سراقب تعود إلى حضن الوطن بعد طول غياب / د. خيام الزعبي
د. خيام الزعبي ( سورية ) – الخميس 6/2/2020 م …
تعد معركة ادلب آخر المعارك بالنسبة للتنظيمات المتطرفة ومن معها من المجموعات المسلحة، وحسمها من قبل الجيش السوري لصالحه، يعني تلقائياً هزيمة نكراء لهذه المجموعات ولمن يدعمها، ذلك أن الإعتقاد السائد لدى الأعداء والمتآمرين أن ادلب ستكون هي المقبرة للجيش السوري، لكن خيباتهم وإنكساراتهم كانت أسرع من تمنياتهم، فقد تم اطباق الحصار على مدينة سراقب عقب التقدم باتجاه حصار المدينة من المحاور الغربية والشرقية وتضييق الخناق على آلاف الإرهابيين فيها، حيث أعلن ما يسمى المرصد السوري انسحاب الفصائل المسلحة من مدينة سراقب خوفاً من سقوطها داخل دائرة الحصار في المدينة ، لذلك فإن المعركة هناك تجعل الإحتمالات مفتوحة على تغييرات ميدانية مهمة بعدما إنتقل الجيش السوري من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم في المعركة.
على خط مواز، إن نجاح الجيش السوري فى إستعادة السيطرة على بلدة تل طوقان الاستراتيجية بريف إدلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم “أجناد القوقاز” وحلفائه، مقتربة بذلك من تطويق نقطة المراقبة التركية المتواجدة في المنطقة، سيشكل البداية الحقيقية لطرد التنظيمات المتطرفة من كافة الأرض السورية وهو الهدف الاستراتيجي للجيش لإنهاء هذا التنظيمات ومن ورائها، فالمشهد الذي تشهده دول المنطقة تؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المشروع الغربي- التركي يواجه سقوطاً وفشلاً ذريعاً على أبواب ادلب.
وخلال الأيام الأخيرة تقدم الجيش السوري بوتائر سريعة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي عبر محاور متعددة مستعيدا سيادة الدولة السورية على مدينة معرة النعمان وعلى أكثر من 40 بلدة وقرية وسط اشتباكات عنيفة وانهيار دراماتيكي في دفاعات التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة.
لذلك حاولت تركيا وحلفاؤها مراراً، تحسين وضعهم الضعيف في الميدان العسكري في ادلب كونه من المهم لهم أن تبقى المناطق الإستراتيجية المحررة من قبضة تنظيم الإرهابي، القريبة من الحدود التركية، بعيدة كل البعد عن قبضة الجيش السوري وحلفاؤه، وازدادت المخاوف التركية أكثر عندما أصبح من السهل افتتاح طُرق برية بين ادلب وحلب وبعد ذلك وصولها إلى دمشق.
في سياق متصل وفي ظل التغيرات الميدانية، فانتصارات الجيش السوري تقول إن أحلام تركيا وذيولها إلى تلاش وطرق مسدودة، وإن السوريين باتوا اليوم على مقربة من إعلان نصر إستراتيجيٍ لا سيما بعد تحرير الجيش مدينة سراقب، هذا الانتصار سيكون نكسة للقوى المتطرفة وللسياسة التركية في المنطقة، فتركيا وواشنطن اللتان لم تتأخرا يوماً عن دعم الإرهاب، أصبحتا تجد نفسيهما اليوم أمام واقع مُغاير رسخه صمود الجيش السوري، الذي أستطاع استعادة واسترداد المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيمات المسلحة، بالإضافة إلى دفع الأمريكان إلى السعي للتوصل لحل سلمي للأزمة لأنهم أدركوا بعدم قدرة أدواتهم من التنظيمات المتطرفة داخل سورية على حسم المعركة لصالحهم بسبب صمود وقدرة الجيش على المواجهة.
اليوم لا يجني الإرهاب سوى الهزيمة النكراء و ضرب جذوره في مختلف المناطق السورية وخاصة مدينة الرقة وهروب عناصره منها على يد الجيش السوري وحلفاؤه، لقد برهنت قواتنا العسكرية السورية على دقتها واحترافيتها في معركة التحرير ، لذلك لا بد من ضرورة الاستفادة من النقمة الواسعة بين أهالي ادلب جراء الممارسات الإرهابية والتعسفية للعصابات الإرهابية طيلة فترة احتلاله لهذه المدينة.
وبإختصار شديد، إنه في ادلب سنشهد أياماً مقبلة مليئة بالتطورات والانتصارات، وسيرتفع علم سورية عالياً فوق أرض ادلب وسيمزق الشعب السوري تلك الرايات السوداء للغرباء الذين حالوا اختطاف مدينتنا الخضراء، وإن الصفعة المؤلمة التي ستتلقاها هذه المجموعات ستترك تأثيراتها المباشرة على الأزمة السورية وستعمل على تغيير الكثير من المواقف في الساحتين الإقليمية والدولية.
وأختم بالقول، في سورية كل إدعاءات تركيا وحلفاؤها من العرب، أبطلتها اليوم عدسات الإعلام، التي وثقت صور وحدات الجيش السوري وهي تسيطر على مواقع سراقب، وأظهرت أيضاً مواقع المسلحين وهي تحترق بنيران الجيش السوري، فهل تقدر تركيا وأزلامها على إطفاء مثل هذه النيران؟ ذلك ما ستجيبنا عنه الأيام القادمة.
التعليقات مغلقة.