الخطة الروسية في الشرق الأوسط سلام إقليمي / تيري ميسان

 

تيري ميسان ( الخميس ) 8/10/2015 م …

الخطة تستدعي تطبيق قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك المتعلقة بإسرائيل، وتنفيذ مبادرة السلام العربية، وخطة العمل الشامل المشترك بالبرنامج النووي الإيراني،وإنشاء آليات رقابة على احترام دول العالم لكل هذه النصوص. وأخيراً، إعلان حرب عالمية على الأيديولوجيا المادية لجماعة الإخوان المسلمين.

بدأت روسيا حملتها العسكرية بقصف كل من تنظيمي القاعدة وأحرار الشام، قبل أن تنتقل لمهاجمة داعش.كان الهدف من تلك الضربات:

ـ إجبار الدخلاء الآخرين على توضيح سياساتهم في مواجهة الإرهاب.

ـ توجيه رسالة قوية إلى تركيا، التي يتدرب لديها عناصر تنظيم أحرار الشام، في الوقت الحالي.

  وأخيراً، توضيح عدم استبعاد أي مجموعة إرهابية من القصف.

حملة الضربات الجوية من المقرر أن تنتهي بحلول عيد الميلاد الأرثوذوكسي. ومن الممكن أن تليها عملية على الأرض، ينفذها جنود مسلمون من «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، إذا لزم الأمر.

الرسالة التي حملتها الأيام الأولى من الضربات الجوية وصلت:

– السيناتور جون ماكين، الذي تحدث باسمه شخصياً، ولكن أيضاً بالنيابة عن فرنسا، وتركيا، والسعودية، انتقد «حقيقة فعالية الروس» ضد أصدقائه الإرهابيين، ودعا إلى تسليح أصدقائه في تنظيم القاعدة بما يُمَكنُ هؤلاء الإرهابيين من إسقاط الطائرات الروسية.

لنتذكر أن «اللباقة السياسية» تفرض، منذ أحداث 11 أيلول، التسليم بأن الولايات المتحدة تعرضت لهجوم من تنظيم القاعدة، وأنها لا تزال تخوض عليها حرباً لا هوادة فيها.

ـ تركيا لملمت جزئياً قواتها الخاصة، وردت على اختراق طائرة روسية لأجوائها.

ـ والإرهابيون يصابون بالذعر. أكثر من ألف، من الذين كانوا يؤيدون الإرهابيين، طلبوا الاستفادة من اتفاقيات المصالحة قبل فوات الأوان.

غير أن الضجة الإعلامية التي أثيرت، حجبت ما هو أكثر أهمية:

وزعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن مقترحاً لتوثيق عرا تحالفها مع البيت الأبيض- أنا أعني تحديداً «مع البيت الأبيض»، وليس «مع الولايات المتحدة»، نظراً لأن الرئيس أوباما ليس سيد المكان.

بعيداً عن معالجة موضوع سورية وحدها، أو حتى سورية والعراق، تقترح الوثيقة عملية لبناء سلام إقليمي في شمال إفريقية والشرق الأوسط. مرة أخرى، أكتب « بناء»، وليس «التفاوض»، لأن كل شيء قد تم التفاوض عليه عدة مرات، ولكن من دون تطبيق..

لذلك نعود إلى ما تم الاتفاق عليه بين روسيا والولايات المتحدة في عام 2012، والذي كان مؤتمر جنيف خطوته الأولى.

خطوة أولى دمرتها على الفور كل من فرنسا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، بمساعدة إسرائيل، والمعارضة الداخلية في الولايات المتحدة (بيترايوس، آلن، كلينتون، وفيلتمان).

ما تقترحه روسيا في الوقت الحالي، مع موافقة البيت الأبيض، هو ببساطة العودة إلى القانون الدولي. وهي بالتالي، أي روسيا، تدين مسبقاً «التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، واستخدام القوة من دون تفويض من مجلس الأمن، أو تزويد أطراف غير حكومية ومتطرفة، بالسلاح».

هذه الخطوة تستدعي تطبيق قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك المتعلقة بإسرائيل، وتنفيذ مبادرة السلام العربية، وخطة العمل الشامل المشترك المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وإنشاء آليات رقابة على احترام دول العالم لكل هذه النصوص.

وأخيراً، إعلان حرب عالمية على الأيديولوجيا المادية لجماعة الإخوان المسلمين.

بالمناسبة.. طلب كل من سيرغي لافروف وفيتالي تشوركين، مناقشة هذه المقترحات في مجلس الأمن، بالتزامن مع حملة القصف الجوي على الإرهاب في سورية.

عن ورقية الوطن السورية

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.