البرهان..مارق وجه الطعنات لمهينة للشعب السودان / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن برهان ونتن

أسعد العزوني ( الأردن ) – الجمعة 7/2/2020 م …




“جاء يطل فسبق الكل” هكذا يصف المثل الدارج من يقفزون على كرامة شعوبهم ،من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة الضيقة ،ويعملون عند الغير وينفذون أجنداتهم،وهذا الكلام ينطبق على الجنرال الأجير عبد الفتاح البرهان ومن يمثل ومن معه ويوافق على هرطقاته.

قلنا منذ البدايات أن هذه الطغمة التي يقودها البرهان  إنما هي صنيعة آل سعود وأبناء زايد ،الذين ينفذون مقاولة وسخة لصهينة العالمين العربي والإسلامي لتبرير تطبيعهم مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،وصدق حدسنا لأننا كنا نقرأ المرحلة  بدقة متناهية وبعين البصير المتابع .

أولى شطحات البرهان كانت تتويج إختراقات بلهاء مع رئيس وزراء الكيان الصهيونية “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي اليهودي النتن ياهو ،والمقاول ترمب منذ شهرين بعد أن إستقرت الأمور للطغمة العسكرية ،التي إغتصبت الحكم في السودان بعد إزاحة نظام البشير بتعليمات سعو-إمارتية-إسرائيلية –أمريكية لرفضه إستقبال النتن ياهو بعد زيارته لسلطنة عمان.

جاء إختراق البرهان ولقائه النتن ياهو في العاصمة الأوغندية ،دليلا سافرا على أن البرهان وطغمته قد تسلموا حكم السودان خديعة وتدليسا،وقد سرقوا تضحيات الشباب السوداني الذي نزل إلى الشوارع بحسن نية ،أملا في خلق مستقبل أفضل،ولو كانوا يعلمون الحقيقة لما نزلوا إلى الشوارع وضحوا بأرواحهم ،ولكن الثعالب كانت جاهزة للإنقضاض على الحكم، وتسلموه ليس من البشير بل من الموساد والسي آي إي  ،وقام بتمويل المؤامرة بطبيعة الحال البترودولار العربي السفيه.

 منذ الطعنة النجلاء التي وجهها البرهان للشعب السوداني الطيب ،ولقائه بالنتن ياهو في عينتيبي ونحن نرصد الإدانة تلو الإدانة له ولمن يمثل،وكانت النتيجة أنه كذاب أشر ،مراوغ ويتاجر بعواطف الشعب السوداني ويقامر بمصالح السودان وعميل كان يمثل خلية نائمة  ،وأثبت أنه لم يأت لإصلاح الوضع المتدهور في السودان بل لتسليم السودان بما يملك للصهاينة كي يرضوا عنه .

بداية لم يفصح البرهان عن جريمته وعاد إلى الخرطوم من زيارته السرية لعينتيبي بدون الإعلان عن لقائه بالنتن ياهو،وهذه واحدة ،لكن النتن ياهو وكعادة الصهاينة فضحه بتغريدة ،وجعله يتخبط في صمته أولا ،ومن ثم في تصريحاته المتناقضة ،التي أخرجت لنا فيما بعد، تحليلا سليما وهو إن كل شيء كان مبيتا ومعدا سلفا ومدروسا في أعلى منصات صنع القرار المعادية للسودان منذ العام 1983.

كان موقف رئيس الوزراء “المدني”حمدوك”دليلا آخر على خبث البرهان ونواياه المبيته ،إذ قال إنه كرئيس وزراء لم يكن على علم لا بزيارة البرهان لعينتيبي ولا بلقائه بالنتن ياهو،لكن البرهان وضع على عين حمدوك وقال أنه أخبره قبل يومين من سفره بالقصة كاملة ،وبلعها حمدوك الذي مثل مسمارا في بسطار العسكر،وأثنى على تعميم البرهان الصحفي حول الفضيحة ،ولو كان حمدوك لديه المسؤولية الكاملة تجاه الشعب السوداني لإستقال إحتجاجا على تهميشه.

كان النتن ياهو من خلال تسريباته وتصريحات مسؤولي الكيان المعنيين ،قد فضحوا الطابق بالكامل،وقالوا أن البرهان طلب من النتن ياهو التوسط لدى ترمب لرفع الحصار عن السودان ورفعه من قائمة الإرهاب،لكن البرهان نفى ذلك ولا أدرى ما المغزى من وراء الرفض،كما أن النتن ياهو كشف عن تعهد البرهان بالسماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجواء السودان،ولم ينكر البرهان وتم تطبق ذلك فورا كما ورد في الأخبار ،مع إنهم نفوا ذلك أيضا.

إرتكب البرهان حماقات كثيرة في تبريره لجريمته ،وقال إن العرب لم يقفوا مع السودان إبان قصف إسرائيل له ،مع إنه يجب أن يكون على دراية بأن العرب لم يساعدوا بعضهم بعضا في أي مرحلة،لأنهم يعيشون حقبة ملوك الطوائف من جديد،كما أنه برر فعلته النكراء بأن الفلسطينيين يعترفون بإسرائيل ،ولو كان لديه أدنى دراية بالسياسة لعلم كيفية دفع الفلسطينيين لهذه المرحلة ومن دفعهم وغدر بهم .

تمادى البرهان في التبرير المقذع لفعلته وشدد انه فعل ذلك من أجل مصالح السودان العليا ،وإنه مستمر في دعم القضية الفلسطينية ،ولا ندري كيف هيء له ذلك ،لأن من يطبع مع الصهاينة ،سينخرط معهم في المؤامرة على الشعب الفلسطيني ،خاصة وأن إختراقه القبيح جاء في ظل الإعلان عن صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية والقدس .

عندما وصفنا البرهان بأنه لا علاقة له بالسياسة وحتى بعلوم العسكر الذي ينتمي إليه لم نظلمه ،لأن ملف الجرائم الصهيونية التي إرتكبت بحق الشعب السوداني كبير ،وكان يجب على البرهان الإطلاع عليه ،ولكن العمالة للأجنبي العدو أعمت بصره وبصيرته ،وأولى جرائم الصهيونية ضد السودان هي إشعال الحرب الأهلية في الجنوب منذ الإستقلال عن بريطانيا عام 1956.

كان السودان على الدوام هدفا للمحراث الصهيوني وأول أداة تم توظيفها هو مؤسس حزب الأمة    الصدّيق المهدي الذي كان أول سوداني يطبع مع الكيان الصهيوني طمعا في المساعدة لنيل الإستقلال عن مصر وبربطانيا ،ويتلقى منهم أموالا لدعم حزبه  في الإنتخابات ،لكن بريطانيا أمرت الطرفين بوقف التطبيع خشية غضب الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر،وجاء بعده جعفر النميري صاحب ملف يهود الفلاشا،وكان عسكريا بطبيعة الحال،ويختلف عنه البرهان بأنه سيعمل على تحويل الشعب السوداني برمته إلى فلاشا ليسلم مصيره للصهاينة.

أسهمت مستدمرة إسرائيل بكل مصيبة حلت بالسودان،وقد كان لها باع طويل عن طريق وكلاء وعملاء في تأجيج الصراع المصطنع في دارفور،كما إنها أسهمت بطريقة أو بأخرى في تقسيم السودان من خلال إتفاق كينشاسا 2005،وبشهادة الخبير الإسرائيلي “آفي ديختر” في محاضرة له عن السودان وإفريقيا عام 2008، قال أن السودان في عين المخطط الإسرائيلي لأسباب عديدة ،منها موقعه وسكانه وموارده وإمكانية أن يصبح أقوى من العراق والسعودية ومصر،كما إنه لعب ظهيرا لمصر عبد الناصر إبان حرب الإستنزاف،ولذلك كان لا بد من العبث به بمساعدة المنظمات اليهودية الأمريكية على وجه الخصوص وعملاء الداخل بطبيعة الحال.

لذلك لا نستغرب من الحملات الشعواء الصهيونية ضد السودان وقيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصفه مرات عديدة ،ناهيك عن ضربة أمريكية  لمصنع للدواء ،وفرض حصار غاشم عليه بعد ان إتجه نحو الصين وإستخرج نفطه.

لقد سهل لهم البرهان وطغمته العسكرية إستكمال الدور التخريبي الذي بدأه الجنرال المنشق جون غارينغ في الجنوب ،وسيعمل البرهان على تسليم السودان للشركات الإسرائيلية لتقوم بإستغلال ثرواته ونهبها ،وإستغلال مياه النيل في الزراعة ،كما أن إسرائيل ستقوم بدفن نفاياتها النووية في أرض السودان ليتفشى السرطان في الشعب السوداني .

وأختم أن العزف على وتر الفقر وإن الشعب سيصبح غنيا إن طبّع مع إسرائيل ،إنما هو دليل غباء،وقد بدأها المقبور السادات وقال للمصريين انهم سيأكلون الفراخ يوميا في حال مرروا التطبيع ،لكن  نسبة الفقر في مصر تضاعفت مرات ومرات منذ معاهدة كامب ديفيد،كما إن الشعب الأردني لم يشهد إنتعاشا بعد معاهدة وادي عربة ،ولم يحصل الشعب الفلسطيني الحد الأدنى من حقوقه بعد إتفاقيات أوسلو.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.