واشنطن وطهران .. الرسائل المتبادلة عبر الطائرات والصواريخ / كاظم نوري

نتيجة بحث الصور عن صواريخ واشنطن طهران

كاظم نوري ( العراق ) – السبت 11/1/2020 م …




لايختلف اثنان من ان القوات الامريكية التي قتلت المرحومين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني على ارض العراق كان انتهاكا صارخا للسيادة العراقية وعدم احترام واستخفاف بالعراق واهله مثلما كان الرد الايراني  على ارض العراق استهانة هو الاخر وكان بامكان طهران ان ترد في مكان اخر بصرف النظر عن الحديث عن كون الطائرة او الطائرات التي ارتكبت الجريمة قرب مطار بغداد وسط العاصمة انطلقت من  القاعدة  العسكرية الامريكية التي ضربتها الصواريخ الايرانية ردا على الجريمة الامريكية .

اما الحديث عن ابلاغ السلطات الحاكمة في العراق بمثل هذه الاعمال العسكرية قبل وقوعها كما ادعت واشنطن وطهران فلم يعد له قيمة لان الانتهاك للسيادة العراقية حصل اما اولئك الذين  يحملون ايران وحدها مثل هذه الانتهاكات ويصرفون النظر عن الاستهتار الامريكي في العراق فانهم منافقون و غير منصفين .

   لقد سمعنا رد ملوك ال سعود  الذين اعتبروا الهجوم الايراني على قاعدة ” عين الاسد” بمثابة هجوم على قاعدة عسكرية عراقية وهذا غير صحيح لان العراق لايعرف اصلا  ويجهل ماموجود في هذه القاعدة وغيرها من القواعد الامريكية وطبيعة المعدات والاسلحة الامريكية الموجودة   فيها وحتى عدد الجنود الاجانب كما ان الرياض وغيرها من عواصم التامر والانبطاح التي تتدخل في الشان العراقي وتؤجج النعرات الطائفية  لم تعتبر الجريمة التي نفذتها طائرات العدوان الامريكي على احدى قيادات الحشد الشعبي في القائم  والتي ازهقت ارواح العشرات جريمة وصمتت علما ان ضحاياها جميعهم من العراقيين .

 الملفت للنظر  في كل مرة تتلقى فيها ادارة  الرئيس الامريكي  دونالد ترامب صفعة من ايران تبرر عدم  الرد عليها  مرددة ذات  الاكاذيب التي خبرناها وهو ماحصل بعد اسقاط طائرة التجسس فوق مياه مضيق هرمز من تلك التبريرات والاكاذيب ان ” واشنطن” لم ترد او توجه ضربة عسكرية الى  ايران في حينها كونها ادركت في اللحظات الاخيرة ان ذلك قد يسفر عن قتل اشخاص لكنها اي واشنطن التي تدعي الحرص على الارواح زورا اسقطت طائرة ركاب ايرانية مدنية قبل ذلك و قتلت بدم بارد وافتخر ترامب نفسه انه المسؤول الذي اعطى الاوامر بعدوان مطار بغداد واغتيال المهندس وسليماني وعدد اخر من المرافقين .

  ايران  وجهت ضربة صاروخية الى قواعد عسكرية امريكية في العراق قيل ان من احدى هتين القاعدتين انطلقت الطائرات الامريكية المسيرة  ردا على عملية الاغتيال التي نفذتها قرب مطار بغداد شملت شخصيتين احدهما عراقي والاخر ايراني هما ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني وجرى الحديث في طهران عن تجنيب خسائر بشرية .

في الاولى اوردت واشنطن  مسرحية الدقائق ” الاخيرة”  التي  اوقف فيها  الرئيس الامريكي الطائرات الامريكية المتوجهة الى ايران لقصف مواقع حرصا على ارواح عدد من  الايرانيين اي ان ترامب كان انسانيا ” للكشر” لكن تلك الانسانية تبخرت عندما امر بقتل اكثر من شخص في عملية مطار بغداد الاجرامية وقد تفاخر بنفسه انه هو الذي امر بذلك رغم مشاركة اثنين من المجرمين  معه في الجريمة هما وزير الخارجية بومبيو ووزير الدفاع اسبر مثلما ارتكبت واشنطن جريمة في  القائم استشهد خلالها عشرات العراقيين .

اما العملية الثانية استطاعت ايران فيها ان توجه صواريخ باليستية الى قاعدتين احداهما في شمال العراق يطلق عليها ” الحرير” والثانية في منطقة البغدادي غرب العراق يطلق عليها ” عين الاسد”  والتي تعد من اكبر القواعد العسكرية الامريكية التي يفتخربها ترامب نفسه وزارها هو وعدد من المسؤولين الامريكيين ويصل تعداد العسكريين فيها الى بضعة الاف دون معرفة الرقم الحقيقي  لان الولايات المتحدة لم تكشف عن عددهم لكن اهميتها تكمن في رد ترامب على قرار البرلمان العراقي الذي يطالب واشنطن اغلاقها وسحب القوات منها.

 كان الرد الامريكي  على العراق ان يدفع مليارات الدولارات مقابل ذلك  ولم  يكتف بذلك بل هددبفرض حظر واجراءات اقتصادية صارمة على العراق.

هنا تكمن اهمية هذا القاعدة بالنسبة للولايات المتحدة التي استهدفتها ايران لكن ترامب وبقية المحيطين به اوردوا روايات بعيدة عن المصداقية لتخفيف وطاة الاهانة التي تلقتها واشنطن  في الصفعة الثانية بعد صفعة اسقاط طائرة التجسس الاولى .

لقد اعتادت الولايات المتحدة ان تستخف بقدرات الاخرين وتسخف من الردود العسكرية وتقلل من شانها لكن يبقى الرد مجرد الرد حتى لو كان ليس بحجم الجرم الامريكي هو اهانة وصفعة للمستهترين في واشنطن الذين يتباهون بقدراتهم واسلحتهم وتفوقهم عسكريا.

في الحرب ضد الارهاب بسورية عرضت روسيا قدرات عسكرية تفاجات بها الولايات المتحدة وحلفاؤها  وسخرت في بداية الامر من اطلاق صواريخ ” كليبر” على  مواقع ارهابية في سورية انطلاقا  من سفن وبوارج حربية روسية ترابط في البحر الاسود ورددت واشنطن وهذا هو ديدنها اكاذيب مستهينة بقدرات روسيا مفادها ان بعض الصواريخ سقط في الاراضي الايرانية لكنها اقرت في نهاية المطاف بقدرات موسكو في التقنية العسكرية وقد هرول حتى حلفاء  الولايات المتحدة في ” ناتو” وفي المقدمة تركيا  للحصول على بعض الاسلحة الروسية خاصة ” منظومة  اس400  ” المضادة للاهداف الجوية.

هكذا عودنا ترامب وبقية الطاقم المحيط به ” عودونا على الكذب وفبركة الروايات وهو ماحصل مع ايران ايضا التي اتخذ العداء بينها وبين الولايات المتحدة منحى جديدا هو ” ارسال الرسائل” لكن عبر الصواريخ والطائرات على اراضي الغير حيث تم استغلال ضعف السلطة الحاكمة في بغداد لتحويل العراق الى ساحة للصراع والضرب تحت الحزام علما ان لدى العراق رجالا لقنوا المحتلين درسا وفرضوا عليهم مغادرة العراق عام 2011 مذعورين اشبه بالجرذان بعد الاف القتلى  واعدادا كبيرة من المعاقين   وان رجال العراق على استعداد لتخليص البلاد من التدخلات الخارجية ومن الاستخفاف بالعراق واهله  متى اتيحت لهم الفرصة بذلك وسوف يفعلون ذلك لا محالة لاستئصال السرطان الامريكي  بعد ان ان تستنفد كل الطرق والوسائل الدبلوماسية التي لم تعد تنفع كما يبدوا مع سادة البيت الابيض .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.