الرفيق الدكتور سعيد النشائي يكتب : الشيوعيون والعدوان الثلاثي 1956م
د. سعيد النشائي ( مصر ) – الأربعاء 19/2/2020 م …
* هذا مثال من بطولات الشيوعين المصريين الكثيرة جدا رغم جراءم نظام عبد الناصر ضدهم.
غادر آخر جندي بريطاني الأراضي المصرية: يوم 18 يونيو 1956م؛ بناء على اتفاقية الجلاء التي تم توقيعها في 18 يونيو 1954م. جاءت بعدها قرارات سحب تمويل مشروع السد العالي، والرد المصري بتأميم قناة السويس. تناثرت أخبار الرد بالعدوان الثلاثي على مقاهي العواصم الأوربية، حتى اعتبرها البعض نوعاً من الحرب النفسية على الحكومة المصرية. لكن لم يمضي أربعة أشهر على الجلاء حتى جاء العدوان في 29 أكتوبر 1956م. وانتفض الشعب المصري عن بكرة أبيه للدفاع عن أرض الوطن.
وفي يونيو 1956م كان قد تم الإفراج عن عدد لابأس به من الشيوعيين المصريين من السجون المصرية. وكانت الرؤية عند جميع الفصائل أن العدوان قادم لا محالة. واتخذ الحزب الموحد قراراً مركزياً بالاستعداد للتصدي للعدوان. وقرار آخر بتكليف أحمد الرفاعي بقيادة المعركة، نظراً لخبرته بمنطقة القناة. واتخذت منظمة طليعة الشعب الديمقراطية نفس القرار.
وتواصل الضابط محمود المناسترلي ـ عضو المنظمة ـ مع كمال رفعت للحصول على موافقة جمال عبد الناصر لاستقبال المتطوعين في مراكز التدريب. وتمت الموافقة على استقبال المتطوعين من الشيوعين في معسكر بالقرب من قرية طويحر، ومنع استقبالهم في أية معسكرات أخرى. وضم المعسكر متطوعين من مختلف الفصائل الشيوعية، وحضر تدريبات هذا المعسكر على سبيل المثال كل من: علي الشلقاني- فيليب جلاب- إبراهيم فتحي- عبد الملك يواقيم- على الشوباشي- لطفي فطيم- مصطفى الحسيني- فاروق عبد القادر- معوض الجويلي- عبد المنعم الغزالي- رشاد الملاح- أحمد القصير- فتحي مجاهد- عبد السلام الخشان- منير موافي- محسن لطفي. ومن الشيوعيات: نانا سالم- عايدة ثابت- أميمة أبو النصر- أنيسة أبو النصر- نور الجويلي.
قاد عبد المنعم شتلة وأحمد الرفاعي أول عملية تسلل إلى بورسعيد عبر بحيرة المنزلة. وعقب نجاح العملية جاءت موافقة صريحة من عبد الحكيم عامر للإستعانة بالشيوعيين، لإمرار عناصر المخابرات والقوات الخاصة إلى المدينة. وفي بور سعيد كان هناك علي شلبي الخولي (أستشهد)- محمد فخري- إبراهيم هاجوج- أحمد شوقي المرجاوي- صالح دهب صالح- عبد المحسن الحفناوي- د. نصر حموده- سعد عبد اللطيف- عبد المنعم القصاص- شكري عبد الوهاب.
وتمكن الشيوعيون من إصدار أول نشرة توزع على الجماهير؛ بتوقيع اللجنة العليا للمقاومة الشعبية؛ جاء في:
أيها المواطنون إن الاستعمار بألاعيبه وأساليبه القذرة يريد من طبقتنا العاملة المصرية التي كافحت طويلاً من أجل التحرير والقضاء على الإستعمار والمستعمرين يريد منها أن تعمل لديه. إن الإستعمار في ذلك واهم إن دماء شهدائنا لا يزال ساخنا ولم يجف، فهى لن تقاطع الاستعمار فقط بل ستعمل على مقاومته، إن الطبقة العاملة المصرية تُبيح دم مع من يتعاون مع المستعمر.
وجاء ذلك بعد أن تم رصد ضابط المخابرات البريطاني وليامز الذي ـ كان يعمل في بورسعيد على مدى عشرين عاماً ويجيد العامية المصرية ـ وجاء مع قوات العدوان ليحاول تجنيد عدد من الأهالي للعمل في معسكرات الأعداء؛ حيث كانت له علاقات مع عدد كبير من الأهالي قبل العدوان. وبذلك فشل في تجنيد أى من المواطنين، قبل أن يتمكن أحد أفراد المقاومة من إلقاء قنبلة على سيارته أدت إلى وفاته. وتمكن كل من عبد المنعم شتلة وأحمد الرفاعي من تشكيل لجان المقاومة الشعبية في جميع أحياء بور سعيد، تشكلت اللجان المسلحة كل لجنة من خمسة أفراد استشهد منهم وجدي بخيت- محمد يسري بخيت- عبد الفتاح صالح. كما تم تكوين اللجنة العليا للمقاومة الشعبية لتشرف وتنسق عمل اللجان الشعبية في الأحياء، وعملت بعض اللجان تحت أسماء مختلفة لرفع الروح المعنوية، فكان هناك لجنة الانتقاميون- لجنة المقاومة السرية- لجنة المدمرون الأحرار- اللجنة النوبية للمقاومة الشعبية- جبهة العمال للمقاومة الشعبية. وكانت أخطر العمليات هى تأمين دخول المؤن والقوات الخاصة بين المطرية وبور سعيد عبر بحية المنزلة والتي كان للصيادين دور رائع في هذا المجال. أخيراً تكونت اللجنة المتحدة للمقاومة الشعبية، وتم إصدار مجلة للمقاومة الشعبية، بعد التجهيز لها باسم المعركة وتطوع السيد مخلوف بطباعتها في مطبعته الخاصة. بعدها بأيام وصل عبد المنعم القصاص ومعه أكليشيهات مجلة باسم الانتصار ورأى الزملاء ان الاسم الجديد أكثر بريقاً، فتم اعتماد الاسم الجديد للمجلة وتوزيعها في المدينة
التعليقات مغلقة.