الإستثمار في الثقافة والإبداع / أسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن العزوني 

أسعد العزوني ( الأردن ) – الأحد 8/3/2020 م …

الثقافة والإبداع هما وعاء الحضارة وأساس  التقدم والإزدهار ،وبدونهما لن يحصل في المجتمع أي مجتمع  تقدم أو إزدهار ،وهذا ما ينطبق علينا في العالم   العربي  المسكونين بهاجس الأمن ،والبعيدين عن الثقافة والإبداع،وهذا هو سبب تخلفنا عن ركب الحضارة العامية ،رغم إننا يجب أن نكون روادا في هذا المجال لأسباب  عديدة لا مجال لذكرها هنا،علما أن القرآن الكريم يمثل لنا النور الساطع ،للإبداع  والإكتشاف والتفكر في الكون ، ولكننا إبتعدنا عنه.




لماذا  التركيز على الثقافة والإبداع؟ والإجابة على هذا السؤال سهلة جدا ولكن عند إعمال العقل والمنطق ،فمثلا لو تحدثنا عن الطائرة وهي من ضمن المنظومة الآلية التي نهضت بواسطتها أوروبا والغرب والشرق الحديث أيضا،تحتاج لفنان مثقف ومبدع ،ومن قبله مخترع مبدع وبعدهما لمصمم مبدع،وهؤلاء بالضرورة مثقفون ،لأن المثقف المبدع  يمتلك المفاتيح ويتحكم في وجهته شرط أن تتوفر له الإمكانيات  المطلوبة.

مع شديد الأسف فإن عالمنا العربي طارد للمثقفين والمبدعين ما جعل غالبيتهم يلجأون للغرب  ويبدعون فيه ،وبدلا من رفع شأن بلدانهم ،فعلوا ذلك لدول الغرب التي إحتضنتهم وهيأت لهم سبل النجاح والإنتاج والإبداع،فأخرجوا ما لديهم من عزم وقوة  ودخلوا سجل الخالدين وأفادوا البشرية،علما أنهم لو بقوا في بلدانهم  العربية لقضوا إما في السجون أو بسبب الفاقة والفقر والحرمان ،أو ربما في الشوارع والطرقات يسيرون كمن بهم مس.

الدولة ممثلة بوزارة الثقافة على وجه الخصوص هي المسؤولة عن هذا الملف ،فهي وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم،تتمكن من “إصطياد” المبدعين والموهوبين وهم في سني الدراسة الأولى،وإحتضانهم وخصهم ببرامج تعليمية محددة تتناسب مع قدراتهم ،لصقل مواهبهم والنهوض بهم،كل ذلك على نفقة الدولة بطبيعة الحال،ولا تتكلف أسرهم شيئا ،إذ يكفي إنها أنجبتهم.

لا يقتصر الإبداع على شكل معين ،ولا يجب ان يفهم أن الإبداع يقتصر على كتابة الرواية أو القصيدة ،بل يشمل كافة الحقول من علوم وفنون تشكل أساس النهضة والتقدم،وعلينا ان نقوم بدور المنقب  لنكتشف ما عندنا  من مواهب لإستثمارها ،تماما كما هو الحال بالنسبة للمسح الجيولوجي والتنقيب عن النفط،لتحديد مكامن المياه والنفط والغاز وبقية المعادن الأخرى في باطن الأرض،وعلينا تجهيز مختبرات علمية محمية ومجهزة بأحدث التقنيات لإستيعاب المبدعين،ودمجهم في عالمهم الجديد عالم البحث والتنقيب والتحليل وإجراء التجارب العلمية.

وختاما إن أردنا النهوض بأنفسنا فعلينا تسريع عملية التغيير نحو الأفضل مسلحين بالخطط المدروسة جيدا ،والمدعومة بميزانيات فعلية وليست وهمية ،وأن نخرج من عقولنا أن  الثقافة ترف وأن الإبداع ربما يصل إلى الكفر.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.