انكم واهمون روسيا تتصرف وفق العلاقات الصادقة والقوانين الدولية / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 2/10/2015 م …

يحاول البعض ان يمني تفسه بالاحلام  المريضة عندما يصف دعم روسيا العسكري لسورية في مواجهة الارهاب  بانه ” فخ  او ” مستنقع “ستتورط فيه موسكو  محاولين ان يربطوا بين احتلال الاتحاد السوفيتي لافغانستان  وطرد القوات السوفيتية منها على يد ” ما كان يطلق عليهم” المجاهدون” وهم في الحقيقة مجرد جماعات ” ترفع  شعار الاسلام زورا” وتنفذ الاجندات الامريكية  في العالم  وبين دعم روسيا  القانوني لسورية الدولة لمواجهة الارهاب .

الاتحاد السوفيتي في  حينها اتى بحكومة  موالية له في افغانستان مما اثار حفيظة  الولايات المتحدة وحلفائها الذين دعموا “  المتاسلمين  والمتطرفين والارهابيين” من اجل محاربة القوات  السوفيتية وقدموا لها الدعم مثلما شاركت انظمة في المنطقة  وفي المقدمة كالعادة  النظام السعودي  بدعم ” الحملة العسكرية” ضد الاتحاد السوفيتي  في حينها  وعلى راس تلك الجماعات  الارهابية المسلحة  في افغانستان انذاك  ” تنظيم القاعدة”  لتتسلم حركة طالبان السلطة بعد انسحاب  السوفيت من افغانستان ثم  اطيح بطالبان امريكيا  تحت ذريعة ” احداث ايلول” في نيويورك لتضع واشنطن يدها على المنطقة التي تضم افغانستان وباكستان  والطرق المؤدية الى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق  الواقعة ماوراء  جبال القوقاز نظرا لاهميتها الستراتيجية اقتصاديا   ولوجستيا  وحتى العراق راح ضحية الاكاذيب الامريكية عندما جرى احتلاله وتدميره عام 2003.

سورية  ليست افغانستان  فجيشها  وشعبها هو الذي يدافع منذ اكثر من اربع سنوات ولن يقوم احد بالدفاع عن سورية بالنيابة عنها.

  لقد   قدمت  سورية  شعبا وحكومة وجيشا تضحيات كبيرة  بل وجسيمة  في التصدي  للارهاب المدعوم من  قبل بعض الانظمة الفاسدة في المنطقة وان الدور  الروسي  الحالي ياتي في اطار  جهد دولي لمحاربة الارهاب ولكن على الطريقة  الروسية  وفي اطار القانون الدولي وليس على الطريقة  الامريكية التي تحارب فيها الارهاب باسلوب ” اعلامي كاذب” وهو ما اكدته المعطيات على الارض طيلة  اكثر من عام   مثلما تنتهك  واشنطن القانون الدولي بعدم تنسيقها مع الدولة السورية في طلعات جوية تشوبها الشكوك كونها لا تفرق بين  بنية سورية التحتية والارهاب في محاولة لخلط الاوراق لتحقيق مخططها في المنطقة .

 روسية لم تتسلل الى سورية  خلسة كما تفتعل الولايات المتحدة الاكاذيب للسطو على الشعوب وثرواتها  فقد اعلنتها  موسكو جهارا نهارا  انها تدعم سورية  وكم حاولت واشنطن اقناع حلفائها “  بلغاريا ” وغيرها بمنع مرور الطائرات الروسية  المتوجهة الى سوريا عبر اجوائها وليس لموسكو  اهداف خفية وان وجودها في سورية جاء بناء على اتفاقيات مبرمة بين الجانبين منذ عقود وان تسريع تنفيذ العقود تطلبته المرحلة الراهنة وان كل ذلك يتم  علنا ويالتنسيق من  الجانب  السوري لا ان يتم خلسة وباسلوب تامري وبفلسفة كاذبة حين يصرح ” الامريكيون والاتراك  وبقية انظمة التامر” بان تدريب المسلحين  السوريين في تركيا والاردن هدفه محاربة ” داعش” انها كذبة لاتنطلي على احد اطلاقا .

انهم يتامرون على سورية وشعبها  تحت شعار ” الحرب  الدولية ضد الارهاب”. وكان اول الكذابين تركيا عندما وجهت ضرباتها الى مسلحي حزب العمال الكردساني تحت كذبة محاربة الارهاب .

 ما الذي يمنع من التنسيق مع دمشق بهذا الشان وهي التي تتصدر  الحرب الصادقة والحقيقيىة ضد الارهاب ؟؟

 روسيا فعلت ذلك وتقدمت الصفوف في محاربة الارهاب” دون ان تتحدث عن ” تحالف دولي” اوغيره من المسميات الكاذبة.

 فقد اكدت موسكو استعدادها للمشاركة في  تحالف دولي حقيقي وصادق واضح الاهداف ” ضد   الارهاب لكن وفق ضوابط  يجب الاتفاق عليها لا ان تترك الامور على عواهنها  وان تجري عمليات قصف وتدمير داخل سورية من قبل دول اجنبية  دون اشعار الجانب السوري او التنسيق معه بهذا الشان.

 قالها بصراحة وبملا الفم الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين  قبل ايام من توجهه الى الولايات المتحدة  لحضور اجتماعات  الجمعية العامة  للامم المتحدة  التي قد يلتقي خلالها الرئيس الامريكي باراك اوباما ” قال “  بوتين يجب التنسيق مع الرئيس السوري بصفته رئيس الدولة الشرعي في اي جهد عسكري لمحاربة الارهاب.

هل لغة ” بوتين” ترجمت بطريقة اخرى ام ان الجانب الامريكي  تلقفها بجدية؟؟ الايام القادمة ستكشف عن ذلك .

موسكو لن تفرط بسورية الدولة والشعب  والذي لم يصدق ذلك عليه ان يعود القهقرى قليلا الى الوراء  ويدرك  اسباب الحرب  التي شنت ضد سورية منذ عام 2011 وحتى الان كان سببها رفض دمشق املاءات واغراءات انظمة الخليج  الفاسدة وفي مقدمتها السعودية وقطر من بينها منح ” سورية  مئات المليارات من  الدولارات بالسماح لمد انبوب غاز من قطر الى اوربا عبر تركية مرورا بالاراضي السورية من اجل ان تستغني دول اوربا عن  الغاز الروسي خاصة المانيا وغيرها .

امام هذه التضحية  الا تستحق سورية شعبا وحكومة هذا الدعم الروسي  سواء كان بالتدخل المباشر او غير المباشر لدعمها عسكريا ضد الارهاب الذي افتعلوه ضدها  حتى لو وصل  الحال اشعال فتيل حرب اقليمية مع  الولايات المتحدة في المنطقة؟؟

اصحاب العقول والتفكير الضحل يعتقدون  وبغباء ان روسيا قد” تتورط” في مستنقع شبيه بمستنقع ” افغانستان” خلال الحقبة السوفيتية دون ان يمعنوا النظر مليا بما يجري على الارض حيث يتكفل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية بالتصدي للارهاب نيابة عن كل العالم الذي ينبذ الارهاب وليس له مصلحة في نشره في العالم باستثناء الولايات المتحدة التي تستخدم الارهاب والارهابيين والفوضى  لتحقيق اهدافها التخريبية في المنطقة الى  جانب الانظمة  العميلة لها  والتي تنفذ مخططات العم سام في المنطقة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.