اللواء الدكتور بهجت سليمان يكتب: أين باتَ الرّبيع الصهيو – أمريكي ، المدعو ( ربيع عربي ) !؟
الأردن العربي – الأربعاء 26/2/2020 م …
كتب اللواء الدكتور بهجت سليمان* …
* السفير السوري الأسبق في الأردن …
● بدأ ( الرّبيع العربي ) !!! من ” تونس ” بِأمْرٍ أمريكي ، وكان فاتحة ً لِ تسليم المنطقة بكاملها ، إلى ” خُوّان المسلمين ” لِ ثقة صانع القرار الأمريكي ، بِأنّ هذا التنظيم ” الإسلامي ” :
○ هو وحده القادر ، على الإمساك بِ الحُكْم في بلدان المنطقة العربية ، المُتْرَعَة باللاهوت الديني الإسلامي ، وبالتنسيق الكامل – إنْ لم يكن بالتبعية شبه الكاملة – مع السلطان التركي العثماني الأطلسي الإخواني الجديد ..
○ وهو وحده القادر ، على حماية ورعاية وتأمين وتحقيق المصالح الأمريكية ، لعدّة عقودٍ لاحقة ..
○ وهو وحده القادر ، على التطبيع مع ” اسرائيل ” بدون أيّ حرج أو إحراج ، عٓبر استحضار واستجلاب الفتاوى الدينية المطلوبة للتعاون مع ” أهل الكتاب !!!! ” .
● ولكنّ فشل هذا المشروع على أسوار القلعة السورية ، واستطراداً على بَوّابات أُمٰ الدنيا ” مصر ” ، دفَعٓ بصانعي القرار الأميركي ، إلى اعتماد نهجين متوازيين :
○ الأول : العمل على تطويع وتركيع الدولة الوطنية السورية ، عٓبر استجلاب عشرات آلاف الإرهابيين المتأسلمين المستولَدين من فروع الوهابية السعودية التلمودية ، و مجاميع خوان المسلمين البريطانية الصنع والقيادة ، وإطلاقهم داخل الأراضي السورية ، لتحقيق ما عجز المخطط الاستعماري الجديد عن تحقيقه ، في سورية .
○ والنهج الثاني : العودة إلى النهج السابق ، في الدول العربية ” الصديقة !!! ” لِ واشنطن ، والعمل ، عَبْرَ ” صناديق الاقتراع !!! ” ، على ترسيخ روابط التبعية للمحور الصهيو – أمريكي ، وتعويمِ نُخبٍ سياسية جديدة موثوقٍ بها من ” واشنطن ” وغير مُسْتَهْلَكة ، وتمتلك جانباً معقولا ًمن الصدقية ” المصداقيّة ” يخوّلها تنفيذ الأجندة الأمريكية ، بسلاسة وانسيابية مُناسِبة .
○ وأما الموجة الثانية من ( الرببع العبري ) التي نشبت في عام 2019 .. فقد قامت في ( السودان ) و ( العراق ) ( لبنان ) ..
وكانت رافعة هذا الربيع الثاني وتكأته – ك سابقه الربيع الأول – هي طلبات شعبية محقة .. جرى امتطاؤها أولا ، ومن ثم ركل أصحابها ثانيا .. وكان الهدف الحقيقي هو ( التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني ) ..
وإذا كانت القوى الشريفة في لبنان ، وفي العراق ، وفي طليعتها ” حزب الله ” و ” الحشد الشعبي .. قد أجهضت هذا الهدف الخبيث .. فإن السودانيين ، للأسف ، لم يقوموا بذلك ، حتى الآن .
● وأمّا محميّات نواطير الغاز والكاز ، فلا ينفع معها أيّ علاج سياسي ، لأنها كالدّيناصور ، وأيّ محاولة لتطويرها سياسياً ، سوف تؤدّي إلى سقوطٍ مُريعٍ لها ، وهي محميّات متكلّسة ومهترئة ومتآكلة ومُصابة بِداء الشيخوخة وخارجة عن روح العصر ، رغم الثروات الأسطورية التي تختزنها أراضيها .
و هذا ما يعرفه جيّداً ، صانِعُ القرار الأمريكي ، ولذلك تركها لِ شأنها ، مع بعض التدخّلات الضرورية واللمسات التجميلية ، لتأخير انهيارها الحتمي ، غير البعيد ، لقناعته بِأنّ وضعها السياسي ” فالِج لا تعالج ” .
التعليقات مغلقة.