تقرير خليجي يكشف ارتماء أبوظبي في أحضان الاسرائيليين منذ 2008
الأردن العربي ( الجمعة ) 2/10/2015 م …
استعرض تقرير صادر عن مركز الخليج لدراسات التنمية العلاقات التطبيعية التي تقيمها أبوظبي مع اسرائيل، وتحدث عن تقارب كبير بينهما منذ العدوان الاسرائيلي على غزة في نهاية العام 2008، ليكشف عن علاقات فريدة من نوعها بين دولة خليجية وبين تل أبيب على الرغم من العدوان الاسرائيلي المستمر على الامة، بما فيها الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
وعرض التقرير السنوي لمركز الخليج للدراسات العلاقات العميقة بين اسرائيل والامارات، وهو تقرير بعنوان “الثابت والمتحول: الخليج والآخر 2015″.
ويبدأ التقرير الذي حصل موقع “أسرار عربية” على نسخة منه برصد “التطبيع” قائلا، قررت الإمارات، بعد نحو شهر من حرب 2008 – 2009، منح لاعب تنس إسرائيلي تأشيرة دخول للمشاركة في بطولة في دبي، ورفع علم إسرائيل للمرة الأولى في أبوظبي خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في حضور مسؤولين إسرائيليين. وفي أوائل 2010، أصبح وزير البنية التحتية الإسرائيلي عوزي لنداو أول وزير إسرائيلي يزور الإمارات رسمياً وعلنياً، علماً أن لنداو من قيادات حزب “إسرائيل بيتنا” المتشدد.
ويحاول التقرير الربط بين اغتيال قيادي بحماس والوزير الإسرائيلي بالقول، “وبعد الزيارة بثلاثة أيام فقط، أقدمت إسرائيل على اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، والتي أطلق من بعدها رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان تصريحات عدائية ضد إسرائيل.
ويستدرك التقرير، موضحا، “لكن بعد أقل من عام، في ديسمبر 2010، استضافت الإمارات فريق سباحة إسرائيلياً. وفي يناير 2014، زار الإمارات وزير الطاقة الإسرائيلي سلفان شالوم الذي سبق أن هدّد بحرب جديدة على غزة، للمشاركة في مؤتمر حول الطاقة. وقد قاطعت الكويت المؤتمر احتجاجاً على مشاركة الوزير الإسرائيلي”.
وفي ديسمبر 2014، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية خبر إفتتاح خط جوي سري وخاص بين دولة خليجية والكيان الصهيوني، ورجح مصدر إسرائيلي أن تكون هذه الدولة هي الإمارات. ولاحقاً أشار كاتب الخبر ضمناً إلى أن الإمارات هي الدولة المقصودة بالفعل، وهي النتيجة نفسها التي رجحها تحقيق لموقع “عين الشرق الأوسط”. الذي نشر تحقيقاً مطولاً يزعم تعاقد الإمارات مع شركة أي جي تي الاسرائيلية لتركيب أنظمة مراقبة لحماية مواقع في أبو ظبي قد تكون ذات صلة وثيقة بالرحلات التي تتم عبر الخط الجوي السري.
كما برزت أخبار حول التعاقد مع الشركة في الصحافة الإماراتية منذ 2008 ولكن من دون ذكر لأي ارتباط بينها وبين إسرائيل.
وتزعم إحدى وثائق ويكيليكس وجود علاقة شخصية قوية بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ووزيرة الخارجية الإسرائيلية حينها تسيبي ليفني. وفي نوفمبر 2013، كتب توماس فريدمان مقالاً زعم فيه أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز خاطب عبر الأقمار الاصطناعية ممثلين عن عدة حكومات عربية وإسلامية في اجتماع في الإمارات. ولاحقاً كررت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ما ذكره فريدمان، وأوضحت أن بيريز خاطب ممثلي 29 دولة عربية وإسلامية، بينهم وزراء خارجية دول المجلس. ورغم حجم هذا الزعم، لم يصدر أي نفي رسمي.
ويمضي التقرير قائلا، نشرت قناة “مكملين” تسريباً لحديث بين مدير مكتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اللواء عباس كامل ورئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمود حجازي تحدث فيه عن ندوة سرية في الإمارات حضرها شمعون بيريز. كما زعم أن الإمارات قد رتبت لزيارات سرية لمبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير إلى القاهرة للتواصل مع النظام الجديد في مصر، وهو ما يتوافق مع ما أعلن عن عمل بلير رسمياً مع النظام المصري برعاية إماراتية.
وينتهي التقرير الى القول: “مستوى التطبيع، هناك عدة قرارات عربية للمقاطعة، ولكن لم يتم تفعيلها جميعاً، حتى في ظل وجود مكاتب للمقاطعة في غالبية دول مجلس التعاون. ولذلك، يتطلب تفعيل هذه القرارات حراكاً شعبياً على مستوى المجتمع. وقد يعيق وجود مجتمع مدني خجول في العديد من دول مجلس التعاون الخليجي للتحرك نحو تحقيق أهداف حملة المقاطعة كما يحدث في الغرب. ولكن هذا لا يحول دون وجود جوانب عدة تمكن الفرد في دول مجلس التعاون من التأثير في قرارات الشركات التي يتم التعاون معها في الحرم الجامعي أو المؤسسات التي يعمل بها. كما أنه أصبح لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير بالضغط على الشركات”، وفق ما يراه مركز الخليج لدراسات التنمية.
التعليقات مغلقة.