محور المقاومة يخوض حرباً جديدة في مواجهة صفقة القرن السوداء / د. مي حميدوش
لم يعد المشهد السياسي الدولي غامضاً كما كان في بداية أحداث ما سمي بالربيع العربي إن ما يجري اليوم على الساحة الدولية والإقليمية يشكل مشهداً مختلفاً.
وإذا قرأنا الخارطة السياسية قبل بدء الحرب على سورية نجد بأن حركة الإخوان المسلمين العميلة وتحت مسميات مختلفة قد سقطت في كل من تونس وليبيا ومصر رغم أنها موجودة أصلا في أنقرة وغي سورية سقط مشروع التقسيم أما بالنسبة لفلسطين فهي تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني أما في لبنان فصورة الحرب الأهلية ما تزال ماثلة في الأذهان والتيار المتآمر على المقاومة ما يزال يمتلك المبادرة على الأرض بشكل أو بآخر وفي باقي بلدان المغرب العربي تخضع إلى التيارات السلفية الناشئة تحت ظل الإخوان المسلمون أما دويلات الخليج والأردن فقد تحولت إلى ناديا للملوك والأمراء انتقالا إلى السودان واليمن فقد تمت التجزئة وأيضا تحت راية الإخوان المسلمون وهنا نجد بأنه لم يتبق سوى العراق وسورية.
إن الإنسان العربي في حقيقته الجوهرية إنسان نوعي لا يقبل الضيم والمهانة والذل ومستعد لدفع حياته ثمنا لكرامته ولذا فان إمكانيات صمود هذه الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات أسطورية وتفوق كل خيال لاستنادها إلى قيم ومبادئ ولقد حاول مدعو الدين أن يغيروا طريقة تفكير هذا الإنسان حيث تم إعادة البعض إلى العصور الجاهلية أو عصور قبل التاريخ.
واليوم بدأت صورة جديدة ترتسم في الأذهان ألا وهي صورة مرتزقة الناتو وعملاء بني صهيون الذين يتساقطون تحت ضربات رجال الجيش العربي السوري.
في السابق ومن أجل إنجاز المشروع التآمري تم حشد كل القوى وبذلت كل الجهود والنتيجة أن الحرب بدأت بقرار أمريكي غربي صهيوني وتنفيذ أعرابي ولكن قرار وقف تلك الحرب لم يكن بيد من بدأها فسورية والتي دفعت ثمن مواقفها السياسية الثابتة وعززت انتصارها على أرض المعركة هي من تمتلك اليوم قرار وقف الحرب ولكن وفق شروطها وما ستشهده الأيام القليلة القادمة سيشكل نقطة تحول في السياسة العالمية الجديدة .
على الرغم من شراسة الحرب على محور المقاومة إلا أن المسجد الأقصى صامد مازالت سورية صامدة والنصر قريب وسورية ستبقى ملجأ الجميع وقلعة المقاومة الصامدة وبما أننا تحدثنا عن المقاومة فلا بد من التذكير بأن حماس ساهمت إلى حد كبير في تصفية القضية الفلسطينية .
اليوم وبعد اكتمال المشهد السياسي لابد لنا من القول بأن التحالفات الإستراتيجية للجمهورية العربية السورية شكلت نقطة تحول في العالم الحديث وبدورنا كسوريين حقيقيين نؤمن بوطننا وقضيته العادلة لابد لنا من التوجه بالشكر لكل دولة حليفة وقفت إلى جانب وطننا وللحديث بقية.
التعليقات مغلقة.