بروتوكولات حكماء صهيون والحالة السياسية الفلسطينية الحالية / الباحثة أ. غادة عايش خضر

 

الباحثة أ. غادة عايش خضر ( فلسطين ) الأحد 27/9/2015 م …

بروتوكولات حكماء صهيون  لقد مضى عليها أكثر من قرن ،وتم نشرها  في عام 1903 باللغة الروسية  ،وبذلك فضح أمر اليهود  وخططهم  الشريرة .

كلمة بروتوكول هي اسم بمعنى مسودة أصلية تصاغ على أساسها  معاهدة  آو اتفاقية و وثائق ومحاضر الاتفاقيات

البروتوكولات 

هي عبارة عن مجموعة من النصوص تتمحور حول خطة  لسيطرة اليهود على العالم، وهي تتضمن 24 بروتوكولاً أي هي في الواقع صياغة لإستراتيجية الحركة الصهيونية  واليهود ولنشر الفساد في الأرض ، كما قال عز وجل في سورة المائدة الآية (33)  (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا) .. مع العلم  أن  المؤرخ الكبير عبد الوهاب المسيري شكك في مصداقيتها، وقال أن هذه البروتوكولات ليست وثيقة دقيقة ،وقام بترجمة  الكتاب عدد من المترجمين  العرب أمثال :  محمد خليفة التونسي وهو أول  ترجمة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون تمت على  يده وعباس محمود العقاد و المؤرخ  عجاج  نويهص.

هناك تساؤلات عديدة حول هذه البروتوكولات وهى :

1ـ ما مدى صحة  مصداقية بروتوكولات حكماء صهيون ؟

2ـ لماذا  إسرائيل هاجمت الأعمال التلفزيونية  التي تناولت  كتاب  بروتوكولات  بنى صهيون ؟

3ـ ما العلاقة  بين  هذه  البروتوكولات والحالة السياسية  الفلسطينية  الحالية ؟

4 ـ كيف تعاملت  حماس وفتح  مع هذه البروتوكولات ؟

5 ـ متى  إنكشف  سر البروتوكولات وهل تم تحقيقها على المدى البعيد ؟

أود أن أشير إلى عدد من هذه البروتوكولات  وعلاقتها بالواقع الفلسطيني

مقتطفات من بروتوكولات  حكماء صهيون :

أولا :ـ ” أن أقوي السبل لحكم العالم هو إقامة الحكم على أساس التخويف والعنف ” إسرائيل تملك أقوى ترسانة  عسكرية  على مستوى الشرق الأوسط  فضلا عن ذلك أنها قامت بحروب عديدة اقترفت فيها أبشع المجازر.   وطبقت فيها عدد من نظريات الأمن الإسرائيلي مثل عقيدة الصدمة والرعب وعقيدة الضاحية ونظرية الأمن اللا  متكافئ.

ثانيا :ـ ” يرون  أن السياسة  نقيض  للأخلاق ولابد فيها من المكر والرياء  أما  الفضائل والصدق فهي  رذائل في عرف السياسة ” للأسف لم يتم تطبيق هذاالبند فقط في السياسة الإسرائيلية  بل تم تطبيقه  حاليا  في السياسة   الفلسطينية ، فمعظم  الساسة  الفلسطينيون  اتبعوا المكر أما الفضائل تركوها لمن  يريدها  ، وهذا سبب  من أسباب تفكك  الحالة السياسية  الفلسطينية  الحالية.

ثالثاُ :ـ يتحدثون  في بروتوكولاتهم  ” يجب أن نعمل على بث الفزع الذي يضمن  لنا الطاعة  العمياء  ويكفي أن  يشتهر عنا أننا أهل بأس شديد ليذوب كل تمرد  وعصيان ” فعلا  هذا تفسير لما يجري من مناورات تهدئة  فلسطينية  إسرائيليه من كلا  الطرفين  (ضفة وغزة ) فالجميع يتهافت على تقديم الطاعة  تحت حجج واهية  ومبررات مريضة ، بمعنى الطاعة  المغلفة بعبادة المنصب.

رابعاُ :ـ ” يقولون  لابد  من توسيع  الشقة  بين  الحكام  والشعوب،وبالعكس ليصبح السلطان كالأعمى الذي فقد عصاه ويلجأ إلينا  لتثبيت كرسيه” في هذا المقطع نستطيع الشرح  بإيجاز ما تمر به  الحالة الفلسطينية اليوم . الفجوة الواسعة ما بين الشعب والقيادة (ضفة +غزة) ،فمعظم  القيادات تلجا لجلب الكمية المناسبة من الغراء الإسرائيلي للالتصاق والتثبت  بكرسي القيادة .

خامساُ:ـ  من برتوكولاتهم أيضا ” لابد من إشعال نارالخصومة الحاقدة بين كل القوى لتتصارع وجعل السلطة هدفا مقدساً تتنافس كل القوى للوصول إليه ولابد من إشعال نار الحرب داخل كل دولة ” هذا ما يحدث  في بلادنا بالفعل ما بين القوى الفلسطينية  المتصارعة على سلطة أوسلو، بل أصبحت سلطة أوسلو  للقوى المعارضة  توريطا وفخا قد وقعوا فيه وعلى وشك الانجرار به ، ناهيك عن المؤامرة  البشعة  التي تقاد ضد شبابنا، مما دفع الكثير منهم  للرحيل .

تبخر حلم  الدولة الفلسطينية التي كان يسعى لها دوما الراحل  ياسرعرفات ، منذ خروجه من لبنان  متجهاً نحو تونس ، حينها سألته الصحافة إلى أين  أبو عمار ؟ قال إلى فلسطين ، أما اليوم لا تستطيع الرؤوس السياسية  من أعلى الهرم حتى القاعدة ، أن يخبروك إلى أين ،إذا كانت القيادة لا تستطيع أن تجيب فلا بد للشعب ألا  يسأل ؟!!!

سادساً :ـ  يقولون  ” لابد أن نفتعل الأزمات الاقتصادية لكي يخضع لنا الجميع ” للأسف نحن من نساعدهم في افتعال الأزمة، بل وتوفيرسبل نجاحها ،الشعب لا قيمة له  في نظر القيادة ، إسرائيل تخطط منذ عشرات  السنيين  والمسئولون  الفلسطينيون   الوسائل التنفيذية لبنود  برتوكولاتها ، حصار مفتعل من الداخل قبل أن يكون  من الخارج ،أعنى  طبعا ما يحصل في غزة  من فقدان لأبسط سبل الحياه وهى الماء والكهرباء وغيرها من الامور.

سابعاً:ـ  يقولون ” سنولي عناية كبرى بالرأي العام  إلى أن نفقده القدرة على التفكير السليم  ولا بد أن نبث في الشعوب فكرة عدم فهمهم  للسياسة وخير لهم  أن يدعوها لأهلها ” وهذا  ما يحصل  فعلا ُ في الوقت الحالي  جيل كامل  من الشباب  يفتقد  الرؤية الصحيحة  وليس لديه القدرة على تحليل  الإحداث السياسية  مما اضطرأخيرا أن يبتعدعن السياسة  قولا وفعلا ، وهذا ما يتم تنفيذه من سياسات التجهيل  .

ثامناً :ـ يقولون “سنستعين بالإنقلابات والثورات كلما رأينا ذلك ” حقا ما حدث في غزة من أحداث دموية سوداء  عام  2007 ،وهذا ماستفادت منه اسرائيل وكانت تراقب الأمر عن قرب ،وتحاول أن تنمى الإشكال لكى تفكك الشعب ، فالربيع الفلسطيني  أدخلنا في متاهات وعقبات لم تحمد عقباها ،  لم تكن يوما بالحسبان .

تاسعاً :ـ يقولون ” ستكون لنا مجلات وصحف كثيرة مختلفة النزعات والمبادئ وكلها تخدم أهدافنا ” للأسف يوجد  العديد  من الوسائل الإعلامية الفلسطينية  المرئية  والمسموعة والمواقع  الإلكترونية  تخدم الاحتلال ، سواء بقصد  أو دون ،مهمتها الوحيدة التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات والقدح،  بالإضافة إلى ذلك نشر ثقافة التعصب الحزبي لا  الوطني ، فعلا  اجتزنا  الاختبار بنجاح حين تم تحقيق  بنود  البرتوكولات وأصبحنا وسائل  وأدوات  لهم  ، انوه إلى أن دعاة التطرف داخل أي تنظيم دوما  ،لا يمكن  أن يكونوا  إلا  أغبياء أو خونة .

عاشراً:ـ يقولون ” في الرسميات يجب علينا أن نتظاهر بنقيض ما نضمر فنستنكر الظلم وننادى بالحريات ونندد بالطغيان “  لو تأملنا هذا المقطع من البرتوكول ، لوجدنا أن جميع  المسئولون إلا قلة قليلة  منهم  ينفذون  تلك البرتوكولات  ، وضع مأساوي  وحالة مأساوية وقيادة سوداوية  ، انقسام مضى عليه  8سنوات  وهم يعتاشون على أهات وعذابات  شعبنا  أصبح لدى شك أن قيادتنا في الضفة وغزة  هي من تنفذ برتوكولات حكماء صهيون  أو لربما هي من صاغت بنوده ! أصبحنا  حكماء في زمن لا حكماء فيه  ، تعودنا على سماع ثلاث  كلمات (  نشجب ـ نستنكر ـ ندين )  ندين من ؟ لا  أدرى كلاهما يردد وجميعنا يسمع  هذا ما تتظاهر فيه  القيادة (غزة وضفة ) أما ما تضمره  نعتقل ـ نلاحق ـ نطلق ( رصاصات  الصوابين ).

حادي عشر:ـ يقولون في برتوكولاتهم” أعجزمن يعصوا أوامرنا  لأنهم  يدركون أن السجن أو الاختفاء من مصير المتمرد منهم ” رحمة الله عليك يا ياسرعرفات  وأحمد ياسين والشقاقى وأبو على مصطفى وعمر القاسم ،عشتم أبطالا واستشهدتم أبطالا.

ثاني عشر :ـ يقولون ” يعطى الشعب الحكم الذاتي فترة وجيزة  لكي يصير هذا الشعب رعايا بلا تمييز ومن تلك اللحظة  تبدأ المنازعات  والاختلافات التي سرعان ما تتفاقم فتصير معارك اجتماعية ” لا يحتاج تفسير وتوضيح  اتفاق أوسلو ومن ثم الانقسام 2007.

رغم  أن برتوكولاتهم مضى عليها زمن ليس بالقليل إلا  أنها قلبت حياتنا رأسا على عقب ، استشهد ياسر عرفات  ومن معه من قادة الشعب الفلسطينى واستشهدت القضية  ، وتشتت شعبنا فكرياً وعقائدياً وسياسياًواجتماعيا ، يكفينا تشتت القيادة الفلسطينية فكل منهم يريد أن يلحق بركب الأجندة الدولية .

يدهشني أن ما رسمه  اليهود الصهاينة  ،وما خططه حكماء صهيون ،وما نفذه  الكيان الصهيونى ، يعصف بنا  ويفتتنا  ويبعثرنا ولكن إلى متى ؟ جميعنا يسأل متى ستنفذ المصالحة  الفلسطينية ؟ من أكبر قيادي حتى أصغر شبل  لا يستطيع الإجابة ، رغم أن  الإجابة بسيطة ومعروفة منذ أكثر من 100عام،اسألواالصهاينة ستجدون الإجابة. أصبحنا نعيش في عالم الفردية … لا الوحدة، الفردية في الحزب ….. الفردية في الحلم ….الفردية حتى في الأسر ( الإضرابات الفردية داخل السجون الإسرائيلية ) الفردية في رسم الإستراتيجية  الفردية في الهدف

 الفردية في عالم  الفردية .

أعود مجددا للإجابة عن الأسئلة السابقة  البرتوكولات شكك فيها بعض المؤرخين  واعتبروها إنها لا تستند إلى  أساس علمي ولكن أقول من  يتأمل في مجريات التاريخ يجعلني  أقتنع أن هذه البرتوكولات حقيقية .وإلا لماذا اليهود يحاربون  كل من ينشر هذا الكتاب؟ بل ويهاجمون الإعمال التلفزيونية مثل مسلسل فارس بلا جواد ومسلسل شتات , نذكر حينما عرض فارس بلا جواد  علقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية  “انه يتعارض مع  اتفاقية  السلام  لعام 1979 المعقودة بين مصر وإسرائيل ،والتي  تحظر التحريض على الكراهية بين البلدين ،كما أعربت صحيفة  يديعوت احرنوت عن قلقها  من المسلسل واعتبرته يمثل خطورة على أمن إسرائيل .. فهل يجوز لنا  أن نسكت  على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة ضد أبناء شعبنا سواء بعد أوسلو أوبعد الهدن الموقع عليها من قبل الفصائل ؟ حينما إسرائيل تراقب الإعلام  العربي والفلسطيني في حين إعلامنا يستخدم لنشر التعصب الفكري  والثقافة الحزبية الا هذا يمثل تهديد  للأمن الفلسطيني ؟ أصبحت حياتنا كمسلسل تركي، مكون من عدة أجزاء ربما تم تصويره  في أماكن عدة (غزة والضفة)أما النهاية متروكة للسينارسيت ،مع العلم أن بعض الساسة  الروس استغلوا البروتوكولات ونشروها للحيلولة دون اتحاد اليهود مع البلاشفة ،أيضا ألمانيا طبعت ووزعت بالمجان البرتوكولات أثناء حملتها الدعائية ضد اليهود إما نحن مستغلون لا مستغلين .

 يرتبط ظهور انكشاف سر البرتوكولات مع أول مؤتمر عالمي يهودي تم عقده في سويسرا عام 1897وهذة البرتوكولات كانت القرارات السرية أما العلنية  فقد تلخصت في إعلان  اليهود  ضرورة إقامة وطن قومي لهم في فلسطين ،ما بين السري والعلني بدايات حلم …..أصبح ألان حقيقة، أود أن انوه  الأطراف  المتنازعة تناولت البرتوكولات بشكل عام ، فحركة حماس يضم الميثاق الخاص بها إشارة واضحة إلى ما تعتبره الحركة محاولة الحركة الصهيونية تنفيذ برتوكولات حكماء صهيون(ميثاق حماس  حيث اليهود عملوا على جمع ثروات مادية هائلة ومؤثرة سخروها لتحقيق حلمهم بالأموال ، سيطروا على وسائل الإعلام العالمية ،وفجروا الثورات في مختلف بقاع العالم لتحقيق مصالحهم )أما مفتى القدس عكرمة صبري في 2005 ممثلا عن السلطة الوطنية ،صرح بأن من يقرأ برتوكولات حكماء صهيون يرى بوضوح أن هدف هذه البرتوكولات هو خلق فوضى لتهديد امن واستقرار العالم .

 الجميع يدرك أهمية وخطورة  البرتوكولات ،إذن لماذا الاستخفاف والاستهتار بالمشروع الوطني؟ إذا كانت  هذه البرتوكولات خدعة وليست حقيقة  إذن قياداتنا الحالية  (ضفة وغزة ) هي الخدعة التي ستظهر حقيقتها حتى ولو بعد حين ، ونذكر حينما قال غسان كنفاني  إذا فشل المدافعون عن القضية نغير المدافعون ولا نغير القضية  .

في الماضي كان الكفاح المسلح وحده قادر على التسامي على التباينات الأيدلوجية ، وأن يصبح بالتالي  حافزا ووسيطا للوحدة ، للأسف ثلاث حروب شرسة  في خمس سنوات فشلت في توحيد الشعب وقيادته .

بدأنا نصاب بالإعياء من المماحكة العقيمة بعد سماع تصريحات الساسة ،نعتذر لك يا أبو إياد ” صلاح خلف “  حينما حلمت بتحويل فلسطين  إلى دولة ديمقراطية يعيش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون كمواطنين متساويين وكانت صيغة لتفكيك الدولة  الصهيونية  أما اليوم الهدف الاستراتيجي لبعض الأحزاب هو تحويل فلسطين إلى دولة حزبية  يعيش فيها الفتحاويون والحمساويون والجهاديون والجبهاويون  وهى صيغة لتفكيك  حلم الدولة الفلسطينية  فالمعركة  على الحكم أشبه بمعركة الأسير مع الضرير  فما بين الديماغوجية والديماغوجي شعب وقضية بعد أن أصبحنا شعباً مبعثر جغرافيا  ومتغاير نفسانيا ومتنافر سياسيا لنا الله .

أخيرا على القيادة  الاعتراف بأخطائها وإدراك نقاط العجز ، وتصحيح انحرافاتها ،والا تنزلق في الشرك المنصوب لها ، فالخطأ أمر إنساني  أما الاستمرار عليه في هذه الحالة إجرام ،فأنتم تسيرون بنا نحو الكارثة بالصراعات التي تنخر في المشروع الوطني وأوجه السؤال إلى القيادة والحكومة الموقرة  هل انتم راضون عن المأساة التي نعيشها ؟ وهل هناك رؤية  فلسطينية  من أي  جهة فلسطينية للخروج من المأزق الحالي؟؟؟؟؟

الباحثة / غادة عايش خضر

فلسطين _ غزة

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.