لوف وقمحانة حرة وغداً ادلب بالكامل / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 1/2/2020 م …
ما حدث ويحدث في ادلب اليوم “هزة عنيفة” وسيكون لها إرتدادات وتوابع قوية تتجاوز حدود سورية لتشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، بل إنها قد تصل إلى أبعد مما يتصور الكثيرون، لتطول منظومة الأمن الإقليمية وخارطة التحالفات والخيارات في مرحلة جديدة عنوانها العريض تحرير ادلب من رجس الإرهاب.
بدأت بعض القرى في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تستعيد ترابها من أيدي جبهة النصرة الإرهابية وأخواتها بعد أسابيع من المواجهات الضارية التي خاضها الجيش السوري مع هؤلاء المتطرفون، حيث حقق الجيش تقدماً جديداً ومهماً في ملاحقة جبهة النصرة وتطويق مواقعها في ريف ادلب، مسيطراً على نقاط إستراتيجية جديدة قريتي “لوف وقمحانة ” على محور خان السبل شرق مدينة سراقب، يأتي ذلك بعد أن استعادت وحدات الجيش العاملة بريف إدلب بلدة حيش وقرى العامرية وكفرمزدة وطبيش والبلاعة وجبالا وتل أرمناي. بذلك أدرك هذا التنظيم أنه أمام جيش قوي غير كل الجيوش، كما تيقن أنه من المستحيل أن يستطيع احتلال أي قطعة أرض من وطننا الكبير “سورية”.
يبدو من سير الأحداث إن الجيش نجح أخيراً في كسر دفاعات جبهة النصرة وحلفاؤها، وتمكن من بسط نفوذه على المواقع الحيوية في ريف ادلب الجنوبي، وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الإستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم. فلا غريب أن يسمع السوريون في يومنا هذا تصريحات القيادة السياسية عن قرب نهاية التنظيمات المتطرفة، إذ أكدت إن ” مدينة ادلب ستشهد معركة الفصل وأن تحريرها بات قريباً”.
فصمود الجيش في الشمال، جعل داعش تضع كل ثقلها في معركة ادلب لأنها أدركت أن عجزها عن وقف إجتياح المدينة، سيشكل بداية لإنهيارها في سورية، وبذلك تكتمل الحلقة السورية – الروسية لضرب التنظيمات المتطرفة، ولن تمر أسابيع إلا وتكون مدينة ادلب قد سقطت، إن لم نقل قبل ذلك لأن القصف التي تتلقاه هذه التنظيمات شديداً، وستضطر إلى الخروج من ادلب إلى الأرياف وستلاحقها الطائرات السورية الروسية لتضربها أينما ذهبت حتى تقضي عليها وتنهي وجودها في ادلب، خاصة بعد أن أثبت الجيش السوري فاعلية وجدارة وتميزوا بأداء قتالي مثير في مواجهة الإرهاب.
مجملاً…إن حسم معركة إدلب وتحريرها ستكون آخر ساحة أو نافذة تفسح المجال لأميركا وتركيا وذيولهما الطعن في الجسد السوري، وطيّ آخر صفحة من كتاب الجماعات التكفيرية المسلحة في سورية بما فيها ملف جبهة النصرة الإرهابية وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب فبتحريرها الكامل ينفرط عقد الإرهاب بشكل متسارع، وسيعم النصر في كل ربوع سورية.
وبإختصار شديد، إن سورية ستبقى صامدة في مواجهة كافة التحديات بفضل عزيمة وإصرار أبنائها ورجال قواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب وردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن واستقرار شعبه، فالجيش ما قدمه من بطولات وتضحيات ستظل مبعث فخر الشعب السوري وإعتزازه والذي يبعث برسائل مباشرة لداعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى وكل من يقف وراءهما بان النصر النهائي بات أقرب مما يتصورون، وأن الأزمة السورية تشارف على نهاياتها وأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.
إلى الذين يخافون من انتصار الجيش السوري وسيطرته على كل التراب السوري، أقول: بأن الأوضاع قد تغيّرت، فهناك تحرّكات إيجابية للجيش السوري في كافة المدن السورية، لذلك لا يوجد لدينا أي خيار إلّا بسيطرة جيشنا على كل التراب السوري من أجل تحقيق الأمن والآمان للمواطن السوري.
التعليقات مغلقة.