إلغاء إتفاق “أوسلو” … ؟؟!!
الأردن العربي ( الأربعاء ) 30/9/2015 م …
سويعات قليلة تفصلنا عن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأم المتحدة في مدينة نيويورك، وذلك بالتزامن مع تصاعد دعوات الفصائل الفلسطينية “الجبهتين الشعبية والديمقراطية” وأيضا حركة الجهاد الاسلامي وحماس مطالبها بالإعلان عن انتهاء “اتفاق أوسلو”.
ورغم دعوات الفصائل الفلسطينية لإلغاء الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل يتوارد في الشراع الفلسطيني تساؤلات مثيرة ومقلقة في آن واحد أولها :هل سيؤسس هذا الخطاب لمرحلة جديدة مع اسرائيل؟!، وفي حال إلغاء الرئيس اتفاقية أوسلو ما هي تبعياتها على القضية الفلسطينية؟! . وأسئلة كثيرة تخيم في هذا المحور.
الجبهة الشعبية وعلى لسان عضو المكتب السياسي فيها كايد الغول قالت: ” نحن أمام مرحلة ملائمة لتخلص من أوسلو التي أرهقت القضية الفلسطينية”. مبينا أن اسرائيل حولت هذه الاتفاقية لتشكل قيد على الشعب الفلسطيني.
وتابع الغول خلال حديثه مع “دنيا الوطن” : ” أمام هذا الواقع الجديد، يجب قطع المسار في وجه المفاوضات الثنائية وعدم العودة إليها”، داعيا إلى توحيد الساحة الفلسطينية ببنرامج وطني تحرري يمكن الأهداف الوطنية ويفتح كل خيارات المقاومة بوجه الاحتلال.
وكانت الجبهة قد دعت على لسان نائب أمينها العام أبو أحمد فؤاد قبل أسبوع من صياغة هذا النص، الرئيس عباس إلى الإعلان عن انتهاء اتفاقات أوسلو والتأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني..
وطالب فؤاد الرئيس أن يؤكد في كلمته على حق الشعب الفلسطيني بممارسة كافة أشكال النضال من أجل تحرير وطنه كحق مشروع للشعوب المحتلة أوطانها، والمطالبة بالحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني
وأضاف: “يجب أن يتضمن خطاب الأخ الرئيس أبو مازن موقفاً واضحاً ينص على ضرورة تطبيق قرار هيئة الأمم المتحدة بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي طردوا منها حسب القرار الأممي رقم /194/ بهذا نعتقد أن الأخ الرئيس يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في فلسطين وبلدان الشتات واللجوء”.
أما الجبهية الديمقراطية، فدعت على لسان الدكتور رمزي رباح عضو المكتب السياسي الرئيس أبو مازن إلى تحرير الشعب من قيود “أوسلو”.
وقال رباح : “ نحن مع الرئيس في خطابه اليوم ، الشارع الفلسطيني يريد رد اعتباره بعد تهميش الرئيس باراك أوباما في خطابه الأخير للقضية الفلسطينية”.
وأوضح أن تجاوز الاتفاقيات وعلى رأسها أوسلو، يضمن إعادة تقديم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني.
” يجب على الرئيس عباس اعلان فلسطين تحت الاحتلال ” يكمل رباح.
واتفق رباح مع الغول في أن صيغة المفاوضات الثنائية أعطت الاحتلال الحرية الكاملة في استباحة الدم الفلسطيني.
ومن ناحيتها دعت حركة “الجهاد الإسلامي” الرئيس أبو مازن ، بالإعلان عن انتهاء “اتفاق أوسلو” وتداعياته والعودة لإتمام ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.
و طالب خالد البطش القيادي بالحركة في تصريح نشره أمس الثلاثاء على صحفته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الرئيس عباس “بعدم الرهان على وعود المجتمع الدولي لأنه المسئول الأول عن محنة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948م”.
وأضاف البطش : “إن الاستجابة للضغوط الأمريكية والأوروبية للعودة للمفاوضات والرهان على جهود التسوية لا يعني سوى شيء واحد هو إتاحة الفرصة للاحتلال لاستكمال تقسيم الأقصى وبناء المستوطنات وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني”.
في حال الغيت اتفاقية أوسلو، ستنتقل حكاية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى منآى أخر معالمه مجهولة. هكذا يرى المحللون والمتابعين.
وبالعودة إلى رباح وتعقيبه على هذه الجزئية، يقول : ” ستساند المنظمات الدولية والعربية الشعب الفلسطيني في حال فك الاتفاقيات لأنهم يعلمون إن اسرائيل لم تلتزم بأي اتفاقية”.
وتوقع عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية أن تسخن المنطقة وستتعامل اسرائيل باكثر وحشة مع أبناء الشعب الفلسطيني، على ذلك داعا إلى عقد جلسة عاجلة للأطر القيادية لجميع الفصائل والبحث للوصول إلى اتفاق وطني شامل.
أما الغول أوضح أن نتائج إلغاء “أوسلو” يحمل بُعدين الأول هو البعد السياسي، يقول : ” الخروج القضية من هذا الوحل يعيد مكانتها بعد التراجع الواضح على الصعيد الاقليمي والدولي”.
أما البعد الثاني فاتفق الغول مع رباح في أن اسرائيل ستمارس ضغطها على جميع الأصعدة.
وختم حديثه: ” من خلال توحيد الصف الفلسطيني سيعيد ماكنة القضية، من ثم ستكون يد المقاومة أكثر حزما في وجه الاحتلال”.
من خلال ذلك العرض المذكور سلفا يبدو أن الجميع اتفقوا على أن بإلغاء أوسلو وغيرها من الاتفاقيات سيعيد مكانة القضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني.
ورغم الدعوات الفصائلية القوية لإلغاء اتفاق أوسلو فإن أي فصيل لم يقدم حتى الآن البدائل والخطط للمرحلة القادمة في حال تم الغاء الاتفاق فيما اختفت حتى عرض الحلول للمشاكل المتوقعة من الاقدام على مثل هذه الخطوة.
التعليقات مغلقة.