رسالة إلى النظام السوري:حذار من الخديعة / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) – الأربعاء 22/1/2020 م …
لا حظنا أن الرياض ومنذ فترة وجيزة أخذت تغض الخطى للمصالحة مع دمشق،وآخر الإرهاصات لقاء المندوب السعودي في الأمم المتحدة ومسؤول رفيع آخر مع مندوب سوريا السيد الجعفري في الأمم المتحدة،وبدون الغوص في التفاصيل فإن الرياض ما تزال تعتقد أنها قادرة على خداعنا ،بإشعال النيران في بيادرنا ومن ثم ترسل المياه للمساعد في إطفائها،أو كما يقول المثل :”يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته”للتضليل على فعلتهم وخداع الناس!!!
قبل تفجير الأوضاع في سوريا ،طلبت الرياض من الرئيس بشار قطع علاقاته مع كل من طهران وحزب الله وحركة حماس،وعندما تذرع بأن علاقات دمشق مع هذه الأطراف إستراتيجية ،وأن إيران تدعم سوريا إقتصاديا من خلال أوجه متعدده ،عرضوا عليه إما شيكا على بياض أو أن يحدد المبلغ بنفسه المطلوب لكنه رفض،فعاقبوه بتفجير سوريا وتمويل الإرهابيين وفي مقدمتهم داعش الصهيوني ،لتلقينه درسا لن ينساه ،ولكنه صمد بطريقة أو بأخرى،فأرادوا اللعب معه على طريقتهم مرة اخرى ،موهمين إياه أنهم مع سوريا.
ليسوا مع سوريا ولا مع العراق ولا مع مصر ولا مع الجزائر ولا مع اليمن ولا مع لبنان الذين يقومون بتفجيره حاليامن خلال حراك راقص موجه، ولا هم أيضا مع فلسطين وليسوا مع أي بلد عربي او مسلم،وهم ضد بقاء أي حجر عربي ثابت ومستقر مكانه ،لأن وظيفتهم هي تحقيق ما تعجز عن تحقيقه الصهيونية ،بمعنى أنهم “حصان طروادة”،ساعدهم في ذلك غناهم الفاحش ووجود الحرمين الشريفين في بلاد الحجاز المقدسة.
إنهم يريدون إقناع الرئيس بشار بقطع علاقاته مع إيران وحزب الله وحركة حماس ،وهم يحاولون معه مرة أخرى ،لأنهم حسموا أمرهم مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية والرئيس الأمريكي الطرمب ترمب،لأن إيران تشكل عقبة كأداء أمام إعلان مملكة إسرائيل الكبرى،ولذلك فإنهم يحاولون بكل ما أوتوا من خبث ودهاء متأصل ،إلحاق الهزيمة المنكرة بإيران ،وها هم يحرقون العراق مجددا ،في مناكفة واضحة مع إيران،وقد جن جنونهم لأن الأمور مؤخرا لم تتطور لحرب مدمرة بين ترمب وإيران.
ما يقوم به حكام الرياض لم يعد خافيا على أحد ،ولن تنطل حيلهم على أحد،فهم ورغم تقربهم السري مع إيران والطلب منها قبول إعتذارهم ،وتقديم وعد لها في رسالة سرية بأنهم سيعوضونها عن العقوبات التي فرضها ترمب عليها،ناهيك عن حيلة خبيثة أخرى وهي زيادة عدد الحجاج الإيرانيين وإستقبالهم إستقبال الفاتحين وتقديم الورود والهدايا لهم في المطار،إلا أنهم يعملون في السر على التحالف مع الشيطان الرجيم ،لإسقاط نظامها كما فعلوا مع النظام العراقي السابق،ولن ننسى قيامهم بقتل مبعوث الحاج أمين الحسيني الذي كلفه بشرح تطورات الاوضاع في فلسطين في فترة الحج،لكن الملك عبد العزيز أمر بإعدامه بحجة أنه قام بالتشويش على الحجيج بحديثه عن الأوضاع في فلسطين.
وبناء على ما تقدم فإننا ننصح دمشق بأخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع هؤلاء المتآمرين ،والطلب منهم وهم سيوافقون طبعا ،في حال وافق الرئيس بشار على إعادة إعمار سوريا مقابل قطع العلاقات مع إيران وحزب الله ،كي يكملوا مؤامرتهم ويعبدوا الطريق أمام قيام مملكة إسرائيل الكبرى قريبا.
التعليقات مغلقة.