ليت هذا النفط ما كانا / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) – الجمعة 6/3/2020 م …
كان يجب أن يكون النفط الذي حبانا الله به نعمة علينا ،لكنه وبسبب عدم أهلية القائمين عليه ،وطبيعة إنتمائهم وأصولهم البعيدة عن الأصول العربية ،فقد تحول هذا النفط إلى نقمة،وأول أوجه نقمته كان إحتلال فلسطين والهيمنة عليها.
منذ أن إكتشفت بريطانيا النفط في الخليج عام 1905 دعا رئيس وزرائها السير كامبل بانرمن إلى مؤتمر إستعمار يضم حلفاءه:فرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والبرتغال ،يناقش المستجدات التي ظهرت بهذا الإكتشاف ،إيمانا منه ان هذا النفط سيكون شريان الغرب ،ولذلك قرروا في مؤتمر كامبل الذي إنتهى عام 1907 من ضمن ما قرروا لإضعاف المنطقة ،قرروا زرع كيان غريب في المنطقة ،ولأن اليهود كانوا عبئا على الغرب، فقد رست المقاولة عليهم ،وكانوا هم أصحاب هذا الكيان الذي يدعى اليوم”إسرائيل”.
بعد سنوات من مؤتمر كامبل بدأت بريطانيا بالعمل على الأرض لتنفيذ ما ورد في وثيقة كامبل السرية ،وإتفقوا مع الملك عبد العزيز الذي إستولى بالقوة الغاشمة والغدر على الجزيرة ،وعقد معه المندوب السامي البريطاني آنذاك السير بيرسي كوكس إتفاقا يقضي بتمكين بريطانيا للملك عبد العزيز في الجزيرة ،مقابل ان يقوم هو بالتنازل لهم خطيا عن فلسطين ليقيم اليهود فيها كيانهم،وهذا ما حصل وختم إبن عبد العزيز وثيقته بختمه عام 1915،وما نزال نعاني من تبعات هذا الغباء.
عندما قررت أمريكا بالتنسيق مع أبناء مردخاي غزو العراق عام 1991 ،سأل الصحفيون الأمريكيون وزير الخارجية آنذاك الخبيث هنري كيسنجر عن أهداف تلك الغزوة،فأجابهم بالنص”نحن ذاهبون لتصحيح خطأ الرب”،وعندما إستفسروا منهم عن ذلك الخطأ قال”لقد وضع النفط في أيدي جهله لا يستحقونه ،وكان الأجدى أن نكون نحن أصحابه”.
بالأمس إستفزنا المقاول بدرجة رئيس ترمب بتصريح كرره مرارا، وهو ان القوات الأميركية المتبقية في سوريا لها هدف محدد واضح، وهو الحفاظ على آبار النفط السورية وحماية الكنز،وإن دل ذلك على شيء فإن ما يجري في سوريا هو حرب وصراع على موارد هذا البلد ،وليس بسبب الديكتاتورية أو العدالة والحرية.
التعليقات مغلقة.