أسئلة الى نتنياهو عن الوسام الصفوي وعصابات البقاء / نارام سرجون
نارام سرجون ( سورية ) الخميس 8/10/2015 م …
لماذا لايجد نتنياهو مايشكو منه أمام العالم الا ماتفعله ايران .. في مرة سابقة جاء برسم القنبلة النووية الايرانية التي قاربت على الانتهاء مالم يوقف مشروع ايران النووي .. واليوم رفع نتنياهو في الأمم المتحدة كتاب الامام الخامنئي (الذي يوصف في أدبيات الثوار العرب والمجاهدين بالمجوسي الصفوي الرافضي) .. وهو الكتاب الذي يهاجم فيه الخامنئي اسرائيل ويحض على حربها ويشرح فيه فقه رفضها والجهاد ضدها ؟؟
الجواب لايهمني أن أشرحه ولاأن أدخل في تفاصيله التي صار حتى الأعمى يراها وحتى المخلوقات الفضائية صارت تعرفها .. أما المخلوقات العربية المجاهدة الاسلامية ذات العيون الجريئة فلاتعرفها ولاتراها .. ولكن من حقنا أن نسأل أسئلة ربما في ثناياها وفي شارات استفهامها شيء يحرج ذوي الألباب من جماعة “حي على الجهاد في سورية” التي تحمل الأسماء الطنانة النبوية والاسلامية .. فتح الاسلام .. وجيش الاسلام .. وأجناد الاسلام .. وألوية الفرقان ..والاخوان المسلمين .. ودولة الخلافة .. الخ
لماذا لم يجد نتنياهو في كل العالم العربي والاسلامي كتابا واحدا يحرض على اسرائيل ويثير قلقها الا كتاب المرشد الأعلى في ايران كي يرفعه أمام العالم في نيويورك ليظهر التهديد الوجودي على اسرائيل؟؟ أليس للمرشد الأعلى للاخوان المسلمين أو لأي مرشد صغير منهم أي اجتهاد يخص اسرائيل كي يتسلح به نتنياهو فيتباهى الاسلاميون بكتابهم وجهادهم الذي زلزل راحة نتنياهو؟؟ لماذا استعصى على نتنياهو ان يجد كتابا واحدا من منشورات الاخوان المسلمين التي تطبع منذ عشرات السنين يخصص اسرائيل بصفحة واحدة؟؟
لماذا لم يجد نتنياهو أو أي انسان كتابا سعوديا واحدا لكاتب سعودي أو صحفي أو شيخ من شيوخ الحرم المكي منذ نشوء المملكة الوهابية يتحدث بعدوانية ضد اسرائيل رغم أن السعودية طبعت ملايين الكتب تحرض على المسلمين الشيعة والقوميين العرب ونشرت ملايين النشرات والصفحات لتجند مجاهدين لقتال أهل العراق وقتال الروس وقتال السوريين وحتى دعم الايغور الصينيين ..؟؟ شيء يثير العجب أنه لاتوجد صفحة واحدة في كل الدنيا مطبوعة على نفقة السعودية فيها تحريض على اسرائيل منذ قيام اسرائيل؟؟
كيف لم يجد نتنياهو منشورا واحدا من منشورات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تثير قلق اسرائيل أو احتجاجها فيعرضها على العالم؟؟ ولم يجد سطرا واحدا من مذكرات الملك حسين (مهنتي كملك) ضد اسرائيل ولم يجد في كل ماطبعته المملكة الهاشمية وكل البلاط الملكي “لحفيد النبي” منذ نشوئه والمشرف على المسجد الأقصى سطرا واحدا يريه للعالم على أنه مصدر قلق لاسرائيل ..
لماذا لم يجد نتنياهو في كل مطبوعات الخليج العربي المحتل منذ وجوده – وهي بالمئات – شيئا يثير قلقه أو سطرا جهاديا ضد اسرائيل ؟؟ كل الشيوخ والأمراء وقادة الربيع العربي الذين تم تخريجهم في أكاديميات قطر والجزيرة للثورات لم تنشر تحت رعايتهم قصيدة أو خاطرة ضد اسرائيل يأخذها نتنياهو ويبيعها في الأمم المتحدة ..
لماذا لم يجد نتنياهو ورقة واحدة وقع عليها أبو بكر البغدادي يهدد بها اسرائيل ولو من باب رفع العتب وهو الاسم الذي يرعب العالم بارهابه ويمكن استثمار اسمه في بزنس جمع التعاطف والتبرعات؟؟
لماذا لم تجد كل عيون نتنياهو وراداراته الفكرية ورقة واحدة تنقل عن الجولاني سطرا واحدا عن العداء لاسرائيل يمكن بها لنتنياهو أن يقول ان فرع القاعدة في سورية يريد بنا شرا وماأدراك ماالقاعدة .. وهذا هو الدليل؟؟
بل لماذا لم يجد نتنياهو كلمة واحدة مندسة في أدبيات حزب العدالة والتنمية تتسلل الى فلسطين أو تتذكر أن فلسطين مسؤولية عثمانية كما هي حلب والموصل ويستطيع نتنياهو بها ان يقول ان اسلاميي العالم يريدون بنا شرا واسترداد فلسطين كما يحاولون استرداد حلب والموصل؟؟ الغريب أن اسرائيل غابت تماما منذ نشوء تركيا الجمهورية الى تركياالاسلامية الاردوغانية الا في كتاب صفر مشاكل لداود أوغلو الذي اعتبر أن المشاكل مع اسرائيل صفر مثل كل المشاكل .. وبالطبع هي المشكلة التركية الوحيدة التي كانت صفرا وبقيت صفرا وستبقى صفرا الى الأبد دون نقاش ..
عجيب أمر هذا العالم الاسلامي المترامي الأطراف والمتلاطم بأمواج المشايخ واللحى والمؤمنين والمؤمنات أنك يمكن أن تجد ديناصورا حيا يسعى فيه ولكن لايمكن أن توجد فيه ورقة واحدة ضد اسرائيل تلوكها أسنان نتنياهو في الأمم المتحدة ويتسول بها؟؟ ان كل ماذكرت أعلاه لم تصدر عنهم ورقة واحدة طوال سبعين عاما موجهة ضد اسرائيل ..
تخيلوا أنه حتى في أدبيات السلطة الوطنية الفلسطينية – وهي المعنية الأولى بفلسطين – لايوجد شيء يخيف اسرائيل .. وعندما تختلف سلطة أبو مازن مع اسرائيل تحس أنك تقرأ في بيانات السلطة منشورات بلدية من بلديات عسقلان وهي تحتج على قرار حكومي للدولة العبرية أو في أحسن الأحوال احتجاجات حزب من أحزاب البيئة الاسرائيلية على نسبة التلوث دون زيادة أو نقصان من مثل عبارات ان الوضع متأزم وان هذا لن يفيد عملية السلام؟؟ حتى في أوراق حماس الجديدة (نسخة مشعل وهنية) ذابت اسرائيل مثل فص الملح في فيضان الربيع الاسلامي ولم يتمكن نتنياهو من ابراز ورقة حديثة من مكتب خالد مشعل أو اسماعيل هنية تحرض فيها حماس العصرية على اسرائيل .. بل ان كل بيانات حماس المحدثة صارت تشبه نشرات الطقس عن احتمال هطول زخات رعدية من الأمطار أو أن الطرق السياسية غير سالكة .. على العكس فان خصوم نتنياهو يرفعون في وجهه في الكنيست اتفاقات وتعهدات حماس بالتهدئة مع اسرائيل لربع أو نصف قرن كامل ويعتبرون ذلك خيانة من نتنياهو الذي لايجب أن يقبل أي عرض من حماس سوى التبرؤ من فلسطين ..
بالرغم من أن العلاقة التراثية هي الوحيدة التي يجب أن تربطني بالسيد علي الخامنئي باعتبار أن جميع فلاسفة المسلمين هم من الفرس – باستثناء وحيد هو الكندي – فانه لاتربطني بالسيد علي الخامنئي شخصيا وعقائديا وايديولوجيا الا شراكة صفحات الكتاب الذي حمله نتياهو .. أي الاحساس بأن اسرائيل لوثة وخطيئة أخلاقية وانسانية ويجب أن يتم تصحيح هذه الخطيئة لأن كل مايحدث في الشرق وكل هذا الهدم والدم هو بسبب اسرائيل ومن أجل اسرائيل .. وسنبقى ندفع ثمن هذه الخطيئة حتى يتم تصحيحها .. ولاشيء آخر يربطني به على المستوى الشخصي .. ولكن في صفحات ذلك الكتاب عن فلسطين يقترب السيد علي الخامنئي من عقلي ومن قلبي .. وأقترب من قلبه وعقله .. وأنحني احتراما لاحترام الذات واحترام العقيدة والشجاعة في قول الحق وتجنب الرياء والنفاق واحتراما للرجل الذي يخيف اسرائيل حتى بكتاب .. هذا النوع من الكتب والمنشورات والانسجام بين الممارسة والسياسة والكلام هي التي تربطني بأي شخص في العالم وليس لون عمامته ولا حجمها ولاوسعها ولاارتفاعها ولا نوع الأدعية ولا لون القباب .. وهي التي تقرر لي يقيني من شكي باخلاص الرجال لمبادئهم .. وهي الأوسمة على صدور الرجال وصدور الأمم ..
والى أن يرفع نتنياهو كتابا آخر لمسلم آخر أو عربي آخر في أي منبر في العالم لابد أن أقول بأن بعض الفرس الصفويين لاشك أصدق من كثير من العرب (جماعة كنتم “خير أمة أخرجت للناس”) .. وأخشى أن أقول بأنهم منسجمون مع أنفسهم أكثر من كثير من المسلمين .. وأن هؤلاء الذين يسميهم الثوار بالصفويين المجوس الكفار والروافض هم مايخشاه نتنياهو ولاينام الليل بسببهم ويقرأ كتبهم كلها حرفا حرفا .. وليس بين جميع المؤمنين والمؤمنات والمجاهدين والمجاهدات من يخشاه نتنياهو أو يقرأ له .. وليس بين جميع ملوك العرب وشيوخ العرب وكل تكبيرات العرب ومؤلفات العرب مايخشاه نتنياهو ..
لذلك محبتي واحترامي الى كل الروافض والمجوس والصفويين الذين يخيفون اسرائيل من أي عقيدة وانتماء في العالم وان كانوا من السيخ والبوذيين .. واحتقاري – كل احتقاري – لكل العثمانيين والوهابيين والاخوان المسلمين والعرب الذين يطمئنون اسرائيل .. هؤلاء الذين لاشك أنهم لاينتظرون الا محبة وتحية نتنياهو لهم الذي سيرفع في المرة القادمة شعار “رابعة” للاخوان المسلمين مكافأة لهم أو شعار (باقية) للدولة الاسلامية الداعشية الذي يشبه شعارا شهيرا اسرائيليا يقول (ان اسرائيل وجدت لتبقى) .. ومنه جاء شعار الاسلاميين عن دولتهم داعش بأنها (باقية) ..
وعصابة (باقية) تلتقي مع عصابة (وجدت لتبقى) في العداء للصفويين والمجوس والروافض وكل أحرار العالم الذين لاشك يستحقون الانتصار على العصابتين وعلى كل العصابات التي تسير معهما وتمشي في طريقهما .. وسحقا للخونة والمرائين والمنافقين وان كانوا من أقحاح العرب وأقحاح المسلمين ..
التعليقات مغلقة.