الخليل: “روميو وجولييت” فلسطين : “رانيا” انتظرت الأسير المحرر جهاد 13 عاماً لتتزوجه

 

 

 الأردن العربي ( الثلاثاء ) 6/10/2015 م …

عاشقان من الزمن الجميل، قصة تحاكي روايات الحب القديمة. نحن لا نتحدث هنا عن روميو وجوليت، ولا عن قيس وليلى، هما فلسطينيان كانا للتضحية والوفاء والإيثار عنوان، ضحى هو بعمره لأجل وطن، وضحت هي بشبابها لأجله ولأجل حبه لوطنه، كان يربي الأمل عام بعد عام داخل زنزانته، وكانت تخوض الحروب في الخارج، إلى أن كبرت شجرة حبهم واحتوتهم بداخلها.

هي رفيقة دربة، سجنه وسنوات نضاله، والليلة هي  رفيقة بيته وأعوامه القادمة.

 بدأت فصول الحكاية عندما قرر الأسير المحرر جهاد الشحاتييت في الـ 2001 حيث كان 26 عاماً في ذلك الوقت الارتباط بفتاة تدعى رانيا عمرو ذات الـ 21 ربيعاً والتي تنتمي إلى نفس مدينته خليل الرحمن بالضفة الغربية.

لم يعش الخطيبان فترة الخطوبة التقليدية كأي إثنين في بداية حياتهما الزوجية، في ذلك الوقت كان جهاد مطارد من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولمدة عامان كاملان، وكانت رانيا تأويه في بيتها ليلاً هو ورفاق دربه في الجهاد، وفي النهار كان يختفي مثل شبح لا يُعرف عنه شيء، ولا رانيا حتى، فتقضي الساعات في محاولة الإطمئنان عليه، إلى أن يعود إليها مرة أخرى.

يقول جهاد خلال حديثه لـمراسلة دنيا الوطن ” كيف لي أن لا أتمسك بها و أرتبط بها، ومنذ بداية مشوارنا ولها الفضل الكبير علي، كانت تسكن في منطقة ” أ ” بينما كنت في المنطقة “سي” ،عشت في بيتها الأمن لعامين كاملين، كانت تحتويني وتعطف على فكيف لي أن لا أقابل الوفاء بالوفاء! كنت أشعر تجاهها دوماً بالتزام عاطفي وأخلاقي”.

القدر كان يعاند حبهما ويقف له بالمرصاد، فقد تم أسر جهاد بتاريخ 2/ 7/ 2002 وحكم عليه بالسجن لـ 13 عاماً، بتهمة الإنتماء لكتائب شهداء الأقصى والمقاومة، وظلّت رانيا تزوره بالسجن ليستمد منها الأمل والصمود على الرغم من تباعد فترات الزيارة ،إلى أن قرر تركها وطلب منعها من الزيارة في عام 2006، ففي لحظة ضعف شعر بالذنب تجاهها وأراد تركها لتكمل حياتها مع شخص أخر على حد وصفه.

وصفت رانيا لدنيا الوطن شعورها عند سماعها لخبر إلقاء القبض على جهاد والحكم عليه بالسجن 13 عاما مع وقف التنفيذ قائلة ” كان أسوء خبر قد مر في حياتي، شعور صعب جداً، عشت تفاصيل السجن معه، في كل مرة كنت أسمع فيها عن إفراج دفعة جديدة من الأسرى كنت أنتظر سماع اسمه وأتوقع خروجه إلى أن يجهض أملي”.

 وتكمل رانيا قصتها عن معاناتها في الخارج، والضغط الذي كان يُصب عليها من المجتمع المحيط بها وبعض أفراد عائلتها، فكل من حولها كان يضغط باتجاه تركها لجهاد والإرتباط بشخص أخر، فثلاثة عشر عاماً مدة طويلة جداً، لكن حبها لجهاد كان أكبر من كل شيء واستطاعت أن تقف في وجه الريح وتتحدى الجميع وتنتظر فارس أحلامها وبطلها الأول والأخير.

عند سماعك لقصتهما سيعتريك الشك بكل تأكيد، لتتساءل هل يمكن لشخص أن ينتظر لحظة الإرتباط بأخر لـ 16 عاما! ألم يأكل اليأس قلبيهما؟ ألم تعتريهما لحظاك الشك وفقدان الأمل!

 إذا ما وجهت لهما هذه الأسئلة سيجيبان على الفور قائلان ” كنا نعلم تماماً أن يوم لقائنا سيأتي وتنتهي حياتنا سوياً، لم نشك في ذلك يوما لهذا لم يهزمنا شيء أو أحد ونحن الأن سوياً كما ترين”.

وتكمل رانيا والسعادة تعتري حديثها لتصف لنا مشاعرها عندما خرج جهاد من السجن بعد كل تلك السنوات الطويلة، فتقول أنها تواصلت معه في نفس اليوم ولو استطاعت أن تذهب لاستقباله على الحدود مع الجانب الإسرائيلي لذهبت، وبعد أسبوعين فقط وفور انتهائه من استقبال المهنئين قام جهاد بطلب يدي للمرة الثانية وعقدنا قراننا فوراً.

وفي وصف جهاد تلك اللحظة قال” شعرت حينها بأنني أبدأ حياتي الأن وكأنني أشعر بالإستقرار والأمان لأول مرة، صحيح أن عمري الأن 46 عاماً، ورانيا قد أصبحت 35 ، ولكننا نشعر أننا ولدنا الأن وسنكمل حياتنا سوياً”.

ولأن فلسطين والقضية هي عشق جهاد الأول، أقام جهاد حفل فلسطيني من الطراز الأول، فقد أحيا عرسه الفنان الوطني قاسم النجار، وقام الجميع بغناء الأغاني الوطنية فيما ارتدت العروس في حنتها الثوب الفلسطيني المطرز.

ورغم الجرح النازف في الضفة الغربية إلا أن عائلة الشهيد ضياء التلاحمي من مدينة الخليل والذي ارتقى شهيدا في العيد زارت جهاد وعائلته أصرت على إحياء مراسم العرس وإتمام فرحة جهاد فقد فاته في السجن الكثير.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.