“النقاط العمياء”… كيف اخترقت إيران أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية التي يرجع تاريخها إلى حوالي نصف قرن

نتيجة بحث الصور عن "النقاط العمياء"… كيف اخترقت إيران أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية التي يرجع تاريخها إلى حوالي نصف قرن

الأردن العربي – الأربعاء 15/1/2020 م …




 يمتلك الجيش الأمريكي شبكة ضخمة من أنظمة الإنذار المبكر، التي يرجع تاريخها إلى حوالي نصف قرن، لكن التطور في تقنيات الصواريخ، يثير الكثير من التساؤلات حول كفاءتها، خاصة بعد الهجوم الصاروخي الإيراني، على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق.

ونفذت إيران هجمات صاروخية على قاعدتين أمريكيتين في العراق، في 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، تسببت في حجم كبير من الدمار.

ورغم ذلك قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب الهجوم، إن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية كانت تعمل بكفاءة عالية، مشيرا إلى أن ذلك تسبب في تقليل الخسائر.

وتقول مجلة “وايرد” الأمريكية إن إيران طورت صواريخ باليستية دقيقة، تستطيع أن تحدد أهدافها في محيط لا يتجاوز عشرات الأمتار، على بعد مئات الكيلومترات، مشيرة إلى أن عدم وقوع خسائر بشرية رغم دقة تلك الصواريخ، يؤكد أن الجيش الأمريكي علم بالهجوم قبل وقوعه.

ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الجيش الأمريكي يمتلك شبكة رادارات وأقمار صناعية، تستطيع رصد إطلاق أي نوع من الصواريخ الباليستية، من أي مكان حول العالم، مشيرة إلى أن ذلك مكن جنودها، بالقواعد العراقية، من استخدام الملاجئ، قبل سقوط الصواريخ.

ويقول خبراء عسكريون إن الهجوم الإيراني طرح الكثير من التساؤلات حول كفاءة نظام الإنذار المبكر الأمريكي، الذي يمثل خط الدفاع الأول للأمريكيين، ومدى قدرته على التعامل مع أنواع جديدة من الصواريخ، التي تم تطويرها بتقنيات متطورة، تجعلها أكثر قدرة على المناورة، حسب “سبوتنيك”.

وفيما يلي 17 معلومة عن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية:

1- يرجع تاريخ أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية إلى بداية حقبة الحرب الباردة، وكان هدفها الأول، هو رصد أي نشاط نووي سوفيتي.

وفي بداية ستينيات القرن الماضي، أصبحت شبكة الإنذار المبكر الأمريكية تضم عشرات محطات الرادار الأرضية في المنطقة القطبية الشمالية، إضافة إلى العديد من الأقمارالصناعية، التي يمكنها رصد إطلاق أي صاروخ نووي روسي يمكن توجيهه ضد الأراضي الأمريكية.

2- ترسل الرادارات حزم من موجات الراديو، بترددات عالية، في اتجاه الفضاء، وفي حالة تم إطلاق صاروخ، تنعكس تلك الأشعة على سطح الصاروخ لتعود إلى راداراتها الأرضية، بينما تقوم الأقمار الصناعية بتعقبها عن طريقة البصمة الحرارية للصاروخ.

3- مازالت الطرق الأساسية لرصد الصواريخ الباليستية لم تتغير، خلال الـ50 عاما الماضية، لكن بعض التقنيات الجديدة جعلت أنظمة الإنذار المبكر أكثر دقة، خاصة بعد استخدام تكنولوجيا الرصد الفضائي لمواقع إطلاق الصواريخ حول العالم.

4- تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية 4 أقمار صناعية، لرصد أي نشاط صاروخي حول العالم باستخدام الأشعة تحت الحمراء.

ويتم توزيع تلك الأقمار الصناعية فيما يطلق عليه “مدار جغرافي متزامن” لتدور مع الأرض في ذات الاتجاه، وهو ما يمكنها من رصد سطح الأرض بصورة دائمة.

5- يمتلك مكتب الاستطلاع الوطني، وكالة استخباراتية أمريكية تابعة لـ”البنتاغون”، قمرين صناعيين، تستخدمان الأشعة تحت الحمراء، في رصد أي نشاط صاروخي حول العالم.

وتقول المجلة: “في حالة الهجوم الإيراني، من المؤكد أن أحد تلك الأقمار الصناعية، مكن الجيش الأمريكي من معرفة عملية إطلاق الصواريخ، قبل وصولها للهدف”.

6- تواجه محطات الرادار الأرضية صعوبة في رصد الصواريخ لحظة انطلاقها، لعدة أسباب أبرزها التضاريس والمناطق الجبلية، وحالة الجو، وتكون قادرة على رصدها بكفاءة بعدما تتخذ مسارها نحو الهدف، وهو ما يقلل زمن الاستجابة للتهديد الصاروخي من الطرف الآخر.

ويؤكد ذلك ريكي إليسون، مؤسس جمعية تحالف الدفاع الصاروخي الأمريكية، الذي يقول إن رصد إطلاق الصواريخ، في مرحلة مبكرة، يتطلب رادارا في الأفق مثل طائرة إنذار مبكر أو قمر صناعي، مشيرا إلى أن الأقمار الصناعية يمكنها رصد أي نشاط صاروخي في مرحلة مبكرة جدا.

ويضيف: “يبعث القمر الصناعي تحذيرا، لأنظمة الإنذار المبكر، التي تديرها القيادة الفضائية الأمريكية في كولورادو”، مشيرا إلى أنه يتم تحليل بيانات الإطلاق بسرعة فائقة لتحديد مسار الصاروخ ومكان الهدف، واتخاذ قرار التصدي له باستخدام صواريخ دفاعية مضادة للصواريخ”.

7- يمكن للأقمار الصناعية ووسائل الاستخبارات الحديثة رصد عملية الإعداد لإطلاق صواريخ من مواقع معادية، قبلها بوقت كاف، لكن القدرة على اعتراضها تعتمد على معرفة هدف تلك الصواريخ، حتى يتم تحديد مسار الصاروخ.

8- يقول مسؤولون أمريكيون إن قواتهم في العراق، كان لديها معلومات من هجوم إيراني وشيك، قبلها بساعات، من أنظمة الإنذار المبكر والاستخبارات، بينما تقول صحيفة “يو إس إيه” الأمريكية، إن إيران أخبرت العراق بالهجوم، قبل 90 دقيقة من وقوعه.

لكن، عندما يتم إطلاق الصاروخ، فإن الوقت المتاح لتحديد مساره والتصدي له، لا يتجاوز دقائق معدودة.

9- تعمل أنظمة الإنذار المبكر للدفاع الصاروخي الأمريكية بكفاءة عالية، في مواجهة الصواريخ الباليستية، حيث يمكن تحديد مسار تلك الصواريخ بدقة عالية، عقب إطلاقها مباشرة، لكن الأمر يصبح أكثر تعقيدا عندما تواجه صواريخ أكثر تطورا، لديها قدرة أكبر على تغيير مسارها، عقب الإطلاق، بحسب توم كاراكو، مدير برنامج الصواريخ الدفاعية، بمركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكي “سي إس آي إس”.

وأضاف كاراكو، تغيير المسار، يعني أن الصاروخ المجنح، لن يمكن التصدي له في النقطة المحددة، خلال مساره نحو الهدف، مشيرا إلى أن العديد من الدول تطور صواريخ خارقة “هايبر سونيك”، التي تنطلق مثل الصواريخ العادية في بداية مسارها، ثم تتجه نحو الهدف، على ارتفاعات منخفضة بسرعات خارقة، لا يمكن لأي نظام صاروخي، حاليا، التصدي لها.

10- تمثل الصواريخ الخارقة للصوت، نقطة ضعف في نظام الإنذار المبكر للدفاع الصاروخي الأمريكي، التي يمكنها تعقب الصاروخ في الأفق، قبل أن يصل إلى نقطة منخفضة نسبيا داخل الغلاف الجوي، تجعل غير موجود على شاشات الرادار، حتى يصل إلى هدفه على الأرض.

11- تستطيع الأقمار الصناعية رصد إطلاق الصاروخ، وتحديد مساره، لكنها لا تستطيع متابعته خلال مسار الإطلاق، بحسب المجلة، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تختبر إمكانية استخدام قمرين صناعيين لتنفيذ مهمة متابعة الصواريخ الخارقة، في مسار الإطلاق.

12- في 2018، وقعت وزارة الدفاع الأمريكية عقدا بقيمة 866 مليون دولار، مع شركة “نورث غرومان” للصناعات الدفاعية، من أجل تطوير 3 قواعد أرضية لأنظمة الإنذار المبكر، خلال 5 سنوات، بهدف سد الثغرات المتعلقة بتطور الصواريخ المعادية.

13- في 2019، اعتمد الكونغرس الأمريكي 160 مليون دولار، لتطوير 5 أقمار صناعية، يمكنها تعقب الصواريخ المعادية خلال مسارها، على أن يبدأ استخدامها عام 2025.

14- يقول ريكي إليسون، مؤسس جمعية تحالف الدفاع الصاروخي الأمريكية، إنه يتوقع أن تعلب أنظمة الذكاء الاصطناعي، دورا مهما في سد الثغرات الحالية، التي توجد في نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي، والتحول نحو نظام الإطلاق الآلي للصواريخ الدفاعية، لتقليل زمن الاستجابة للتهديدات المعادية.

15- يقول موقع “ميثيل ثريت” الأمريكي: “يبدو أن صاروخ “قيام”، الذي استخدمته إيران في الهجوم، يستخدم تقنية جديدة، تعتمد على انفصال الرأس الحربي عن جسم الصاروخ قبل وصوله للهدف، مشيرا إلى أن هذه التقنية، غير مألوفة، في الصواريخ القصيرة المدى، من هذا النوع.

16- تقول مجلة “واشنطن إكزامينر”، إن الهجوم الصاروخي الإيراني، يعد بمثابة إنذار مهم للأمريكيين، بأهمية أنظمة الإنذار المبكر، ودورها في منع سقوط أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين، خلال الهجوم.

17- لم تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية بطاريات صواريخ ” باتريوت” المضادة للصواريخ، لاعتراض الصواريخ الإيرانية، بحسب مجلة “واشنطن إكزامينر” الأمريكية، التي أشارت إلى أن مداها لا يتجاوز 18 كيلومترا، وأنها تستخدم لحماية المنشآت المهمة في العديد من دول الشرق الأوسط، خاصة في السعودية والإمارات، وإسرائيل.

وأشارت المجلة إلى أن الجيش الأمريكي اعتمد على أنظمة الإنذار المبكر والمعلومات الاستخباراتية، وقام بحماية العتاد العسكري والقوات، قبل الهجمة لتقليل الخسائر.

وتعتمد نظرية عمل صواريخ “باتريوت” المضادة للصواريخ، على مواجهة الصواريخ الباليستية، التي تتخذ مسارا محدد، لكن استخدام تقنيات متطورة في الصواريخ لتغيير مسارها، يجعل تلك المنظومة الدفاعية الأمريكية، خارج الخدمة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.