النصر لا سواه.. بوتين يتدخل مع الأسد ليحسما العبث / عصام عوني
عصام عوني ( الخميس ) 8/10/2015 م …
بين أخذ ورد روسيا باعت سورية وايران قدمت النووي على الأسد وانسحاب حزب الله بعد العجز عن دخول الزبداني وتقهقر الدولة وتقدم جيوش واشنطن على الأرض السورية، اختلط المشهد بحابله ونابله وغطت الأجواء غمامة الضبابية وظن البعض أن الآية باتت تقرأ معكوسة وأن الحلف المقاوم في تراجع، الى أن ضرب بوتين بيده على الطاولة قائلاً: ها نحن قد جئنا مرحباً بمجيئه السيد نصرالله شارحاً مدى التنسيق الطويل لمرحلة ما قبل المجيء متوجاً باعلان هدنة الزبداني كفريا الفوعة، التي بمثابة نصر عظيم لقوة الجيش السوري الضاربة ناسفةً بذلك أوهام كل المعتوهين مطيحةً بأوهامهم وفانتازيا الأحلام، عدا عن حضور ايران القوي وتأثيره المناسب في الوقت المناسب..
اذن روسيا تدخل الحرب السورية رديفاً للجيش السوري بقوة، فتحلق أسراب الميغ والسوخوي فوق السماء السورية معلنةً بداية الحرب الحقيقية على الارهاب، فتتطاير أشلاء جبهة النصرة وتدك أوكار ومقرات داعش وينهار جيش الفتح ويتلمس رأسه جيش الاسلام ويعلو الصراخ في واشنطن وأنقرة والرياض والدوحة، ويتلعثم كيري “وينطر” خارجاً في أروقة الأمم المتحدة ذليلاً مهاناً وتعلن موسكو تصاعد وتيرة الضربات حتى القضاء على آخر دابةٍ ارهابية فيها نفس، فينقلب المشهد لتصح تسميته بالزلزال الغير متوقع..
منذ أعلنت واشنطن وحلفها من تبعٍ وأذناب حربها على الارهاب حصراً داعش لم نرى فعلاً ولم نسمع أن تأثيراً حدث، بل تمدد التنظيم وتعاظمت قوته في العراق وسورية على حد سواء وشاهدنا استعراضات هوليوودية وتصريحات متعالية لا تمت للواقع بصلة، اللهم التدخل في عين العرب كوباني ولم يكن إلا رسالة لأردوغان – “إلزم حدودك”، وشاهدنا دخول داعش الى تدمر وارتكاب أفظع المجازر بحق الانسان والتاريخ وكله على مرأى ومسمع السيد أوباما بل برضاً كامل منه ليأتي الدخول الروسي بمثابة الفضيحة الكبرى لأميركا، خاصةً وأن الحصاد الأولي بالمقارنة بحصاد حلف واشنطن يدعو للسخرية فكيف وفي غضون أيام معدودات تحقق طائرات الحليف الروسي كل هذا النجاح فيصير السؤال: ماذا كان يفعل الحلف الثمانيني أو الستيني في حربه على الارهاب؟ هل كان يداعب لحية البغدادي يسخر أحد السوريين!؟
مع انطلاقة الحرب السورية الروسية على الارهاب انطلقت حملات التضليل الاعلامي وافتتح الأميركي ولفيفه مسرحيات استهداف المدنيين تارةً والمعتدلين تارةً أخرى، واجتمعت لحا الوهابية على وجوب الجهاد وتوحيد صفوف الارهاب لمواجهة روسيا “الغازية” بنظرهم، أما أردوغن فلم يصمت يردد يومياً بضرورة حصر الضربات بداعش خوفاً منه على الفتح وسواه أي النصرة ولا يعني كل ذلك إلا تخبط الأميركي ومن معه وصدمته من الفعل الحامي وليد العقل الذي عرف عنه بارداً، ليعلن التاريخ أن ساعة القطب الواحد الأوحد انتهت وأن ساعة تعدد الأقطاب دقت..
هذا كله لا يعني السوري الروسي والايراني أيضاً والصيني مؤخراً وكل الصادقين أصدقاء سورية، فالدعم مستمر والعمليات الجوية في تصاعد وكما نقرأ المشهد ما يحدث يصب لجهة تحطيم القاعدة أي جبهة النصرة والاسلام والفتح والتوابع، لأن القاعدة رهان الأميركي والاسرائيلي وتهشيم داعش لا القضاء عليها وصولاً لبقعة التقتيل التي نعتقد قد رسمت يوم انسحبت القوات من الطبقة، وما يعزز التحليل أنه في الزبداني والقلمون حدث نفس الشيء وبدأت الأصوات لماذا الزبداني والقلمون لا الرقة وتدمر؟ ليأتي الجواب انهاءً للنصرة هناك للتفرغ لداعش لاحقاً والتفرغ لداعش يعني ها نحن نحارب داعش فاختاروا مع سورية وحلفها أم مع داعش وداعميها، وهنا ضربة بوتين النوعية المعززة بضربة وليد المعلم في الأمم المتحدة، لا تحلموا بأخذ ما لم تستطيعوا أخذه في الميدان في السياسة ماضون بدحر الارهاب..
يقول الأسد الهزيمة ممنوعة وتعني دمار المنطقة بكلها ويقول بوتين بدأت محرقة ارهابكم هنا في سورية سننتصر ونثأر، ويقول الامام القائد في ايران ستهزم السعودية في اليمن وسيمرغ أنفها بالوحل ويؤكد السيد نصرالله بابتسامته المعهودة، أن زمن الهزائم قد ولى وأن زمن الانتصارات قد بدأ..
هو العالم الجديد لا مكان فيه لداعش والنصرة ولا العبث، وسيرحلون بهزيمة مرة وسيبقى الأسد مع شعبه وسيحتفل العالم الجديد بنصره، وسيتوج بوتين مخلصاً.
التعليقات مغلقة.