سورية تقود العالم من دمشق / د. خيام الزعبي

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 8/1/2020 م …

الذين ينتظرون سقوط سورية وإنكسارها، سينتظرون كثيراً ولن تتحقق أمنيتهم، لأن سورية تمتلك إرادة الإنتصار، والأهم أن الجيش السوري إمتلك إرادة المواجهة، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة، والصفعة الكبرى كانت في  زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دمشق التي كان مليئة بالتحدي ومواجهة الإرهاب وأعداء الوطن قي الداخل والخارج.




إن نظام الهيمنة بزعامة أميركا يسعى للحد من قوة سورية وتحويلها من لاعب قوي إلى ثانوي في المنطقة، وفي هذا المجال انضمت بعض الدول “تركيا” إلى السياسة الأميركية مندفعة بعدائها لسورية، مراهنة على إنهيار سورية وجيشها، لكن بعد حوالي تسع سنوات من الحرب وجدت أمريكا وحلفائها إن الزمن لا يلعب لصالحهما ولابد من رؤية إستراتيجية جديدة وهي إدارة الصراع بدلاً من حله، لذلك أعلنوا،  بأنهم ينتظرون من التنظيمات المتطرفة وأدواتها أن تقاوم، بشكل أقوى، بعدما أصبحت هذه التنظيمات بحالة من الشتات والتفكك، الأمر الذي أوقع الجميع بالكثير من الأخطاء السياسية عندما رفعوا سقفهم السياسي وأوهموا الرأي العام بقدرتهم على هزيمة سورية وجيشها. 

إن زيارة الرئيس بوتين إلى دمشق ولقائه بالرئيس الأسد يدل على أن سورية في منعطف جديد لجهة استعادة الدولة لكفاءتها ودورها على مستوى المنطقة، و أن الجيش السوري نجح في فرض نفسه بشكل أكبر في الميدان، وأن الإنجازات العسكرية الهامة التي تحققت في الأيام الأخيرة في الشمال كفيلة بإقناع الغرب وأعوانهم إن خطتهم الخبيثة لن تمر ولن تمس وحدة سورية وسيادتها.

على خط مواز، عندما نتابع الأحداث في سورية نكاد نجزم إن تركية على حافة الهاوية وذلك لتدخلها في أكثر من بلد عربي “ليبيا” لتحافظ على هيمنتها ونفوذها بالمنطقة، هذه السياسة المتبعة من قبلها جعلتها تخسر الكثير من قواها إقتصادياً وأصبح شعبها يعيش ظروف صعبة، وهو بانتظار شرارة ليثور وينتفض بوجه سياستها في التدخل بشؤون المنطقة، فتركيا التي يبني الكثير من الحالمين طموحاتهم وآمالهم عليها باتت قريبة من الوقوع بالهاوية، لذلك نحن على أعتاب متابعة مشهد جديد في المنطقة خصوصاً بعد معركة تحرير ادلب.

في سياق متصل إن الإدارة الأميركية ومن لف لفيفها اقتنعوا بشكل كامل بأن لا مخرج لهم من مستنقع الفشل الذي إنغمسوا به في المنطقة، إلا بالعودة إلى سورية فهي صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات المؤثرة في المنطقة، والداعمة لحركات المقاومة، و صانعة معادلات القوة في لبنان وفلسطين و…، خصوصاً أن الرهانات الأميركية –الغربية على وكلائهم الإقليميين فشلت في إسقاط سورية.

ما يتجه إليه العالم من مآسي وعدم استقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي هي نتاج الحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، واندلعت الحرب في ….و….لذلك العالم كله اليوم في قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سورية، انطلاقا من إن استقرار سورية هو من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سورية مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.

مجملاً….اليوم سورية تتعافى، ما في ذلك شكّ، فهناك إنجازات إستراتيجية وعسكرية هامة، حيث  نجح الجيش السوري في بسط سيطرته على الأراضي  السورية وتحريرها من الإرهاب “المنظم والممنهج”، في وقت سادت فيه حالة من الارتباك والقلق لدى الأطراف الداعمة له وفي مقدمتها تركيا وأمريكا والعديد من الدول الغربية.

بعد كل ما سبق، ألا يحقّ لنا أن نتساءل:

من يستطيع أن يهزم سورية ولديها جيش قوي ضحى بحياته من أجل حماية سورية واستقرار وأمن المنطقة بأكملها ؟.

 وختاماً نقول: إن سورية عادت لمكانتها ووضعها الطبيعى… ولكن هذه المرة عادت لتقود العالم لمواجهة الإرهاب والمحافظة على الأوطان … لأنها الرقم الصعب والعصي على أن ينال منه الآخرون.

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.