ورقية المجد وموقعها الإلكتروني : روسيا استبقت خطة عدوان سعودي تركي أعرابي بقيادة أمريكية خلفية لإسقاط سورية

 

 

الأردن العربي – محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 5/10/2015 م …

** الصحيفة تكشف تفاصيل الخطة التي بدا الإعداد لها منذ مطلع 2015 ودعم أمريكا لها

أكدت ورقية المجد الأسبوعية الأردنية القومية الناصرية؛ الصادرة اليوم الإثنين 5 تشرين أول 2015 ، وعلى موقعها الإلكتروني ، أن الدعم الروسي العسكري المباشر والقوي ، للدولة الوطنية السورية الحاصل منذ أيام ، كان استباقا لعدوان سعودي تركي أعرابي وبقيادة أمريكية خلفية للعدوان على سورية .

وقالت المجد أن الرئيس الروس فلاديمير بوتين انتفض لدى اطلاعه على تقرير استخباري عاجل تضمن ابرز الوقائع السرية للقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في واشنطن، يوم  4 ايلول الماضي، وأمر بفوره تنفيذ خطة عسكرية – امنية روسية كانت معدة مسبقاً للتدخل في سورية عند الاقتضاء ووقت الضرورة.

وأضافت المجد ، أن الرئيس الروسي أدرك أن الوقت قد حان لتُلقي روسيا بثقلها العسكري العلني والمباشر الى جانب حليفها السوري، لاستباق تنفيذ مؤامرة أمريكية- تركية- أعرابية، تم التوافق النهائي عليها خلال لقاء اوباما- سلمان، وتقضي باسقاط النظام السوري بالقوة العسكرية بمشاركة قوات سعودية وتركية وقطرية وإماراتية، علاوة على جماعات المسلحين السوريين الموالين للاخوان المسلمين والدول الخليجية، فيما تتولى اسرائيل تحديد بنك الاهداف التي يتعين تدميرها على الارض السورية، بما في ذلك القصر الجمهوري ذاته.

وأوضحت المجد أن اوباما ايد وبارك الضربة العسكرية للنظام السوري التي ستتولى تنفيذها قوات عربية واسلامية نيابة عن أمريكا وأوروبا و(إسرائيل)، واطلع من الملك سلمان على  (ساعة الصفر ) المقترحة لهذه الضربة، واتفق مع الملك على اقتصار الدور الامريكي على ما بات يسمى ”القيادة من الخلف”، شأن ما كان عليه الحال ايام الضربة العسكرية العربية والاوروبية لنظام الرئيس القذافي.

وقالت المجد أن الاعداد لهذه الضربة – المؤامرة على سورية بدأ منذ بواكير العام الحالي، حيث تبلّغ الرئيس الامريكي من الامير القطري الشيخ تميم آل ثاني، لدى اجتماعهما في واشنطن خلال شهر شباط الماضي، ان هناك خطة سعودية- تركية لتشكيل تحالف عسكري يستهدف بالقوة ؛ اسقاط الدولة السورية برئاسة الاسد الامر الذي ايده اوباما وصرح عقب الاجتماع آنذاك ان على الاسد مغادرة الحكم فوراً.

وأضافت المجد أن شهر اذار 2015 ، شهد لقاءاً جمع الرئيس التركي رجب اردوغان والملك السعودي في الرياض، وتم الاتفاق سراً على تنفيذ عمل مشترك ضد سورية تتولى السعودية فيه دور القصف الجوي، فيما تتولى تركيا الزحف البري، وقد نشرت تركيا بعد ذلك قواتها البرية على الحدود السورية، ثم ما لبثت ان عقدت مع مشيخة قطر ”اتفاقية دفاع مشترك” تتيح للقوات القطرية حق الانتشار في الاراضي التركية لغرض المشاركة في ضرب سورية واسقاطها.

وأوضحت المجد انه غداة توقيع الاتفاق النووي الايراني- الامريكي، التقى الرئيس اوباما عند منتصف شهر ايار الماضي، قادة دول مجلس التعاون الخليجي لطمأنتهم بان هذا الاتفاق لن يؤثر سلباً عليهم او يأتي على حسابهم..

وأسر اوباما اليهم ، انه يقف الى جانبهم ويبارك مساعيهم للاطاحة بالنظام السوري، وأنه اوعز لكل الجهات الأمريكية المعنية بتقديم كل دعم استخباري ولوجستي وتسليحي لازم لتنفيذ هذه المهمة.

وكشفت المجد عن فشل السعودية في اقناع مصر بهذه الخطة واستقطابها الى دائرة هذا التحالف الشرير،

وأكدت المجد أن بوتين إستطاع بين عشية وضحاها قلب الطاولة واجهاض المؤامرة ورمي قفاز التحدي في وجوه الأعداء جملة واحدة، واعلن حرباً حقيقية على داعش وباقي العصابات المسلحة، ودعماً عسكرياً باسلاً لحليفه التاريخي والاستراتيجي في دمشق.

ونوهت بان ادارة اوباما غوجئت بهذا الاجراء الروسي الحاسم.. فارتبكت وتلعثمت واسقط في يدها وايدي حلفائها في تركيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا التي باتت تعترف جميعها بان الرئيس الاسد جزءاً من الحل السياسي في سورية، بعد ان كانت تعتبر بقاءه في الحكم (رجساً من عمل الشيطان)..

وسخرت المجد من عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي  الذي ما زال يحلم ويتوهم ويهذي متوعداً الاسد بالرحيل عن الحكم سواء بالعمل السياسي او القوة العسكرية.. حيث أعلن الجبير للصحافيين على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي ”ان لا مستقبل للاسد في سورية، فليس امامه سوى احد خيارين : الخيار الاول هو عملية سياسية يتم خلالها تشكيل مجلس انتقالي، والخيار الاخر هو خيار عسكري ينتهي ايضا باسقاط بشار الاسد”.. ولم يتطرق الى تفاصيل هذا ”الخيار العسكري”.

وقالت المجد ، أن الجانب الاردني المعروف بالمرونة وسرعة التكيف والتنقل بين المحاور، فقد سارع هو الآخر الى تغيير موقفه والالتحاق بركب ( المتحولين سياسياً ) حيال الحكم السوري، وقد تجلى هذا الانعطاف السريع في رسالتي التهنئة بعيد الاضحى اللتين بعث بهما الفريق اول الزبن الى زميليه في السلاح، وزير الدفاع السوري ورئيس اركان القوات السورية المسلحة.

وفيما تحدثت مصادر غير مؤكدة عن مكالمة هاتفية جرت مؤخراً بين القيادتين الاردنية والسورية، فقد اعتبر المراقبون ان اختيار رئيس الاركان، وليس وزارة الخارجية او دائرة المخابرات او الديوان الملكي، ينطوي على رسالة ودية مفادها ان الجيش الاردني لا يضمر العداء لشقيقه السوري، ولا يفكر في التدخل بالشؤون السورية الداخلية.

ونقلت المجد عن استراتيجيين روس توقعاتهم بهزيمة الجماعات الارهابية بمختلف مسمياتها على الارض السورية قبل نهاية العام الحالي، بخاصة وان ادارة بوتين تضغط بشدة لحمل الدول والجهات التي تتولى تمويل وتسليح هذه الجماعات على وقفها ، فيما تقوم هذه الادارة، بالتعاون مع ايران، بتسليح وتدريب وتعزيز قوة الجيش السوري حاضراً ومستقبلاً، على عكس ما فعلت الولايات المتحدة بالجيش العراقي الذي بقي كسيحاً وضعيفاً منذ حله على يد بول بريمر، اول حاكم عسكري امريكي للعراق عام 2003.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.