هل يمتلك العرب بنك أهداف للمصالح الإسرائيلية؟ / د. فايز أبو شمالة
د. فايز أبو شمالة ( فلسطين ) – السبت 11/1/2020 م …
لا تغفل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن كل صغيرة أو كبيرة في بلاد العرب والمسلمين، ومن المؤكد أن لديهم أرشيف أمني لكل شخصية سياسية أو عسكرية أو حتى ثقافية أو دينية أو اقتصادية في بلاد العرب والمسلمين بشكل عام، وفي أوساط الفلسطينيين بشكل خاص، وقد دللت التجارب أن لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بنك أهداف يؤثر على مجريات الحياة في بلاد العرب، فهل لدى العرب بنك أهداف إسرائيلي؟
لقد اغتالت العصابات اليهودية في فلسطين المبعوث الدولي الكونت برنادوت لأنه طالب بالحد من هجرة اليهود، وقد اتهم الصهاينة بمقتل الزعيم النمساوي هايدر لمواقفه المعادية للسامية كما يقولون، وقامت الأذرع الإسرائيلية بتصفية شخصيات فلسطينية وعربية عسكرية وسياسية مثل رئيس الأركان المصري عبد المنعم رياض، وقد تم اغتيال زعيم حزب الله عباس الموسوي في لبنان، وعماد مغنية في سوريا، وقد تم اغتيال القائد خليل الوزير أبو جهاد في تونس، والشيخ أحمد ياسين، وأبو علي مصطفى في فلسطين، وقد تم اغتيال فتحي الشقاقي في قبرص، وجرت محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن، وتم اغتيال محمد الزواري في تونس، وبالسلاح نفسه اغتالت أمريكا قاسم سليماني في بغداد، وقد تطول قائمة المستهدفين لتصل يد الأذرع الأمنية الإسرائيلية إلى المفاعل النووي في العراق، وتدمير منشأة نووية في شمال سوريا، والتآمر على اقتصاد دول عربية بشكل منهجي، بما في ذلك التجسس على القمة العربية في المغرب، وزرع الجواسيس في صفوف القيادات العليا للمستوى السياسي والعسكري لدى بلاد العرب أمثال إيلي كوهين، ومواصلة التآمر على شخصيات سياسية أو عسكرية أو علمية أو إعلامية تشكل خطراً على الأطماع الصهيونية.
فهل يوجد لدى الدول العربية والإسلامية بنك أهداف إسرائيلي؟ وهل يوجد لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية بنك أهداف إسرائيلي، وهل للعرب والفلسطينيين قدرة الرد على الاعتداءات الإسرائيلية بالقدر نفسه، ليصير الاعتداء على مسؤول إسرائيلي كلما اعتدى الإسرائيليون على مسؤول فلسطيني أو عربي؟ ويصير الرد بالاعتداء على منشأة اقتصادية أو أمنية إسرائيلية كلما اعتدت إسرائيل على منشأة عسكرية أو اقتصادية فلسطينية أو عربية؟
هنالك منهاجان في بلاد العرب ولدى الفلسطينيين، المنهاج الأول يقول: ما لنا حيلة، ولا قدرة لنا، ولا طاقة لنا على مواجهة هذا الإرهاب المنظم، ولا إمكانية لنا، واليد التي لا تقدر عليها بوسها!
أما المنهاج الثاني، فيقول: قد لا تكون لنا القدرة نفسها، والإمكانيات والأذرع الممتدة نفسها، ولكننا لن نركع، سنعمل على تطوير قدراتنا، وسنطور بنك أهداف اقتصادي وعسكري وأمني وشخصي للإسرائيليين، نلجأ إليه عند الحاجة، وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة التي تستوجب الندية، ودون وصول الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى هذه الدرجة من الندية، فكل اتفاقية سلام مع الإسرائيليين هي قبول الضعيف بشروط القوي، والخضوع لسياسة الأمر الواقع، والتسليم بالتفوق الإسرائيلي، والقبول بإملاءاته.
لقد وقعت إسرائيل اتفاقيات سلام مع مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ومع ذلك، فإنها تمتلك بنك أهداف دقيق لكل صغيرة وكبيرة في هذه الدول، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أهبة الاستعداد لكل مفاجأة، فهل تمتلك مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بنك أهداف إسرائيلي تحسباً لأي تطورات دراماتيكية؟ وهل غدت حركات المقاومة الفلسطينية تمتلك بنك أهداف؟ نتمنى ذلك.
التعليقات مغلقة.