سياسة “الكذب والتخبط “الامريكية والموقف الروسي الصارم في سوريا ؟؟ / كاظم نوري الربيعي
كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الأحد 4/10/2015 م …
باتت الولايات المتحدة تتخبط في مواقفها التي اتسمت بالكذب والخداع طيلة الفترات الماضية في تعاملها الانتقائي مع ” الارهاب” بعد ان فوجئت بالموقف الروسي الصارم والحازم من الازمة في سورية معتقدة ان موسكو سوف تتردد بعد سنوات اربع من الدمار ومحاولة اقناع واشنطن التي ركبت راسها وتمادت في نهجها العدواني بحل الازمة السورية ظنا منها ان موسكو ستبقى على موقفها دون ان تتدخل حتى تضيع سورية الدولة مثلما ضاعت ليبيا والعراق .
واشنطن كما يبدوا تعتقد منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ان الجو الدولي قد خلا لها وانها باتت تحتضن ” الكرة الارضية” على الطريقة النازية وبلا منازع دون ان النظر قليلا الى الوراء بما حصل في جزيرة القرم اثناء العملية الانقلابية المدعومة امريكيا في اوكرانيا المجاورة لروسيا .
ان تصرف موسكو في القرم كان من منطلق الحفاظ على الامن الوطني الروسي وهو خط احمر على شاكلة ” الجيش الاحمر” الذي لولاه لما حصل ماحصل من هزيمة لالمانيا الهتلرية في الحرب العالمية الثانية استثمرتها الولايات المتحدة في نهاياتها في انزال “ النورمندي ” في حين ان روسيا قدمت وحدها 20 مليون ضحية في تلك الحرب وهو رقم يفوق اعداد الذين قضوا على يد النازي في اوربا.
اخر صيحة امريكية تتحدث عن ” معارضة سورية معتدلة” يجب تقديم الاسلحة لها حتى “تهزم الارهاب في سورية” لانها المرشحة الوحيدة امريكيا وسعوديا وقطريا وتركيا وغربيا ” لمقاتلة داعش بهذه المسرحية تريد ان تقنع العالم بانها تحارب ” الارهاب” في اطار تجمع اطلقت عليه ” التحالف الدولي ضد الارهاب”.
قبلها قالت واشنطن انها دربت مجموعات مسلحة قامت بتسليم معظم اسلحتها الامريكية الى ” جبهة النصرة الارهابية” ولم يبق من تلك المجموعة سوى بضعة افراد .
الان يجري الحديث الامريكي عن الالاف من ” المعارضين المعتدلين” المطلوب دعمهم وتدريبهم عسكريا على طريقة ” الاستخبارات الامريكية ” سي اي ايه” على اراضي دول الجوار السوري مثل تركيا والاردن وغيرها من انظمة التامر
هناك من يحسب نفسه “معارضا سوريا ” من الذين يقتاتون على فضلات موائد انظمة العمالة امثال ” ميشال كيلو” الذي يزعم ان هناك اكثر من 70 الف مسلحا تابعا لمثل هذه المعارضة في حين ان واشنطن بحثت ولم تعثر الا على عدد لايجاوز اصابع اليدين اذا اضفنا لذلك اصابع الرجلين ” في حين ان كل المعطيات تؤكد وجود جماعات ارهابية وبمسميات مختلفة” جيش الشام ” نصرة ” داعش ” فاحش” وغيرها الكثير التي تضم الاف المسلحين قدموا من دول اوربية غربية وشرقية باعتراف تلك الدول بما في ذلك روسيا التي اعلنت عن وجود اكثر من 2000 ارهابي يقاتلون في سورية قدموا من الجمهوريات الاسلامية التي كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفيتي وقد شنت الحرب عليها للخشية من عودتها الى تلك الدول مما يشكل خطرا على روسيا نفسها .
لاندري ماهو مفهوم المعارضة لدى الجانب الامريكي” هل ان واشنطن تسمح لمعارضة امريكية” تهاجم بالدبابات والمدافع والصواريخ المدن الامريكية من اجل اسقاط الدولة الامريكية ام ان ذلك يعد ” عملا ارهابيا” وان المعارضة تعني بالنسبة لهم فقط ” هي من ينتهج الطرق السلمية اما خلاف ذلك فيعتبر ارهابا محرما لكنه ” حلالا عندما يتعلق الامر بالمنطقة العربية ويجب دعم هؤلا بالاسلحة والاموال ؟؟.
شهور مضت وواشنطن لن تكف بالحديث عن” حرب دولية” ضد الارهاب تلك الحرب التي اعطت الارهابيين زخما جديدا وباتوا يتمددون ويتوسعون وفق ما هو مرسوم من قبل واشنطن وتل ابيب ” لتقسيم المنطقة.
سفير الولايات المتحدة في العراق ستيوارت جونز قال ” هناك نحو 5000 خبير عسكري امريكي في العراق من التحالف ” وان هذا دليلا على استهداف الولايات المتحدة وحلفائها ل” داعش” كما تحدث عن تقديم صواريخ للعراق قال ان عددا وصل الى 200 صاروخ فضلا عن عربات نقل عسكرية في حين ان هذه الصواريخ لاتكفي سوى لايام ثلاثة اذا استخدمت بصدق .
بهذه الاكاذيب والارقام يريدوننا ان نصدق ان ” الولايات المتحدة” وحلفائها صادقون في ادعاءاتهم بمحاربة الارهاب” مثلما يريدوننا ان نصدق الاقاويل” حول معارضة معتدلة ” ومعارضىة غير معتدلة في سورية وغيرها .
او ان هناك حربا جدية وصادقة ضد الارهاب في المنطقة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ترقى الى مستوى الحرب التي بداتها روسيا في سوريا والتي اربكت المخططين الغربيين وفي المقدمة ” ماما امريكا” مثلما شتتت تجمعات الارهابيين في سورية وقلبت الطاولة في وجوه المخططين لدمار المنطقة .
التعليقات مغلقة.