فرنسا تائهة والخاسر الأكبر بعد التدخل الروسي في سوريا..
الأردن العربي ( الجمعة ) 2/10/2015 م …
* تحاول فرنسا لعب دور رئيسي في تسوية هذه الأزمة ولكنها لا تجد استجابة من واشنطن ورفضا من موسكو
تجد فرنسا نفسها في موقف التائه في ظل المستجدات التي يعرفها الملف السوري، فهي تحاول لعب دور رئيسي في تسوية هذه الأزمة، ولكنها لا تجد استجابة من واشنطن ورفضا من موسكو.
وكما فعل الرئيس المحافظ السابق، نيكولا ساركوزي في ليبيا من تدخل للإطاحة بالرئيس معمر القذافي، خطط الرئيس الاشتراكي الحالي فرانسوا أولند للاطاحة ببشار الأسد من حكم دمشق.
وانخرط أولند في المخطط الأمريكي لضرب دمشق بعد الأخبار حول استعمال الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة والمدنيين، ولم يكتمل المخطط بعدما عارضته بريطانيا.
وتزعمت فرنسا في البدء الإطاحة بنظام بشار الأسد أكثر من تزعمها محاربة التنظيم المتطرف “داعش”. وخططت مع الدول الخليجية وخاصة العربية السعودية للقضاء على نظام دمشق.
وتحمست أكثر لهذا المخطط في ظل ضمان توقيعها صفقات أسلحة بملايير اليورو مع الدول الخليجية، واعتقادا منها بأنها القوة التي ستملئ الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة التي يتصاءل اهتمامها بالشرق الأوسط.
ولم تكن باريس تنتظر تدخلا عسكريا روسيا في سوريا، وتعترف مصادر دبلوماسية أن الرأي الذي ساد في التقارير التحليلية هو تخصيص روسيا كل مجهوداتها للأزمة الأوكرانية والاكتفاء بدعم الأسد تجنبا لسقوطه السريع على أمل قيام إيران بالحسم الكامل.
وعلى ضوء هذه التطورات، تجد فرنسا نفسها تائهة في الملف السوري، فأصدقاء الخليج معنيون أكثر بالانتهاء من حرب اليمن بدل القضاء على بشار الأسد، والولايات المتحدة لا ترى بعين القلق التوجه الروسي العسكري في سوريا ولا تساير أفكار باريس.
وبدأت باريس تحس بالتهميش في الملف السوري خاصة بعد اعتبار دمشق الضربات الجوية التي نفذها الطيران الفرنسي ضد الأراضي السورية هو اعتداء على وحدة سوريا أكثر منه ضرب الإرهابيين.
ومن جانبها، تريد موسكو استبعاد باريس من أي معادلة في البحث عن القضاء داعش في سوريا، فمن جهة، تنسق موسكو مع واشنطن حول التناوب في ضرب داعش لتفادي مشاكل جوية، ومن جهة أخرى، تفرض على كل دولة راغبة في المشاركة الانضمام الى الحلف الجديد بزعامة روسيا.
وأقدمت باريس على الخطوة الأولى بعدما صرح وزير خارجيتها لوران فابيوس بأن بقاء الأسد ليس مشكلة الان، لكن هذا لا يجعل روسيا تغفر لها اندفاعها الحماسي للقضاء على بشار الأسد وعدم تسليمها السفينتين الحربيتين ميسترال.
والى جانب المعارضة السورية بشتى أنواعها المعتدلة والإرهابية، تعتبر فرنسا الخاسر الأكبر من تولي روسيا الملف السوري
التعليقات مغلقة.