لماذا ايران ؟

 

كتب ناجي الزعبي : الإثنين 28/9/2015 م …

يسألني بعض الاصدقاء لماذا تصطف الى جانب ايران ؟

اجيب : انا اصطف الى جانب شعبنا العربي ومصالحه بالتالي ابحث باسلوب الباحث والمنقب والدارس والمحلل السياسي عمن يلبي هذه المصالح وانا اعتقد ان ايران دولة جارة وصديقة ولا يمكن انتزاعها من جغرافية المنطقة ، وهي دولة معادية بالمطلق لعدونا الصهيوني والاستعمار الاميركي والاطلسي والرجعية العربية ، وهي ايضاً الداعم الاول والاكبر للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية والداعم الرئيسي لسورية .

لقد استبدلت ايران في بداية عهدها بعد سقوط الشاه السفارة الصهيونية بسفارة فلسطينية ، واستبدلت جهاز السافاك المرتبط بالموساد والسي اي اي بنظام سياسي مناهض للامبريالية والصهيونية وصديق للشعوب العربية .

وهي دولة ذات مشروع نهضوي سعت منذ اكثر من ثلاثين عاماً لامتلاك البحث العلمي والتصنيع والتنمية الوطنية الشاملة والقوة العسكرية الرادعة جوا وبحراً وبراً .

قارعت ايران العالم كله والذي حاصرها لمدة تناهز الثلاثين عاماً ، حاول خلالها الحيلولة دون امتلاكها الطاقة النووية ، فاوض الايرانيون العالم بصبر واناة وتؤدة بدون كلل ،  ولا ملل على مدار اثني عشر عاماً ، لم يفرطوا ولم يتنازلوا

وثابروا بثبات لافت واضطروا اعتى قوى العالم الغاشم على  للرضوخ والتسليم ورد الاعتبار لها واعادتها من اوسع الابواب للحضيرة الدولية ، في الوقت الذي رسف به شعبنا العربي تحت نير انظمة تابعة عميلة عانى خلالها من الظلم والاستبداد والجهل والتخلف والتهميش والفساد وغياب المشروع  ، اضافة لمعاناته من نهج التجهيل وتغييب العقل ، والوعي حتى بات وطننا العربي منبتاً خصباً للارهاب والفساد والفكر الغيبي الظلامي ، كما عانى من ترد بالتعليم والصحة والثقافة والفكر وسطوة القبضة الامنية على الحياة السياسية التي جرت مصادرتها وتغييبها وادخالها بيوت الطاعة الرسمية .   

ايران دولة ذات مصالح تسعى لتطوير علاقات  اقتصادية وسياسية  متبادلة مع محيطها الاقليمي اسوة بعلاقتها الدولية

لكن انظمتنا وباوامر واملاءات اميركية وصهيونية افتعلت صراعاً دينيا طائفيا معها بدلا من اقامة علاقات متكافئة تخدم مصالح شعوبها .

لقد صنع الاميركان عدوا من الاتحاد السوفيتي وعند تفككه ،  صنعوا من صدام حسين  عدوا ،  وفزاعة ،   وعندما شنقوه اختلقوا عداءً طائفيا ،  ومذهبيا ايرانيا ،  وشيعي سني .، وكل هؤلاءالاعداء كانوا لابتزاز زعامات ومشيخات الخليج ، وصرف الانظار عن العدو الحقيقي  وهو عدونا الصهيوني. 

وبسبب الجهل ،  وغياب القيادة السياسية ،  والضخ الاعلامي ،  والديني ،  وحتى الفكري ،  والتعليمي والثقافي المسيس  ، وغياب المشروع العربي البديل للمشروع الايراني انجرفت  العديد من الجماهير والقوى امام هذا الطوفان من الاكاذيب والاظاليل وانساقوا خلفها دون تحليل وتمحيص .

وبدلا من ان  تنصرف انظمتنا للتنمية والاعداد ومجابهة عدونا انصرفت لمجابهة اصدقائنا وحلفائنا ولقتل بعضنا البعض .

وعلى تحريضنا ضد العدو  والخطر الايراني الوهمي ، ونحن نعلم ان ايران قوة عسكرية عملاقة فقد كان بامكانها اجتياح الوطن العربي كله ، مقارنة بداعش التي احتلت بقدرات متواضعة ثلث العراق وسورية ، وتعبث بليبيا واليمن ومصر والشمال الافريقي والصومال فكيف بقوة بحجم ايران .

وحين يحذر الانظمة العربية التابعة لاميركا تحديدا من ايران كان عليها ان تقدم المشروع البديل وتبني اوطانها بناءً محكماً لمجابهة هذه المخاطر ، لا ان تتردى بواقعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري والتعليمي والعسكري .

ان مصلحتنا هي اقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم دون رضوخ لاملاء وفي مقدمة هذه الدول دول الجوار.

لقد وقع الاميركان اتفاقا سلميا مع ايران  سعيا وراء مصالحهم ، اليس من الاولى ان نتعاون نحن معها ؟

وحين اقف مع ايران فانا اقف مع مصالح شعبنا ومع صديق وحليف وفي ومخلص وصادق ، وهو موقف مبني على تحليل سياسي علمي وليس طائفي او مذهبي  ضيق او احلام رومانسية  .

عمان ٢٨ /٩/ ٢٠١٥

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.