في زمن “السيلفي” و”الجينز” .. مالذي يدفع شاب فلسطيني 19 عام للقيام بعملية بطولية

 

الأردن العربي – كتبت تسنيم الزيان ( الأحد ) 4/10/2015 م …

شباب في مقتبل عمر الزهور يعشق الفيس بوك والسيلفي يسعى للرفاهية وتوفير الراحة ذلك هو المتعارف عليه ، بالمقابل نجد أن الشاب الفلسطيني شكل جيلا بأكلمه يختلف عن سابقه .. جيلا استغل الفيس بوك ليكتب عن الأقصى والشهادة وتحرير الاقصى وبالفعل نفذ ذلك أمثال الشهيد فادي علون ومهند حلبي .. يبقى السؤال مالذي يدفع شاب فلسطيني 19 عام للقيام بعمليات بطولية وتركه للحياة الوردية..

من جهته أوضح الاخصائي النفسي د. فضل عاشور أن أي مجتمع يقع تحت ضغط شديد ، لابد ان يخرج منه أشخاص يقومون بالتضحية من أجل المجموعة ، متمما: ” تلك العملية مفهومة حتى بين الحيوانات ،هناك روح للتضحية”.

وأضاف في حديثه لـ “دنيا الوطن” :  ” نحن نشهد جيلا مهتما جدا بالقيام بعمليات من أجل البطولة ، فالضفة الغربية تشهد حالة من الغليان ، وبالتالي بالضرورة أن تخلق مجموعات وأفراد تسعى من أجل التضحية بنفسها من أجل الجميع “، لافتا إلى أن الضغط والعوامل الموضوعية المطلوبة من أجل خروج أفراد تُضحي بنفسها من أجل وطنها والجميع متوافرة .

وأكد أن الوصول إلى ذلك القرار بتنفيذ عملية وقتل مستوطنين مسلحين هو الوقوع تحت لحظة غضب شديدة ، مشيرا إلى أنهم يتصرفون كبطل خارج عن المجموعة والمضحي من أجلهم.

وبين عاشور أن عملية التضحية أيضا يرافقها نوع من الإستعراض في الحقيقة ، ماضيا بقوله: ” من يقوم بتلك العمليات ليس كافة الشباب، فالتضحية لديها أبطالها ، وعدد محدود من المجتمع ممكن أن يقدم نفسه فداءا للجميع ، بالمقابل إهتماماتهم وأنماط تفكيرهم وسلوكهم كباقي الشباب ولا يختلفون عنهم بشئ سوى بأنهم يقعون تحت مجتمع ضاغط يدفعهم بهبة الشرارة لديهم”.

وبين المحلل النفسي أنه في لحظة ما تتشكل لدى الشاب رغبة في التضحية ، نتيجة إحساسه أن المجتمع بأزمة والكرامة هي الأساس ، مشيرا إلى أنه لا علاقة لذلك من الناحية الدينية، معللا :” أن تلك الأمور مورست من قبل بالشيوعية ومارسها اليابانيين وغيرهم ، بالتالي القصة مرتبطة بنزعة التضحية من أجل المجتمع ككل وليس بالضرورة نتيجة عوامل دينية”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.