وراء العدو في كل مكان ! ” شعار من أيام زمان ” / ابراهيم ابو عتيلة
ابراهيم ابو عتيلة* ( الأردن ) – الإثنين 24/2/2020 م …
شعار رفعه اليسار الفلسطيني عدما كان له وجود حقيقي على الساحة الفلسطينية ، تابعنا وسمعنا وقرأنا عن العديد من العمليات اتي استهددفت العدو الصهيوني في مناطق مختلفة من العالم .. فالعدو هو العدو حيثما وُجد ، وأي استهداف له سينعكس بالضرورة على عمقه واستراتيجياته ، علاوة على أن خسائره خارج الكيان المحتل يكتنفها تكاليف أكبر مما لو كانت داخل الكيان …
تعرض اليسار الفلسطيني حينذاك لحملات مضادة سوا كان ذلك من اليمين الفلسطيني القابع على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أو من قبل النظم الرسمي العربي إضافة لمؤيدي كيان العدو في دول العالم المختلفة ، وبدأت المؤامرات على هذا اليسار بايعاز من اليمين الفلسطيني وبتمويل ورعاية من بعض الأنظمة العربية ، بحجة أن تلك العمليات تضر بالضرورة بالقضية الفلسطينية ، تخبط اليسار ، وغيرت بعض فصائله استراتيجيتها وسقطت في حضن اليمين وضعفت أخرى بحيث لم تعد مؤثرة بالقدر المطلوب على الشارع الفلسطيني .
وبفعل قوة اليمين ، وقوة الأنظمة الرسمية العربية المرتبطة بالغرب ، وعلاوة على ذلك وفي خضم الحرب الدفينة بين قوى اليسار وقوى اليمين ، سقط شعار آخر طالما تغنى به اليسار وهو شعار محاربة القوى الرجعية التي لا تتبنى أو تؤيد الكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين ، ففقد اليسار الكثير من وهجه بل ومن طروحاته االجماهيرية .
وفي ظل تنامي قوة اليمين المدعوم من النظام الرسمي العربي ، ضعف اليسار الفلسطيني حتى أصبح كنقطة باهتة في لوحة متعددة الألوان ، ليس له من أثر حتى في تجميل تلك الصورة ، بل وتجاوز الأمر ذلك بحيث أصبح اليسار الفلسطيني تابعاً ومنفذاً لاستراتيجيات اليمين ، ففقد كل شيء ، حتى حق الرفض والذي وإن حاول ممارسته يتعرض للمضايقة وربما اعتقال من يحاول القيام به ، كما تسيد هذا اليسار مجموعات ممن يقومون بالتنظير من جهة ويحافظون على مصالحهم المادية ومواقعهم القيادية من جهة أخرى بحيث صح على اليسار الفلسطيني القول ” هو وقلته بالسوا ” أي وجوده وعدمه سواء !!!
وفي المقابل … وحيث ان الصهاينة يعتبروننا أعداءهم ، فقد بذلوا ويبذلون كل جهد وبكل وسيلة ممكنة لتطبيق هذا الشعار ، مستغلين في ذلك حالة الوهن العربية وضعف التسليح والتآمر وضعف الإرادة ، فرأينا وتابعنا وعانينا ونعاني وبشكل مستمر من استهدافاتهم لنا ولمقاومينا ومنذ سنين طويلة ، فمن عنتيبي / أوغندا إلى السودان فالعراق ولبنان وسوريا ومصر وباب المندب وإلى شوارع باريس وأوروبا ، سوا بالقصف والاستهداف المباشر أو بالإغتيالات الشخصية المتعددة ، ومع كل عملية أواستهداف تراهم يتفاخرون ويتشدقون بل وويهددون في تكرار ذلك أمام أبصار العالم وعلى سمعه ، وعلى سبيل المثال لم يكتفوا بكل الدعم الذي قدموه بشكل مباشر وغير مباشر لقوى الإرهاب التي تنخر بالجسد العربي والتي تحاول وبكل الطرق تدمير سوريا بعد تدمير العراق ونقله إلى قائمة الدول المفككة ، فمؤامرات وسعي العدو مستمر لضرب الروح العربية في كل مكان.. فتكرر ويتكرر عدوانهم على سوريا بشكل دوري ومكثف ، فتارة يستهدفون مواقع عسكرية بحجة أنها ” ايرانية أو تابعة لحزب الله ” أو مخازن أسلحة للمقاومة أو بالإغتيالات ونستذكر هنا الكثير من القيادات التي تعرضت للإغتيال في أوروبا وفي سوريا والعراق إضافة لمن يتم إغتيالهم على الأرض المحتلة في فلسطين ولعل ما تم من استهداف في سوريا يوم أمس والذي سقط على إثره شهيدين فلسطينيين إلا مثال بسيط على ذلك … ومن الوقاحة التي يتقبلها العالم منهم بأنهم يكافحون الإرهاب ولو أنهم يستخدمون في ذلك أبشع وأوقح أنواع الإرهاب ، ونحن نهدد ونتوعد بالرد في الوقت والمكان المناسبين .
ويبقى السؤال ، هل كان الشعار خاطئاً أم كنا نحن الخاطئين ؟؟؟ وإن لم يكن خطأ …. هل من عودة ؟؟
ابراهيم ابوعتيله
التعليقات مغلقة.