تقرير حول ردود فعل صحيفة ورقية أردنية بشأن تحولات الأزمة السورية
الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 28/9/2015 م …
خروب : سيد الكرملين ضاق ذرعا بالصفاقة الأمريكية وباصرار واشنطن على المضي في إعادة تقسيم الشرق الأوسط ونشر الفوضى ، وإطلاق يد الجماعات الإرهابية والتكفيرية،
كعوش : 4 عوامل وراء التغير في الموقف الأمريكي الأوروبي ، صمود الدولة السورية وتدفق اللاجئين والموقف الروسي وفشل برنامج التدريب الأمريكي
راجي المجالي : ما مصير التحليلات التي تحدثت عن قرب سقوط النظام السوري وانهيار جيشه , وما مصير من أكدوا أنه ساقط لا محال .. أنا أثق بفهد الريماوي صاحب الموقف الثاقب .. عاشت سورية
رجا طلب : الحرب على سورية عبثية .. وروسيا تمتلك 99% من أوراق الحل .. والأردن لا يستطيع المساهمة في الحل ولا المشاكسة بتعطيله، ولا مصلحة له في تحويل الجغرافيا السورية إلى خارطة لهب وفوضى
أبدت صحيفة الرأي الورقية الأردنية الأكثر إنتشاراً في الأردن ، إهتماماً خاصاً بالتحولات الجارية في سورية على الصعيدين الإقليمي والدولي ، والتي تعود في معظمها إلى صمود سورية وموقف روسيا المبدئي الشجاع ، حيث تناول 5 كتاب التحولات الأخيرة في الأزمة السورية .
فقد كتب محمد خروب في صحيفة الرأي تحت عنوان ( ما «قبل» قمة.. أوباما وبوتين! ) معتبراً أن الإدارة الأميركية اضطرت إلى الاعتراف بالأمر الواقع، وعليها الآن أن تسعى إلى تقليل خسائرها أو وضع المزيد من العصي في «عجلات» سيد الكرملين، الذي ضاق ذرعاً بالصفاقة الأميركية، واصرارها على المضي في إعادة تقسيم الشرق الأوسط ونشر الفوضى فيه، وإطلاق يد الجماعات الإرهابية والتكفيرية، كي تعيده إلى القرون الوسطى، وتُوقِف كل محاولات دحرها أو إنهاء ظاهرتها، والدليل على ذلك ليس فقط في الفشل الذريع الذي حصده التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي شكّلته واشنطن قبل عام من الآن، ولم يُصب أي نجاح يُذكر، وإنما مواصلة تعطيل مبادرات ومحاولات حلّ الأزمة السوريّة سياسيّاً، وإطالة امدها .
واعتبر خروب أن الموقف الروسي أجبر عواصم الغرب الامبريالي، على إعادة قراءة استراتيجياتها أو على الأقل التعاطي بنوع من الواقعية (والتواضع) مع مُستجدات الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط، والاعتراف بوجود «لاعبين» آخرين، غير تلك القوى الاستعمارية الغربية التي ظنت أن المنطقة «مُطوّبة» لها وأن مستقبل دولها والشعوب، رهن مصالحها وقراراتها وحدها.
وتحت عنوان ( عاشت سوريا ) كتب عبدالهادي راجي المجالي في ذات الصحيفة ، الرأي
، قال فيها أن سورية قصة غريبة في فصولها , فمن تحالف دولي لإسقاط النظام , إلى غزل دولي بالنظام وتأكيدات هنا وهناك بأنه جزء من الحل .. متسائلاً ما مصير الكم الهائل من الأرشيف الصحفي للبعض ؛ الذي احتوى على تحليلات تؤكد قرب سقوط النظام السوري وانهيار جيشه , ماذا سيكون مصيره.. وماذا سيكون مصير من أكدوا أنه ساقط لامحالة .
واعتبر عبد الهادي راجي المجالي انه كان يكتب مقالات خجولة بأن النظام لن يسقط كما يحلم البعض , ويعرج على ياسمين دمشق .. وحاراتها وأخاف عليها كما أخاف على بغداد قبلها … لم تكن ترحمنا الصحف ولامواقع الفيس بوك ولا الناس المشغولة بالشتم , وكانت التهم المعلبة جاهزة … فكل من يذهب لدمشق خائن … وكل من يقول أن الوقوف مع سورية هو واجب قومي …. يعتبر مجنونا .
أنا لا أخجل أن أقول لكم اليوم … بأني كنت اثق بما يكتبه فهد الريماوي ( رئيس تحرير المجد القومية الأردنية الناصرية ).. وهذا الرجل بالرغم من كثرة شيبه , ويالرغم من كل المحطات المتعبة في العمر كان صاحب موقف ثاقب .. ( يذكر أن المجالي سخر مرة من وصف المجد التي يرأس تحريرها الريماوي ، مَن هنأوها ذات عيد لصدورها بـ الشرفاء ) .
وختم المجالي بالتذكير بأن النظام السوري ممثلا في الأمم المتحدة وسفاراته تملا العالم … والجيش الحر لم يغير شيئا وكل الإرهاب الذي أنتج على الأرض السورية , بدأ الان يسكن الجحور ويلوذ بالصمت ..
واعترف رجا طلب الذي وصف الدولة الوطنية السورية بأنها فاشلة وتسيطر فقط على 20% من ترابها الوطني على حد زعمه ، بأن الحرب على سورية بعد 5 سنوات من شنها عليها هي حرب عبثية ، تشابكت بها العوامل الداخلية بالعوامل الخارجية ، ومقراً بأن الدور الروسي أصبح أقوى من أي وقت مضى وتحول إلى قوة أساسية في معادلة الحل السياسي المتوقع، القائمة على أساس بقاء الأسد ونظامه والتفاوض مع المعارضة المدنية المحلية، والاتفاق على برنامج انتقالي أساسه الإصلاح السياسي وإجراء انتخابات برلمانية بعد تعديل قانون الانتخابات وإجراء انتخابات رئاسية بعد الاتفاق على التعديلات الدستورية.
واعتبر رجا طلب ان روسيا تمتلك 99% من أوراق اللعبة أو الحل، فروسيا أصبحت «القبلة» التي يتجه اليها المعنيون في الأزمة السورية، بما في ذلك واشنطن ، التي باتت اقرب للحل الروسي في سورية.
كما اعتبر رجا طلب أن لا مصلحة للأردن بسقوط الدولة السورية في يد التنظيمات الإرهابية، ولا أن تتحول على حد تعبيره إلى ( دولة تابعة لإيران على غرار العراق ) وبالتالي فإن زيادة النفوذ الروسي في سورية سيكون بحسبه على حساب هذين الطرفين ، ما يشكل في ظل ضيق الخيارات المتاحة لحل الأزمة السورية «أفضل السيئ» بحسبه .
وخلص إلى ان الأردن لا يستطيع المساهمة في الحل ولا المشاكسة بتعطيله، ولا مصلحة له في تحويل جغرافيا الدولة السورية إلى خارطة لهب وفوضى تزيد من توتر المنطقة واستنزاف استقرارها.
وكشف طلب عن قنوات التفاهم مع (الجار الروسي في سورية ) متاحة ومتوفرة وعلى أعلى المستويات ، ما يجعل الأردن منحازاً أكثر من أي وقت لحل مركب وتوافقي يراعي مصالحنا ومصالح الجوار الجغرافي لسورية ويجلب الاستقرار النسبي للإقليم.
وتحت عنوان ( عوامل غيرت قواعد اللعبة في سورية ) كتب محمد كعوش ، لم هذه الهرولة الغربية تجاه الحل السياسي في سوريا ؟ مشيراً إلى أن السبب في هذا التحول يبدأ من صمود الدولة السورية طوال هذه المدة من الوقت ( خمسة اعوام ) وفشل الرهان الغربي القائم على سقوط النظام والدولة امام هذا الغزو المدعوم ماليا وعسكريا واعلاميا، وبالتالي فشل تطبيق السيناريو العراقي والليبي في سورية.
والسبب الثاني في التحول الغربي تدفق اللاجئين السوريين باتجاه الدول الاوروبية كالطوفان، الأمر الذي احرج اوروبا فاخرجها، وبدأت في البحث عن وسائل لايجاد حل لمسألة اللاجئين،
وتراجعت خطوة الى الوراء، وربما قررت وقف دعم التنظيمات المسلحة المشتركة في القتال.
وشدد كعوش على ان العامل الحاسم ، الذي ساعد في تغيير وجهة الريح على هذا المسار، وغيّر قواعد اللعبة، هو الموقف الروسي. عندما قرر الرئيس بوتين أخذ زمام المبادرة، وقرر علنا دعم الدولة السورية بالسلاح، بل المشاركة في القتال، في حال طلبت الحكومة السورية من موسكو التدخل، تحت شعار الحرب على الارهاب، وفرض حل سياسي بمشاركة النظام والمعارضة المقبولة، اراد بوتين، بخطوته المفاجئة، ان يبعث برسائل واضحة لكل الدول المعنية بهذا الصراع الدموي، والتي هرولت نحو القبول بالحل السياسي.
وقال كعوش أن من أسباب تغير الموقف الاميركي – الاوروبي تجاه سورية، فشل برنامج التدريب الذي تبنته واشنطن وانفقت عليه مبالغ طائلة، وهذا الفشل سبب الكثير من الوجع والصداع الداخلي للادارة الاميركية التي تقف على عتبة الانتخابات الرئاسية الجديدة، والتي اضطرت الى الاسراع في الدعوة للتنسيق مع موسكو حول حل سياسي «يشارك في مرحلته الانتقالية الرئيس بشار الاسد».
وأعرب كعْوَش عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي بوتين ، لا يثق بالمواقف الغربية المعلنة والتي قد تكون لغاية كسب وغعادة ترتيب الوراق والضغط على روسيا من ( الزاوية الرخوة ) في أوكرانيا .
لكن الكاتب عصام قضماني اختار أن يكتب من وجهة أخرى ، قائلاً أن الأردن يحتاج إلى 99ر2 مليار دولار لعام 2015 وما حصل عليه فقط 35 % من احتياجات الخطة ) في إشارة إلى أكلاف اللاجئين على الأردن ) قائلا أنه وصل إلى الإشباع. وبالرغم من ذلك، لا يزال يستقبل المزيد، فهو لا يستطيع اغلاق باب إنفتح ولا يستطيع إخراج من دخل .
التعليقات مغلقة.