سياحة الفقراء في الأردن … ! / المهندس هاشم نايل المجالي

نتيجة بحث الصور عن هاشم نايل




   المهندس هاشم نايل المجالي ( الأردن ) – السبت 25/1/2020 م …

تعتبر السياحة من اهم القطاعات الاقتصادية في رفد اقتصاد اي دولة ، وجميع الدول تسعى لجذب السياحة بشتى انواعها اما لأهميتها الدينية او التاريخية او البيئية او الصحراوية او العلاجية او الاثرية وغيرها ، لتكون مقصداً للسياح والزوار من مختلف انحاء العالم على مدار السنة ، وتوفر الدول البنية التحتية المناسبة والملائمة للسياح من مختلف الاعمار ووفق امكانياتهم المادية ووفق اعلى شروط المواصفات والامن والامان .

فالفنادق ان اختلفت درجاتها الا انها يجب ان تحقق مواصفات ومعايير مناسبة للاقامة والطعام وغيره حتى تطبيق كودة البناء للمسنين والمعاقين ، كذلك المصحات العلاجية والمراكز الطبية وتميز كوادرها بالكفاءة والخبرة ، وتعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل من اجل ذلك والمواقع الالكترونية بمختلف اللغات ، وهناك هيئات لتنشيط السياحة كل ذلك يشمل المواطنين حسب قدراتهم المالية وامكانياتهم وتفاوت طبقاتهم .

باستثناء طبقة واحدة لم تجد لها نصيراً او من يؤازرها لا هيئات ولا جمعيات ولا اي شيء الا وهي طبقة ذوي الدخل المحدود او الفقراء فليس هناك من يعمل على تنظيم رحلات سياحية متواضعة لهم لزيارة الاماكن السياحية والدينية وغيرها ، علماً بأن هناك ما يسمى بسياحة الفقراء في محاولة للتعرف على الحياة الحقيقية للمجتمعات الفقيرة المنظمة من حيث الشوارع الداخلية والنظافة المنزلية والانارة الخدماتية وغيرها ، وكذلك ليتعرف المواطنون والسياح على انماط حياتهم كما هو الحال في حي دارفي الفقير في مدينة مومباي الهندية ، حيث يقبل عليه عدد كبير من السياح من العالم وهو حي منتج للعديد من المنتوجات المنزلية والحرفية والذي يعيش فيه اكثر من مليون شخص ، ونحن لدينا كثير من الاحياء التراثية والتاريخية وفي وسط احياء جبال مدينة عمان والمحافظات .

كذلك قامت هيئات في جمهورية مصر العربية برفع شعار ( من حق الفقير ان يستمتع ببلده ) لتنشيط السياحة ، اي تنشيط سياحة الفقراء الذين لا يجدون المال الكافي لذلك ، ولتنظيم رحلات مجانية لهم داخل الوطن مراعاة لظروفهم .

وهناك شركات نقل سياحي ستتعاون من اجل ذلك ، كذلك بعض الفنادق ورجال الاعمال والشركات لن تتواني من دعم هذه الهيئات والجمعيات لتأمين تكاليف تلك الرحلات للفقراء عائلات واطفال وذوي احتياجات خاصة ، فهم يشاهدون المعالم السياحية المختلفة لكنهم لم يزوروها في وطنهم الام .

وبالامكان عمل صندوق في هيئة تنشيط السياحة لدعم سياحة الفقراء بالتعاون مع  صندوق المعونة الوطنية ، لاختيار الفئات الفقيرة لتنظيم رحلات سياحية وتعزيز مبدأ التكافل والتضامن وسد الفجوة بين الفقراء والطبقات المجتمعية الاخرى .

فالسياحة هي الخيط الرفيع الذي يصل بين المواطن الزائر والمجتمع الذي يحل فيه ضيفاً ونخلق اجواء المحبة والتسامح ونبني جسور المودة والتعايش .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected] 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.