جورج غالويّ … أيّها المناضل: تحيّة لك من القلب / موسى عباس
موسى عبّاس ( لبنان ) – السبت 28/12/2019 م …
الكاتب والباحث موسى عباس
“جورج غالوي”
أنت أيقونة الغرب في عصر الإنحطاط الأخلاقي الغربي والعربي.
أنت العربي المثقّف الوطني أكثر من عشرات الآلاف ممّن يدّعون الثقافة والوطنية في بلاد العرب المهترئة.
أنت رمزٌ للحضارة الغربية الحقيقية وليست المزيّفة بزيف الديمقراطية المضبّخة بدماء الأبرياء في جميع أنحاء ما يُسمى بالعالم الثالث شرقاً وغرباً.
جورج غالوي
اسمح لي أن أخاطبك باسمك الذي تفتخر ونفتخر به دون ألقاب، أنت المدافع عن كرامة الأحرار في العالم ولا سيّما في العالم العربي المُجزّأ والمنقسم على نفسه أفقيّا وعاموديّا طائفيّاً ومذهبيّاً ، أحزاباً وتنظيمات وقطعاناً وجماعات تتباهى بأنّها تتمثّل بديمقراطية الغرب ، بينما في الواقع هم عملاء الNGO أزلام وجواسيس عند الCIA ولدى المخابرات البريطانية ولدى الموساد الصهيوني.
سيّدي ، أنت تدافع عن فلسطين وتندّد بجرائم الصهاينة أكثر من كثير من الفلسطينيين اللاهثين وراء السلطة .
أنت تدافع عن ليبيا والليبيين أكثر من مئات الليبييين الذين كما وصفتهم يخدمون مصالح الإستخبارات البريطانية وليس مصالح بلادهم .
أنت تدافع عن العراق وثروات العراق وأحرار العراق وتندّد بالجرائم التي ارتكبها البريطانيون والأمريكيون بحق الشعب العراقي بينما الفاسدون والمتسلقون على ظهور الدبابات الأمريكية والغربية للوصول إلى السلطة يسرقون قوت يوم الشعب العراقي الذي كان يوماً ما عزيزاً مكرّماً بالرغم من ديكتاتورية الحاكم كما يطلقون عليها.
أنت وقفت إلى جانب الحق في سوريّا ولم تأبه لتهديدات الإرهاب ولا لتحريض الأعراب ضدك.
أنت وقفت إلى جانب المقاومة في لبنان في الوقت الذي دفعت فيه أنظمة عربية مليارات الدولارات للصهاينة للقضاء عليها، وفي الوقت الذي ناهضها وعمل ضدّها وهاجمها الكثيرون ممّن يدّعون زوراً وبهتاناً أنهم من قادة اليسار ويطلقون على أنفسهم ألقاب المناضلين.
سيّد غالويّ :
الحمدلله أنك لست ولم تكن نائباً عربيّا لأن القلة من النواب العرب الذين هم فعلاً ممثلون للشعب الذي انتخبهم ويشعرون بآلام المواطنين ويقومون بمهامّهم كما هو واجبهم ، فأغلب نواب أمتنا هذا إن وُجِد مجلساً للنوّاب هم وصلوا لكرسي النيابة لأنّ حزباً أو سلطةً أو جهاز اً استخبارياً أو مالاً منهوباً من عرق الناس أوصلهم ،أو لأنّهم ركبوا “بوسطة ” الزعيم” .
والحمد لله أنّك أنت لست إعلامياً عربياً كغالبية الإعلاميين العرب الذين يتقاضون رواتبهم ليس من عملهم وإنما من تُجّار السياسة الفاسدين ممّن ينهبون المال العام مقابل تبييض وجوههم الكالحة على شاشات التلفزة وعلى صفحات الصحف الصفراء،أو من أجهزة الإستخبارات الأجنبية التي تدفع لهم مقابل تشويه صورة الأحرار والشرفاء من أبناء وطنهم ومن أشراف أمّتهم.
والحمد لله أنّ محطّة التلفاز التي أتاحت لك المجال لقول الحقيقة ولفضح زعماء الدول المجرمين الذين يرتكبون الموبقات والجرائم بحق الشعوب المستضعفة وكذلك لكشف حقيقة الأنظمة والأشخاص العملاء ممّن ينفثون سموم حقدهم وكراهيتهم على مدار الساعة لتزوير الحقائق، الحمدلله أنّ تلك المحطّه لا يُباع فيها الأحرار في أسواق نخاسة الأنظمة العربية الفاسدة .
جورج غالويّ :
حماك الله ودفع عنك شرّ أجهزة الإستخبارات وشرّ الأنظمة العربية .
أنت أيّها الناطق بلغة أكبر دول الإستعمار عبر التاريخ ،
أنت المقاتل لأجل الحريّة
التعليقات مغلقة.