يا امه ضحكت وما تزال ، من جهلها الامم / د. سمير أيوب
د. سمير محمد ايوب ( الأردن ) – السبت 28/12/2019 م …
شحرور : عالِمٌ مُعاصرٌ لم يتجاوزه أحد
أتباع التلذذ بشرب بول البعير ، وغمس الذباب في الطعام ، هم الاكثر جدلا وجهلا في خلق الله ، مصرون هذه الايام ، على البقاء مكبا لنفايات خلق الله وسخريتهم .
قبل ايام ، وأمة العرب تغرق في التهميش ، وبأمس الحاجة لمواكبة الحداثة والتنوير في كل شيء ، رحل الى خالقه عالم جليل وهو بكامل عطائه . اجتهد في حياته . وأبدع في استخدام عقله ، للإنصات للقرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة الثبوت . تفكر وتدبر المباني والمعاني . انصت مطولا وعميقا وباخلاص لتلك النصوص ، لتقصي المقاصد الربانية في الاستخلاف في الارض . فوصل الى ما لم يتمكن احد من المتفيهقين ان بتجاوزه أو يدانيه .
وما أن أعْلِنَ نبأ رحيل العلامة المجتهد ، الدكتور محمد شحرور ، حتى نعق ناعقون ، يسألون ويتساءلون بقبح مقزز ، إن كان من الجائز الترحم عليه. يسالونك ويسألونه ، ويصرون بجهل مقيت ، وكذب وتكاذب بيِّنٍ ، وبهتان لا يليق بروح العلم والعصر والايمان والخلق . متناسين تعمدا ان رحمة الله تسع كل شيء . وان الله سبحانه وتعالى ، هو رب كل الناس وإلهُهُم ، وأن الراحل كان على مدار سنوات طوال ، قد اجتهد وحقق ودقق وقال . وأعلن حجته فيما قال علنا ، بعديد الدراسات والأبحاث المنشورة في بطون امهات الكتب ، ومن فوق العديد من منصات العلم الجاد الملتزم ، ومنابر المؤتمرات والندوات والبرامج المسموعة والمرئية ، بلا وسوسة او سفسطة او تأتأة .
وأنا انصت لبهتان هولاء اللعانين ، وامثالهم واتباعهم والمشايعين لهم ، تذكرت نصا كان قد استوقفني وانا انصت له ، أورده فيما يلي لانه يشي بحق بهؤلاء اللعانين من قوى الشد العابث بعصرنة فهمنا للمقاصد الربانية في الايمان وفي امور دنيانا .
منذ الف واربعمئة عام ، عاشوا في البراري ، ناموا في المضارب ، اضاءوا لياليهم باشعال الزيت والحطب . لم يعرفوا غير الرعي والسبي والغزوات . تقاتلوا، تحاربوا ، تناحروا ، وتزاوجوا .
منذ الف واربعمئة عام ، تركوا لنا قصصا وسِيَرا ذاتية ، واحاديثا ونصوصا بشرية ، قالوا انها مقدسة كما قال الذين من قبلهم . يتوجب علينا ان نفكر كما كانوا يفكرون ، أن نلبس كما كانوا يلبسون ، ان نعيش كما كانوا يعيشون ، ان نقاتل كما كانوا يقاتلون .
بعد الف واربعمئة عام من التزوير ، يطلبون منا ان نصدق كل ما وردنا منهم ، ونحن نشهد الكثير من التزوير الحاضر .
الف واربعمئة عام من التمترس خلف شخصيات وحكايات لا نعرف شيئا عن حقيقتها ، يتوجب علينا ان لا نخرج من عباءاتهم ، وان نقتدي بهم ، وان نمتثل لهم ، وان نتعلم منهم ، وان ننتقم لهم .
الف واربعمئة عام ، من الدعاء على اليهود والنصارى ، لتشتيت شملهم ولم يتبق لنا شمل . ولتدمير أوطانهم ولم يتبق لنا اوطان . لسبي نسائهم ، ولم تسبى الا نساؤنا .
نقول بمثل ما كان يقول المجتهد الدكتور محمد شحرور : ايتها الامة النائمة ، إن من تدعون عليهم صبح مساء ، قد وصلوا الى الفضاء ، وناموا على سطح القمر والمريخ . وشطروا الذرة والنانو . جزءوا الثانية واخترعوا الثورة الرقمية ، وانتم لم تفلحوا الا بثورة الاعضاء التناسلية . وتتدارسون حتى اليوم طريقة دخول المرحاض ، والكلب الاسود ونهيق الحمار ، وجواز تهنئة المسيحيين في اعيادهم ام لا .
وعندما اجتهد بعض علمائكم ، دبجوا المطولات والمعلقات في جهاد النكاح ، وسفاح القربى ، وارضاع الكبير، ووداع الزوجة الميتة . وسوّدوا صحفا في الطريقة السليمة لنكاح المراة والبهيمة .
ايها النائمون في هذه الامة ، الا يحق لعقولنا ان تتأثر بهذا الفيض من المعارف والعلوم والتكنولوجيا التي تحيط بنا ؟ وهل يتوجب على عقولنا ان تبقى رهينة حبيسة زبدكم منذ الف واربعمئة عام ؟ ثقوا يا عُبَّاد الكثير من اهوائكم ، أنكم عندما تكرسون االخيول لفلاحة الارض ، والحميرفي مضامير السباق ، فلن نجني واياكم خيرا ، ولن نكسب بكم رهانا ..
نعم ، إنني ممن يترحمون على العالم المعاصر الجليل محمد شحرور ، وممن يكثرون . وسأبقى مع الملايين من المنصفين المنحازين لعقولهم في فهم ايمانهم وشؤون دنياهم ، نسأل الله الرحمة للفقيد الانسان – العالم ، ولروحه السلام . ولمن في قلوبهم مرض وأقفال أزاغ منهم البصر ، نسألهم ألا تفقهون ؟!
التعليقات مغلقة.