حقوق الانسان والدفاع عنها وفق ” مقاسات الغرب الاستعماري الغربي” / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – السبت 1/2/2020 م …
عودة الى الازمة السورية والحرب الاجرامية التي تسبب بها الارهابيون ومن يدعمهم من انظمة وحكومات فاسدة والتي كلفت سورية الاف القتلى وملايين المشردين وتدمير البنى التحتية للبلاد في المناطق التي وقعت بيد الارهابيين.
كم من الصرخات سمعنا تلك الصرخات التي تتباكى على انتهاك حقوق الانسان واتهام الدولة والحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد المتظاهرين وعرضت صورا لاطفال زعموا انهم اصيبوا بتلك الاسلحة ليكتشف العالم ان هناك جهات دولية ومنظمات غربية تدعم ” اصحاب الخوذ البيضاء وغيرهم من الجماعات التي “تنتحل صفة ” منظمات الدفاع عن حقوق الانسان” تمولها الولايات المتحدة وبريطانيا بملايين الدولارات باعتراف الاخيرة ودربت عناصرها تلك الدول لفبركة افلام الكيمياوي الذي سلمته دمشق للامم المتحدة واشرفت على تدميره الدول التي تتهم سورية الدولة والحكومة باستخدامه زورا.
لازالت وحتى هذه اللحظة تتباكى هذه الدول الداعمة للارهاب على ” حقوق الانسان”في محافظة ادلب السورية التي تخضع معظم مناطقها للارهابيين وتحاول واشنطن ولندن وانقرة وبقية دول الغرب الاستعماري منع سورية من تحريرها بحجة ” حقوق الانسان ” والمدنيين ” الذي تحولوا الى رهائن بيد الارهابيين بمختلف مسمياتهم .
الشيئ نفسه يحدث في العراق الان التباكي على حقوق الانسان لانه لاوجود ” لالكيمياوي ولاهم يحزنون “لان الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول التي شاركت في غزو العراق واحتلاله عام 2003 استنفدت ” مسرحية الكيمياوي” الذي غزت بذريعته العراق الذي جرى تدمير بنيته التحتية بتلك الكذبة المختلقة ” لان مثل هذا السلاح غير الموجود اصلا سوى في ذهنيات الغزاة وهم يعلمون ذلك جيدا وهو ما فعلته واشنطن عن قصد بعدحل الجيش العراقي المهني ولانعني القوات الخاصة وحرس النظام وجعلت العراق رهينة بيدها تتحكم به وفق ماتشاء وحجبت عنه كل ما يعزز قدراته العسكرية و دفاعاته الجوية لتحول اجواء العراق الى ساحة تسرح وتمرح بها الطائرات الاجنبية وحتى ” الاسرائيلية باشراف امريكي تنتهك السيادة متى تشاء وتضرب في اي مكان تختاره وتتعامل مع البلاد ك” مستعمرة” وتمنع حتى حصوله على السلاح من اطراف دولية اخرى فضلا عن عدم الالتزام بمده بالطائرات والاسلحة مدفوعة الثمن وبالمليارات من الدولارات والكل صامت ازاء ما يحصل ولن يطالب حتى بحقوق جرى التوقيع عليها مع الجانب الامريكي بشان ” طائرات اف16.
كل هذا يحصل ونرى واشنطن تتباكى على حقوق الانسان وما يحدث احيانا من صدامات بين المتظاهرين والقوات الامنية خاصة تلك العينات من المتظاهرين الذين ينفذون اجندات اجنبية ويعبثون في مقدرات وممتلكات عامة وخاصة ولا نعني باصحاب الحقوق المشروعة من المتظاهرين السلميين الذين يطالبون السلطة بحق تكفله كل الشرائع الانسانية والاخلاقية والقانونية وتراوغ السلطة الحاكمة في تحقيقه .
لقد جرت العادة سواء في الولايات المتحدة او بريطانيا او اية دولة تدعي الحرص وتتباكى على حقوق الانسان والديمقراطية ان يتقدم المتظاهرون بطلب الى السلطة للقيام بالتظاهرة وخلاف ذلك فلن تسمح هذه الدول بالتظاهر بصورة عشوائية كما يحصل في العراق مثلما تعتبر اي عمل تخريبي خلال التظاهر بمثابة عمل مدان يخضع من ينفذه لقوانين ومحاكم في البلاد لكن عندما يتعلق الامر بالعراق وغيره تتحول المحظورات في بلدان الغرب الاستعماري الى امور مشروعة وان المساس بمن ينفذها هو ” مساس بحقوق الانسان” فالانسان في الغرب لايحق له استخدام قنابل المولوتوف او الصدام مع الجهات الامنية اما المواطن الذي ينفذ اجندات خارجية تتماهى مع مشاريع الغرب الاستعماري فان ذلك من حقه مهما فعل لان ذلك يدخل في اطار ” الدفاع عن حقوق الانسان” وفق المقاسات الامريكية والغربية.
ان هذه الدول التي ترفع يافطة الدفاع عن حقوق الانسان وعلى راسها الولايات المتحدة هي اخر من يحق لها الحديث عن الانسانية وحقوق الانسان فقد ارتكبت الجرائم تلو الجرائم في حروب عبثية واعتداءات تشنها قواتها المنتشرة بصورة غير قانونية في مناطق العالم في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وعندما تطالب الشعوب التي تتعرض للعدوان بمغادرة قواتها اراضيها تلجا الى ابتكار الالاعيب والحيل و مستخدمة مصطلحات قاموسها البالي للبقاء دون الاكتراث بالمطالب الشعبية لان مثل هذه الدول لاتفهم سوى لغة واحدة هي لغة المقاومة الشعبية والكفاح المسلح بهذا وحده يمكن اذلالها وجعلها تغادر غير ماسوف عليهاكما غادرت سابقا اراضي دول مثل فيتنام فشعوب منطقتنا ليست اقل بسالة وتضحية من الشعب الفيتنامي اذا تمادت واشنطن في استهتارها واستخفافها بالمطالب الشعبية .
التعليقات مغلقة.