إنها صَفعةُ القرن ، يا أمة تضحك من جهلها الأمم / د. سمير أيوب

د. سمير محمد ايوب ( الأردن ) – الثلاثاء 28/1/2020 م …




الواقع الذي تتخبطون فيه آسنٌ مفترسٌ ، مُشينٌ لعينٌ ، مكتظٌّ بالباحثين عن لقمة عيشِهِم وألقابِهم هناكَ بلا روادِع . بعد أكثر مِنْ ربع قرن ، وقبلَ أكثر مِنْ ربعِ قرن ، لم تزالوا في هُبوطٍ مُتَّصِلٍ ، ولم تَصِلوا بعدُ إلى نهايةِ الضَّياع .
اوسلو في العلنِ تفريطٌ بِلا حوافّ . وفي السر خيانةٌ بلا قِيعان . لا تصدِّقوا اوسلويا ، إنهم يموتون إن ماتت اوسلو . بعضُهم جِياعٌ وجلُّهُم ضِباع . لَوْ حَرِصتُم على استكشاف ما في قلوبهم ، أو كشفتم عما في جيوبهم ، لما صافحتموهم إلا بالسيوف ، أو البصاقِ أو الرَّكل . فكلما هرولتُم للنَّجاةِ مِنَ التخاذل ، ستجدونَهم بِموازاةِ كلِّ عدوٍّ لكم .
إن طاب لكم التفكير في تغيير الواقع ، تذكروا في كلِّ بدايةٍ ، أنَّ العيبَ فيكم ، لا في الضباع ولا في الكلاب . فقد سبق وأن سألوا بعبثية : يا فرعون مين فرعنك ؟
وتذكروا ، أنَّ انهيارَ القِيَمِ وفائض العجز في المستنقع ، لنْ يوقفَه ، كثيرُ التوثيقِ والتدقيقِ في التفاصيل ، ولا التحليل ولا التأويل ، ولا جعجعة الغبار . فتِّشوا بَحبِشوا نَبّشوا مع كلِّ هذا الغُثاء ، عن طيرِ الأبابيل وحجارة السِّجيل . ومن ثَمَّ قولوا لنا كيف نتحرك مِنْ هنا إلى هناك .
يا حكيم الثورة ، ونحن نستذكر رحيلك ، نود أن نبلغك بأنَّ البعضَ مِنْ أُمَّتِك ، يباركون اليوم ، لإخوتهم في امبراطورية البحرين وتوابعها ، نجاحَهُم المؤزَّر ، في تنظيم مسابقة أجمل حمارٍ هناك . وبات بعض آخر من هذه الأمة ، يتمنون على لجنة التحكيم الموقرة ، الإسراع في إعداد مسابقة أوسع ، لإنتقاء أجمل حمارٍ في عموم أمة العرب ، من المَيِّ إلى المَيِّ .
يا جورج حبش ، ما ذنب قلوبنا إن افتقدت قِيَمك ، وما ذنبنا حين نريدُك معنا الآن ؟ هيَا كعادتك ، جلجل في ذكرى رحيلك ، للرُّكَع على عتبات صفعةِ القرن : ثوروا فإن إبْطالَها لنْ يَتِمَّ بالسجود .
سلامٌ عليك ، وعلى كلِّ الأحرار الشرفاء في أمة العرب . الغارُ لكَ والعارُ لضباعِها وعلى كلابِها اللعنة .
الاردن – 27/1/2020

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.