تقرير: نتنياهو أوّل مسؤول إسرائيليّ يكشف عن تعاظم ترسانة حزب الله العسكريّة بالصواريخ المُتطورّة والمُتقدّمة في الامم المتحدة وخطابه لم يشمل خطّة سياسيّة للسلام الإقليميّ
الأردن العربي – كتب زهير أندراوس ( الجمعة ) 2/10/2015 م …
لأوّل مرةٍ وبشكلٍ رسميّ، يقوم مسؤول إسرائيليّ رفيع المُستوى بالكشف عن تعاظم قوّة حزب الله العسكريّة بدعمٍ من إيران وسوريّة، ذلك أنّه في خطابه في الجمعية العموميّة للأمم المُتحدّة تطرّق رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى ترسانة حزب الله العسكريّة.
وبحسب مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، فإنّ بنيامين نتنياهو، كشف النقاب في خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ عن أنّ حزب الله تمكّن من تهريب صواريخ ضدّ الطائرات من سوريّة إلى لبنان، وهذه الصواريخ من طراز إس.أي 22، وأيضًا صواريخ شاطئ – بحر من المُتطورّة والمُتقدّمة جدًا، علاوة على ذلك، قال المُحلل إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ كشف النقاب عن أنّ حزب الله نجح في تهريب صواريخ من طراز ياخونت من سوريّة إلى لبنان، دون أنْ تتمكّن الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ من اكتشاف الأمر، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المُحلل هارئيل أنّه حتى اليوم لم تُعلن إسرائيل رسميًا عن وصول هذه الصواريخ إلى حزب الله، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ كبار الضبط والجنرالات في الجيش الإسرائيليّ، وعندما كانوا يسألون عن هذه الصواريخ، اكتفوا بالقول إنّ فرضية العمل لدى الجيش الإسرائيليّ تقول إنّ الأسلحة الموجودة لدى سوريّة وإيران ستصل عاجلاً أمْ آجلاً إلى لبنان، أيْ إلى حزب الله، كما قال.
علاوة على ذلك، أشار المُحلل إلى أنّ نتنياهو تطرّق أيضًا في خطابه إلى منظومة أسلحة ثالثة، دون أنْ يذكر اسمها، حيث تحدّث عن تهريب صواريخ أرض-أرض دقيقة للغاية، مُوضحًا أنّه في الماضي نُشرت تقارير عن مُحاولات من قبل حزب الله لتهريب صواريخ من طراز فتح 110، حسبما ذكر.
ورغم أن الاتفاق النووي مع إيران بات حقيقة منجزة، ولم تعد تنفع معه التحذيرات والانتقادات، فإنّ نتنياهو، جعل من خطابه في الأمم المتحدة، أمس، خطابًا بات أقرب إلى الشكوى والعتاب بعد فوات الأوان، فهو لم يتضمن تقديم سياسات عملانية مجدية، بل قدّم مطالعة استدلالية تمحورت في معظمها حول الخطر الذي تمثله إيران، كما عرض مبررات الموقف الإسرائيلي المعارض للاتفاق الذي منح الشرعية الدولية لتحول إيران إلى دولة نووية، وسيعزز قدراتها الاقتصادية والمالية بعد رفع العقوبات عنها.
وفي ما يتعلق بالحركات الاستعراضية التي سبق أن فعلها نتنياهو في خطابات سابقة، تارة عبر رفع صورة قنبلة وأخرى عبر صورة لمنصة صواريخ، اختار نتنياهو هذه المرة أن يبدع عبر تعمده التزام الصمت في سياق خطابه، لأكثر من نصف دقيقة، أعقبه بإطلاق موقف بأنه في حال سكت العالم عن الخطر الذي تمثله إيران: أنا لن أسكت.
نتنياهو شدد على أنّ الاتفاق النووي لا يشجع على السلام وإنما على الحرب، واستدل على ذلك بأنّه منذ الإعلان عن الاتفاق المرحلي في لوزان الذي سبق الاتفاق النهائي نقلت إيران المزيد من السلاح لقوات الحرس الثوري في سوريّة وللنظام السوري، وللحوثيين في اليمن وأسلحة مضادة للطائرات لحزب الله وأسلحة ذكية من أجل أن يتمكن من استهداف إسرائيل بنجاعة، فهو هرّب إلى لبنان صواريخ سام ــ 22 لإسقاط طائراتنا، وصواريخ أرض ــ بحر من أجل إغراق سفننا. إيران زودت حزب الله بصواريخ أرض ــ أرض موجهة وطائرات من دون طيار هجومية من أجل إصابة أي هدف في إسرائيل بدقة. وأضاف: إيران تساعد حركة حماس في غزة، وهي ساعدت حماس والجهاد الإسلامي في صناعة طائرات بلا طيار مسلحة في غزة وتعهدت بتسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية، وإرسال جنرالات إلى هضبة الجولان.
كذلك اختار نتنياهو توجيه رسالة محددة تتصل بمرحلة ما بعد الدخول الروسي على خط المواجهة على الأراضي السورية، بالقول إنّ إسرائيل ستواصل الرد بقوة على كل هجوم تتعرض له انطلاقًا من سوريّة، وستواصل العمل على منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله عبر سوريّة. واتهم إيران وحزب الله بأنهما يؤسسان خلايا إرهابية جديدة كل عدة أسابيع، مضيفًا أن إيران أنشأت عشرات الخلايا حول العالم، ولفت في الوقت نفسه إلى أنها فعلت كل ذلك خلال الأشهر الستة الأخيرة، عندما حاولت إقناع العالم برفع العقوبات عنها.
وكما كان متوقعًا، خصص نتنياهو جزءً من خطابه للرد على رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عباس، مؤكدًا استعداده للعودة فورًا إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، مع أن نتنياهو نفسه هو الذي يضع العديد من الشروط لأي اتفاق نهائي مع السلطة، كالتي تتصل بالاعتراف بيهودية الدولة والترتيبات الأمنية الواسعة التي لا تبقي أثراً للسيادة الفلسطينية المفترضة.
نتنياهو كرر الضريبة الكلامية حول تمسّكه بمبدأ الدولتين، دولة فلسطينية منزوعة السلاح، تعترف بالدولة اليهودية، وتجاهل حقيقة أن عباس قدّم الكثير من التنازلات الأساسية التي تتصل بحقوق الشعب الفلسطيني، وأن عدم التوصل إلى اتفاق نهائي يعود إلى المبالغات الإسرائيلية، حتى إن المتمسكين بخيار التسوية مع إسرائيل لا يستطيعون قبولها أو الترويج لها داخل الشعب الفلسطيني، وهو اختار منصة الأمم المتحدة من أجل اتهام السلطة الفلسطينية بأنها رفضت مرارًا وتكرارًا إنهاء النزاع والتوصل إلى السلام مع إسرائيل مع ستة رؤساء حكومة إسرائيليين.
وبحسب المُحلل حيمي شاليف في (هآرتس) فإنّ نتنياهو بدا كرجل الأمس، فهو لم يطرح مبادرة سياسيّة إقليميّة، كما كان عليه أنْ يفعل لوقف اتهام المجتمع الدوليّ للدولة العبريّة بأنّها ترفض السلام، على حدّ قوله.
التعليقات مغلقة.