لم يَعدّْ العالم أُحادي القطبية / سامي شريم

 

سامي شريم ( الأردن ) الجمعة 2/10/2015 م …

عاش العالم غداة انتهاء برسترويكا عام 1985 التي نفذها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف والتي أسقطت ورقة التوت عن النظام الحالي للاتحاد السوفياتي ما أدى إلى انهيار هذه المنظومة والتي انعكست بشكل سلبي على كثير من المناطق في العالم وأدى إلى نكبة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط بعد أن انفردت الولايات المتحدة الأمريكية في تشكيل العالم أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، وليس بجديد القول أن لامريكا هدفان تسعى إلى تحقيقهما في المنطقة هما الاستيلاء على ذهب المنطقة الأسود وحماية أطماع اسرائيل التوسعية وصولاً إلى اسرائيل الكبرى ، وهذا ما كان فقد استنفرت امريكا 250 الف جندي نقلوا إلى الشرق الأوسط بدعوى تحرير الكويت ولم يكن وصول هذا العدد من الجند مدججاً بأحدث ترسانة اسلحة في العالم لمجرد تحرير الكويت و أو احتلال العراق فقد كان واضحا ًأن هذه الجيوش تحركت لاحتلال المنطقة وضرب كافة القوى المقاومة لاسرائيل و تجيير ثرواتها ورهنها بالقرار الامريكي ، واستمرت سياسة الولايات المتحدة في هذا الإطار إلى أن اصطدمت بالمقاومة العراقية التي أفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير بعد حرب الخليج الأولى والثانية وعجزت الجيوش عن مواجهة حرب العصابات في العراق واضطرت القوات الامريكية إلى الانسحاب تاركه المنطقة في فوضى عارمة لم تشهد المنطقة لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية ، وتركت لإسرائيل محاولة الدخول إلى لبنان عام 2006 بمشروع جديد أسموه في حينها الشرق الأوسط الجديد حيث تصدت له المقاومة اللبنانية وكان مصيره الفشل كما فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير وكان لانتصار المقاومة اصداء عالمية وإقليمية ومحلية إذ أنه للمرة الأولى استطاع العرب الوقوف والصمود ووقف مشروع اسرائيلي امريكي في المنطقة ، وبعد هذه التجارب الفاشلة جاءوا لنا بفكرة الفوضى الخلاّقة والتي كانت عصيه على الفهم حتى بدأت ثمارها بتساقط الأنظمة العربية إبتداءاً من تونس وصولاً إلى مصر بعد إسقاط نظام القذافي وكانت سوريا هي النظام الرابع المُستهدف بعد أن غيّرَ المصريين النظام الذي عملت امريكا على استقدامه لخلافة مبارك وثم السيطرة على الفوضى في مصر إلى حد كبير، أما في سوريا فقد رأينا العجب بعد أن دخل ما يزيد على 50 ألف مقاتل لأكثر من 130 جنسية وكان واضحاً أن الهدف هو تدمير سوريا وتقسيمها وإنهاء الجيش السوري تحت شعار الربيع العربي ونشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية بعد أن ذاق العراقيون حلاوتها ، واستمرت الأوضاع لما يزيد عن أربع سنوات ونصف السنة وصمد الجيش السوري امام همجية ليس لها مثيل لم تترك وسيلة للإعتداء على الإنسانية إلا وانتهجتها واصبحت الأمة الإسلامية والعربية مُهددة بالإنقسام إلى شيع وطوائف وأثنيات ، فقتل الأخ أخاه واستحلّ الصديق دم صديقه ولم يكن لحمامات الدم هذه بوادر نهاية إلى أن تفاجأ العالم بالحضور العسكري الروسي في سوريا وتصريحات وزير الدفاع الروسي الذي رأى أن ليس هناك جدية في مكافحة هذا الإرهاب و أن الاعلان الامريكي عن محاربة هذا القتل وهذه الدموية ما هو إلا ذر للرماد في العيون ، وبعد شواهد كثيرة دللت بما لا يرق إليه الشك أن امريكا تدعم هذه التنظيمات وتدّعي محاربتها بعد الاعلان الروسي ووصول البوارج والطائرات والخبراء والقوات بدء العدّ العكسي الحقيقي لنهاية الإرهاب في سوريا ، وفي تقديري أن القضية قضية اسابيع وشهور كما قال وزير الدفاع الروسي الآن بدا واضحاً بعد الدعم الصيني وتحرك بوارج صينية لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك الروسي الصيني أن هناك قطباً قوياً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً قادراً على أن يقول للولايات المتحدة الامريكية عدنا والعود أحمدُ.

 

 

.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.