أین ھو الأردن في خطة ترامب للسلام / حسن طارق الور

حسن طارق الور ( الأردن ) – الأربعاء 5/2/2020 م …



نشرت خطة السلام في شهر كانون الثاني من عام 2020 من قبل رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء إسرائيل في العاصمة الامريكية واشنطن. من المهم أن نذكر أن فلسطين قد رفضت الخطة قبل وقت طويل من إعلانها لأنه لم يكن لفلسطين او ممثل عن الشعب الفلسطيني رأي في الخطة. كما رفضتها الحكومة الأردنية وقد أكد على ذلك جلالة الملك عبدا لله الثاني حينما قال “كلا” لها عدة مرات.

تم ذكر “المملكة الأردنية الهاشمية” عدة مرات (47 مرة) في الخطة، وتم ذكر ملك الأردن عدة مرات في خطاب الإعلان. هنالك قسم كامل في الخطة تحت بند الأردن كذلك. تعد حقوق اللاجئين والقدس ووادي الأردن من أهم المواضيع لدى المواطن الأردني، وهذا ما سنركز عليه، بالإضافة إلى بعض النقاط المثيرة للجدل.

“المملكة الأردنية الهاشمية” في خطة ترامب للسلام

تتمثل الأدوار الرئيسية التي حددتها الخطة للأردن فيما يلي:

1.إن التعاون في مكافحة الإرهاب مع دولة إسرائيل وجمهورية مصر العربية وغيرها في المنطقة قد عزز أمن كل من هذه الدول.
2.العمل مع هيئة القدس المشتركة لتطوير السياحة “JTDA” (تشجيع السياحة اليهودية والإسلامية والمسيحية في كل من دولة إسرائيل ودولة فلسطين) لتشجيع السياحة في المنطقة.

3.التنسيق الأمني الوثيق مع دولة إسرائيل.

4.يمكن للمملكة الأردنية الهاشمية مساعدة دولة إسرائيل ودولة فلسطين فيما يتعلق بالأمن في دولة فلسطين.

5.أمن الحدود يعمل مع دولة إسرائيل ستعمل دولة إسرائيل عن كثب مع المملكة الأردنية الهاشمية لمواصلة تحسين النظام لجميع المعابر الحدودية. سيتم تنفيذ نظام المعابر الحدودية بطريقة تحافظ على الرؤية إلى الحد الأدنى للدور الأمني لدولة إسرائيل. يجب على أفراد الأمن في هذه المعابر ارتداء زي مدني بدون تسمية الدولة.

6.العمل مع الولايات المتحدة ودولة إسرائيل ودولة فلسطين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء لجنة الأمن الإقليمية (RSC) ستكون مهمتها مراجعة السياسات والتنسيق الإقليميين لمكافحة الإرهاب.

7.استخدام مطار الأردن لتصدير واستيراد البضائع لدولة فلسطين، لأن الأردن لديه منطقة تجارة حرة مع فلسطين

8.يتم استخدام ميناء العقبة (أو جزء منه) من قبل دولة فلسطين لتصدير واستيراد البضائع، بما أن الأردن لديه منطقة تجارة حرة مع فلسطين.

9.ستتلقى المملكة الأردنية الهاشمية أيضًا مزايا من خطة بدل استضافة ودعم اللاجئين.

حقوق اللاجئين

النقاط الرئيسية المتعلقة بقضايا اللاجئين على النحو المنصوص عليه في الخطة هي:
1.عند توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فإن وضعية “اللاجئ الفلسطيني” سوف يتوقف العمل بها، وسيتم إنهاء وكالة الغوث الفلسطينية وتحويل مسؤولياتها إلى الحكومات المعنية. وبالتالي، فإن اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني سيؤدي إلى تفكيك جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وبناء مساكن دائمة.

2.تدعي الخطة أن الحق في عودة الفلسطينيين أو تعويض هؤلاء اللاجئين “مطلب غير واقعي”

3.تشترط الخطة على إنهاء والتنازل عن جميع المطالبات المتعلقة بوضع اللاجئ أو الهجرة. لن يكون هناك أي حق للعودة أو استيعاب أي لاجئ فلسطيني في دولة إسرائيل.

4.قبول اللاجئين في دولة فلسطين ولكن يحصر عددهم الى حد تقره القوى الاقتصادية وهياكل الحوافز وأمن إسرائيل. وكذلك الحد من انتقال الناس من غزة الى الضفة.

5.التكامل المحلي في البلدان المضيفة الحالية.

6.سيكون اللاجئون الفلسطينيون المقيمون أصلاً في دولة فلسطين والذين ينتقلون إلى دولة فلسطين مستفيدين بشكل مباشر من حزمة المساعدات والاستثمار الواسعة النطاق هذه.

القدس

النقاط الرئيسية التي تتضمنها خطة القدس هي كما يلي:

1.القدس عاصمة إسرائيل غير المقسومة، ويمكن لدولة فلسطين أن تأخذ مناطق خارج حدود القدس كفر عقب، الجزء الشرقي من شعفاط وأبو ديس، ويمكن تسمية القدس أو اسم آخر على النحو الذي تحدده دولة فلسطين.

2.لا يوجد ذكر للوصاية الهاشمية على المقدسات (المسيحية والإسلامية) في القدس، ولكنها تنص على ما يلي:
“بالنظر إلى هذا السجل الجدير بالثناء لأكثر من نصف قرن، فضلاً عن الحساسية الشديدة فيما يتعلق ببعض الأماكن المقدسة في القدس، فإننا نعتقد أن يجب أن تظل هذه الممارسة قائمة، وأن جميع الأماكن المقدسة في القدس يجب أن تخضع لنفس أنظمة الحكم الموجودة اليوم. على وجه الخصوص، يجب أن يستمر الوضع الراهن في جبل الهيكل / الحرم الشريف دون انقطاع. ”

3.يمكن للعرب في القدس أن يصبحوا مواطنين في أي من الدولتين أو يحتفظوا بوضعهم كمقيمين دائمين في إسرائيل.

4.يجب الاعتراف بالقدس دولياً كعاصمة لدولة إسرائيل.

5.ستحدد دولة إسرائيل جدولاً للتواريخ التي سيتم فيها استخدام جبل الهيكل / الحرم الشريف من قبل أي جهة.

وادي الاردن

تتضمن الخطة رؤية للسيطرة على غور الأردن، حيث يعتقدون أنه يمثل تهديداً لوجود حدود طويلة لدولة عربية مع دولة فلسطين.

ولكن ايضا توضح الخطة أنهم ليس لديهم أي مخاوف من الأردن، ولكن من بلدان أخرى قد تستخدم الأردن.

تمنح هذه الخطة سيطرة تامة على جميع المعابر الفلسطينية إلى الأردن، لذلك فإن أي أردني يرغب في زيارة دولة فلسطين أو العكس يجب أن يمر عبر قوات الأمن الإسرائيلية والتدابير الأمنية والقوانين الإسرائيلية.
نقاط مثيرة للجدل

تنص الخطة على أنه ليس من المنطقي المطالبة بالتعويض للاجئين الفلسطينيين ولكن في الفقرة التلية، طلبت تعويضًا عن اللاجئين اليهود الذين دخلوا إسرائيل من الدول العربية مع ذكر ما يلي: “اللاجئون اليهود الذين أجبروا على الفرار من العرب والدول الإسلامية عانوا أيضا. استقر معظمهم في دولة إسرائيل واستقر بعضهم في أماكن أخرى.

يجب أيضا معالجة قضية اللاجئين اليهود، بما في ذلك التعويض عن الأصول المفقودة. بالإضافة إلى ذلك، فإن دولة إسرائيل تستحق التعويض عن تكاليف استيعاب اللاجئين اليهود من تلك البلدان. يجب تنفيذ حل عادل ومنصف وواقعي للقضايا المتعلقة باللاجئين اليهود من خلال آلية دولية مناسبة منفصلة عن اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. ”

ترسم الخطة خريطة جديدة لدولة فلسطين، والتي قد تحتوي على ما مجموعه أرضٍ أكبر من تلك الموجودة في أوسلو وقرارات مجلس الأمن، لكنها تعطي جميع المستوطنات الغير القانونية دولياً في الضفة الغربية للإسرائيليين وتترك للفلسطينيين أقل من نصف ما هو معترفٌ به دولياً في الضفة (كما هو مبين في الخريطة.)

في الختام، تتعارض هذه الخطة مع جميع الاتفاقيات والقرارات المعترف بها دولياً بشأن القضية الفلسطينية. الخطة هي حل دولة واحدة قائمة على أساس الفصل العنصري الإسرائيلي (القانوني)، حيث يعيش الفلسطينيون كمواطنين من الدرجة الثانية. فإنه يأخذ شكل دولتين ولكنها ليست كذلك، فإن الدولة الفلسطينية لن يكون لها الجيش الخاص بها، ولا السيطرة على حدودها، ولا المطار، ولا الميناء البحري ولا قوة شرطة مستقلة.

وتدعو الخطة أيضا إلى إلغاء وكالة الغوث الفلسطينية، ونقل مسؤولية الى البلدان المضيفة للاجئين لهم، ورفضهم لحق العودة، وهذا يوثر على تكوين المجتمعات المستضيفة لهم. كما تريد الخطة التقسيم الزمني والمكاني للأماكن المقدسة في القدس.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.