اما القبول بالذهاب نحو تسويات شاملة لملف الشمال السوري وبشروط الدولة السورية وذلك سيكون على الأرجح ” تحت ضغط الروس تحديداً”وهذا هو الحل الافضل والانجع للأتراك ،أو مواجهة تقدم الجيش العربي السوري ،وهذه المواجهة لن تصمد طويلاً نظراً لعدة عوامل ليس أولها ولا اخرها ان هامش وخيارات المناورة التركية شمالاً اصبحت محدودة جداً ، وهناك متغيرات دولية واقليمية تفرض على التركي بالنهاية الانصياع لشروط الدولة السورية وحلفائها.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.