حماس لا تتعظ / أسعد العزوني

أسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 30/12/2019 م …

رغم أن السفاح الهالك شارون أمر بإغتيال الشيخ أحمد يسن ،بعد إعلانه قبول حركة حماس”المقاومة الإسلامية”،الهدنة طويلة الأمد مع الإحتلال،إلا أن قادة حماس  هذه الأيام مصرون على تبني هذه التهدئة ضاربين بعرض الحائط تضحيات الشعب الفلسطيني ، مقلدين ما قامت به ووصلت إليه قيادة منظمة التحرير ،وهم بذلك  أيضا .ينافسون سلطة أوسلو وصاحب التنسيق الأمني مع الإحتلال.

المعلومات الواردة من قطاع منذ سنوات تؤكد  أن حركة حماس المتحالفة مع النظام المصري تهيمن على القطاع،وقامت في فترات سابقة بإطلاق النيران على “ركب”المجاهدين من التنظيمات الفلسطينية الأخرى،لمنعهم من الإشتباك مع الإحتلال،لكي تثبت لقادة مستدمرة إسرائيل الخرزية الصهيونية الإرهابية أنها هي صاحبة الأمر والنهي في القطاع ،وبالتالي فإنها “الأجدر”بتوقيع معاهدة صلح إسلامية معها ،وبوضوء الإسلام السياسي.

تعمل حركة حماس على تطويب قطاع غزة إمارة إسلامية محتكرة لها ،وهي بذلك تسعى ليس للتحرير بل للحكم،ومن هنا يأتي عداؤها مع سلطة أوسلو التي لا تقل سوءا ،ولا تفريطا بحقوق الشعب الفلسطيني عنها،وهي تتمنى منذ سنوات لو أن الإحتلال يعترف بها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية.

طرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس م.خالد مشعل على الهالك شيمون بيريز ،أن يعترف بحركته ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني بدلا من منظمة التحرير،مقابل توقيع معاهدة صلح مع مستدمرة الخزر ،معمدة بوضوء الإسلام السياسي ،ولكن الثعلب الماكر بيريز رفض هذا العرض ،لأنه يرغب بديمومة النزاع الفلسطيني-الفلسطيني ،ليقولوا للعام انه لا يوجد ممثل للفلسطينيين كي نعطيهم شيئا ،وقد تطور النزاع بين سلطة أوسلو وحماس الباحثة عن التهدئة الطويلة علّ وعسى ،إلى إنقسام قميء حوّل القضية الفلسطينية إلى حجم رغيف الخبز.

مؤخرا  تآمرت حركة حماس”المقاومة الإسلامية” على منافستها القوية في القطاع حركة الجهاد الإسلامي ،وأسفر عن ذلك نجاح الإحتلال بقتل مسؤول الجهاد العسكري أبو العطا،ودار لغط كبير حول هذه المؤامرة ،وأحست حركة حماس بالحرج الجماهيري  ونفت ضلوعها في المؤامرة ،وحاولت التبرير لكنها فشلت،ولكن حبال الكذب قصيرة ،فها هي هذه الأيام تبعث التهدئة طويلة الأمد مجددا ،بالتنسيق مع نظام السيسي الذي يعمل لصالح المستدمرة الخزرية في فلسطين،ورغم أن الدلائل تركت آثارا واضحة على الأرض ،إلا  أن قادة حركة حماس”المقاومة الإسلامية” الصغار يتلاعبون بعقول الناس وينفون.