الجيش العربي السوري يطرق ابواب معرة النعمان…هل بدأت معركة تحريرها!؟ / هشام الهبيشان




هشام الهبيشان ( الأردن ) – الأحد 26/1/2020 م …

تزامناً مع تحرير الجيش العربي  السوري لـ بلدة “تلمنس” الإستراتيجية الواقعة على تخوم المزارع الشرقية لمدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع إرهابيي “هيئة تحرير الشام”، وبالتزامن تستمر قوات النخبة في الجيش العربي السوري بالتقدم نحو البوابة الشرقية لـ معرة النعمان بعد تحرير بلدة معرشمشة شرق مدينة معرة النعمان، ومع وصول قوات النخبة في الجيش العربي السوري إلى بوابة معرة النعمان الشرقية والتي تكتسب أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب، الشرقي والغربي والشمالي، كما تعد السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن تحرير الجيش العربي السوري لـ معرة النعمان ستمهد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض ،وحال تحرير مدينتي معرة النعمان وسراقب “بعمليات متزامنة أو لاحقة ” الاستراتيجيتين وفتح الطريقين الحيويين (اللاذقية – حلب) و(حماة- حلب)، الذي تعني إعادة فتحهما، السيطرة عملياً على  معظم محافظة إدلب ، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. 

وهنا ، لايمكن أنكار حقيقة أن  الجيش  العربي  السوري ، تنتظره معركة  صعبة  ،في  معرة النعمان وسراقب وما تبقى  من مناطق ريف إدلب الجنوبي الشرقي ، فهناك حشد من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة على رأسها هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” وتنظيم أجناد القوقاز” كما وصل إلى المنطقة مؤخرا لمؤازرة المسلحين، المئات من المقاتلين الصينيين من “الحزب الإسلامي التركستاني” الموالي لتركيا ومن فصائل أنصار التوحيد المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي ،ولكن ، وبالمحصلة ،وبالتزامن مع استمرار عمليات الجيش العربي السوري في عمق ادلب ،ثبت أن الحل الوحيد للتعامل مع ملف ادلب،هو الحسم العسكري لصالح الجيش العربي السوري،بعد فشل جملة محاولات روسية – إيرانية ومن خلف الكواليس وعبر تفاهمات الأستانة ومؤخراً سوتشي  لإنجاز  تفاهمات مع التركي  تفضي إلى مصالحات وطنية في أكثر من منطقة وبؤرة مسلحة في ادلب، فالتركي لليوم مازال يدعم المجاميع  الإرهابية  في بلدات وقرى ادلب، بالأضافة إلى زيادة النظام التركي لأنتشاره العسكري  ولعدد نقاط التثبيت ، والهدف التركي من وراء ذلك هو منع واعاقة أي تقدم للجيش العربي السوري  إلى عموم مناطق تواجد المجاميع الإرهابية  في ادلب. 

الدولة السورية بدورها، حسمت قرارها نحو عملية عسكرية “برية ”  أوسع لتحرير كل البؤر الإرهابية  المسلحة المتبقية بعمق  ارياف ادلب ، وخصوصاً مع ازدياد  تهديد هذه المجاميع  الإرهابية  للمناطق الأمنة  ، وهنا يبدو واضحاً  وعلى صعيد المسار السياسي  ان هذه التطورات بدأت تلقي بظلالها على دوائر صنع القرار بالعواصم الراعية لتفاهمات الأستانة وسوتشي وخصوصاً الروسي  “الذي لايريد أن تذهب الأمور  نحو أي عملية اشتباك عسكري مباشر سوري – تركي  “، ورغم كل هذا ،فالواضح أن الدولة السورية حسمت قرارها ، ووضعت كل الخيارات على الطاولة وحضرت لكل خيار رد مناسب ، فمن ذهب للجنوب السوري ورغم كل الخطوط الحمر ،لن تمنعه أي قوه للتوجه للشمال السوري.

ختاماً ، من الواضح انه قد بدأت تأثيرات معارك تحرير الشمال السوري تظهر على أرض الواقع ، وفي تصريحات وتحليلات واهتمامات الأتراك تحديداً ،والذين باتوا يتخبطون بخطواتهم في الشمال السوري، وهذا  لا يخفي حقيقة  أن الأتراك يخشون  فعلياً من عمليات نوعية وخاطفة للجيش العربي السوري والقوى المؤازرة تؤدي لتقدم الجيش العربي السوري إلى عمق ادلب ،وتكسر كل الخطوط الحمر التركية وتجبر التركي على الأنكفاء نحو مناطق ضيقة من محافظة ادلب ومنها إلى اقصى شمال وشمال شرق حلب “عفرين وجرابلس والباب ”  ،وهذا بحال حدوثه “وسيحدث “سيشكل ضربة قاسمة للدور التركي “شمال سورية “وعندها سيتلقى  التركي هزيمة جديدة، وقد تكررت هزائمه في الآونة الأخيرة في مناطق عدة في الشمال السوري ، فتحرير  ماتبقى من“ ريف ادلب الجنوبي ”يعني للتركي سقوط كل ما يليه كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة للتركي وهذا ما لا يريده التركي  اليوم ،ولذلك اليوم نرى هناك حالة هلع وهستيريا يعيشها التركي  ،فـ  حقائق وتطورات الواقع تؤكد أن التركي اصبح امام خيارين لاثالث لهما ، اما القبول بالذهاب نحو تسويات شاملة لملف الشمال السوري وبشروط الدولة السورية  وذلك سيكون على الأرجح ” تحت ضغط  الروس تحديداً”وهذا هو الحل الافضل والانجع للأتراك  ،أو مواجهة تقدم الجيش العربي السوري ،وهذه المواجهة لن تصمد طويلاً نظراً لعدة عوامل ليس أولها ولا اخرها ان هامش وخيارات المناورة التركية شمالاً اصبحت محدودة جداً ، وهناك متغيرات دولية واقليمية تفرض على التركي بالنهاية الانصياع لشروط الدولة السورية وحلفائها.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن. 

[email protected]

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.