تحية للبرازيل ورئيستها ونقاباتها / د. فايز رشيد

 

د. فايز رشيد ( الأردن ) الإثنين 28/9/2015 م …

” في بداية الخمسينيات قالت الكاتبة البريطانية”إثيل مينون”عن العرب”بأنهم أسوأ المحامين عن أعدل القضايا”.فهل سنشهد خلال هذه المرحلة المقبلة خروجاً فلسطينياً وعربياً من هذه الشرنقة؟!.على صعيد شعوب العالم هناك مؤسسات ومنظمات عديدة تتعاطف مع القضايا الوطنية العربية, والحقوق الوطنية الفلسطينية,”

ـــــــــــــــــــــــــ

طالبت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، رئيس الحكومة الإسرائيلية , ووزير الخارجية، بنيامين نتنياهو، بإلغاء تعيين رئيس مجلس المستوطنات السابق، داني ديان، سفيرا لإسرائيل في البرازيل، على خلفية سكنه في مستوطنة, وكونه أحد قادة المستوطنين .وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأحد 19 سبتمبر الحالي، “إن الرئيسة البرازيلية مررت رسائل إلى إسرائيل عبر قنوات دبلوماسية، تطالب بإلغاء تعيين ديان تحسبا من أن استقبال البرازيل له سيظهرها كمن تؤيد المشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.”

ويشار إلى أنه وفقا للقواعد الدبلوماسية، فإنه عندما تعين دولة سفيرا لها لدى دولة ما, فإنها تحول اسمه إلى الدولة المضيفة وتطلب موافقتها. ورغم أن رفض الدولة المضيفة استقبال سفير هو أمر نادر, لكن في حال رفض سفير من دولة معينة, فإن دولته مطالبة بتغييره. وقالت الصحيفة إنه في حال تراجع نتنياهو عن تعيين ديان سفيرا في البرازيل فإن هذا الأمر سيكون بمثابة صفعة مدوية لإسرائيل ونتنياهو، لكن إذا أصر على التعيين ويقابل برفض برازيلي علني ورسمي برازيلي, فإن أمرا كهذا من شأنه أن يعكر العلاقات بين الدولتين، علما أن نتنياهو يرى بالبرازيل، الدولة العظمى الصاعدة، غاية إستراتيجية فيما يتعلق بتعزيز العلاقات معها.

وكانت 40 منظمة كبيرة في البرازيل قد وقعت مؤخرا على عريضة، تطالب روسيف بعدم المصادقة على تعيين ديان كسفير لإسرائيل، في الوقت الذي ندد فيه أعضاء برلمان برازيليون بقرار إسرائيل تعيين مستوطن, سفيرا في بلادهم، ووصفوا هذه الخطوة على أنها تشكل تحديا للسيادة البرازيلية ولروسيف شخصيا.

من ناحية ثانية كانت الحكومة البرازيلية قد قررت استثناء شركة أمن إسرائيلية من العمل في أولمبياد 2016، التي ستقام في ريو دي جانيرو، بعد حملة قام بها ناشطون متضامنون مع فلسطين، بحسب تقرير لتشارلوت سلفر، نشره موقع “إلكترونيك انتفاضة” (الانتفاضة الإلكترونية).ويشيرالتقرير… إلى أن شركة “إنترناشيونال سيكيورتي أند دفنس سيستمز” الإسرائيلية جرى إبطال عقدها.

وتشير تقارير عديدة: إلى أن شركة “إنترناشيونال سيكيورتي أند دفنس سيستمز” كانت أعلنت عام 2014 أنها حصلت على عقد بقيمة 2.2 مليار دولار مع الحكومة البرازيلية للقيام بتنسيق أمن الأولمبياد، وقد وصفت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” وقتها الصفقة بأنها “نجاح غير مسبوق لإسرائيل”، وأعلن مسؤولون كبار في الشركة أنها قد بدأت عملها.

ويؤكد أحد التقارير العديدة المنشورة عن الشركة: بأنه في 8 أبريل، نفى القسم المسؤول عن النشاطات الكبيرة في وزارة العدل البرازيلية أن تكون البرازيل قد منحت العرض للشركة, ويورد التقرير ما جاء في رسالة من الوزارة المعنية البرازيلية: ” إن أي عقود أبرمتها ريو لأجل أمن أولمبياد عام 2016 لن تنتج عنها تنازلات من الحكومة البرازيلية”، واعتبرت الحملة البرازيلية ضد هذه الشركة الإسرائيلية , تحديدا.

وينقل التقرير عن المدير التنفيذي لـرئيس أكبر اتحادات العمال البرازيلية، جوليو تورا، قوله في بيان صحفي: “نحن سعداء أن تنأى الحكومة بنفسها, فمن غير القانوني، بل من العار استئجار شركة أمن إسرائيلية متواطئة مع جرائم الاستيطان الإسرائيلية، والتي لها سجل حافل من الشكاوى لمشاركتها في دعم ديكتاتوريات أميركا الوسطى” . ويبين الكاتب أن قرار المقاطعة هذا يأتي بعد نجاح آخر حققه ناشطو مقاطعة إسرائيل في البرازيل، ففي نهاية عام 2014، واستجابة لحملة منفصلة, قامت الولاية البرازيلية “ريو غراند دو سول” بإلغاء عقد مع شركة أسلحة إسرائيلية “إلبيت سيستمز” لتطوير مركز أبحاث طيران ضخم.

لقد ركزت النقابات البرازيلية الضغط على الحكومة البرازيلية لإلغاء العقد مع الشركة الإسرائيلية ؛ لأنها على علاقة وثيقة بالجيش الإسرائيلي ولارتباطها بتاريخ قذر في وسط وجنوب أميركا.ويلفت التقرير إلى أن عقيدًا سابقًا في الجيش الإسرائيلي قد أسس الشركة كما يشير إلى الخدمات الأمنية للشركة والتدريب على “مكافحة الإرهاب” في كثير من دول وسط أميركا، بما في ذلك القوات شبه العسكرية في هندوراس خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

معروف أيضا: بأن الشركة قد ساعدت في تدريب وتسليح قوات الكونترا في نيكاراغوا، التي حاولت الإطاحة بحكومة ساندينيستا اليسارية. ويذكر إدوارد هرمان وغاري أوساليفان في كتابهما “صناعة الإرهاب” صدر عام (1989) : كيف قامت الشركة بالتدريب والمساعدة على تشكيل فرق لمحاربة الإرهاب في الجيش الجواتيمالي؛ لمحاربة المعارضة والمنظمات الشعبية، وأمدتهم بأجهزة المراقبة الإلكترونية والأسلحة والطائرات، كما دربت الشركة فرق الموت في هندوراس، بما في ذلك كتيبة 3-16، التي قامت باختطاف وتعذيب المعارضين السياسيين.

هذه المقاطعة البرازيلية النشطة تتماهى أيضاً مع الدعاوى الكثيرة المرفوعة في محاكم عديدة في دول أوروبية كثيرة, ضد العديد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين ,بتهمة اقتراف جرائم حرب ضد الفلسطينيين،بالتالي فمن الملاحظ:أنه في السنوات الأخيرة: بدأت تتكشف سياسات إسرائيل الحاقدة ضد الفلسطينيين بين العديد من شعوب العالم،لذا أيضاً فإن مؤسسات حقوقية وأهلية عديدة غير حكومية ,بدأت في الترويج لمقاطعة إسرائيل وليس لمؤسساتها الأكاديمية فحسب.بالطبع الفضل يعود في هذا النشاط إلى المؤسسات والمنظمات الأهلية الحقوقية, والأخرى في المجالات المختلفة الفلسطينية والعربية والدولية , والتي تتعاون مع مؤسسات ومنظمات شبيهة أهلية من دول عديدة.

للأسف وبضغط أميركي ـ صهيوني على السلطة الفلسطينية بتقديم أية دعاوى على إسرائيل، لا في محكمة الجنايات الدولية , ولا في أية مؤسسات تابعة للأمم المتحدة. كل ذلك يجري والاستيطان الإسرائيلي على أشدّه في الضفة الغربية ,وتحديداً في القدس الشرقية ومحيطها. كل ذلك يجري والاغتيالات والاعتقالات الإسرائيلية للفلسطينيين تزداد وتائرها, وكذلك مصادرة الأراضي وهدم البيوت.بالمعنى الفعلي فالمفاوضات يستعملها الكيان الصهيوني غطاء للاستيطان ولجرائمه.

في بداية الخمسينيات قالت الكاتبة البريطانية”إثيل مينون”عن العرب”بأنهم أسوأ المحامين عن أعدل القضايا”.فهل سنشهد خلال هذه المرحلة المقبلة خروجاً فلسطينياً وعربياً من هذه الشرنقة؟!.على صعيد شعوب العالم هناك مؤسسات ومنظمات عديدة تتعاطف مع القضايا الوطنية العربية, والحقوق الوطنية الفلسطينية, فهل سنشهد مستقبلاً خططاً استراتيجية فلسطينية ـ عربية هدفها رفع وتيرة المقاطعة للكيان الصهيوني على كافة المستويات؟!نتمنى ذلك!.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.