في يوم المرأة العالمي … الشهيدة ” دلال المغربي ” فدائية عصية على النسيان
الأسبوّع الأوّل من شهر آذار – مارس ، أحكمت الفتاة دلال المغربي حقيبتها ، لم يكن داخل هذه الحقيبة ” أدوات أنثوية ” لتزيين الوجه ، بل سلاح ، وخارطة فلسطين قبل التشويه الصهيوني ، وأوراق عن ذكريات في معسكرات التدريب العسكري . عام 1958 ، وفي مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين داخل لبنان ، بزغت ” دلال ” بعد عشرة أعوام من النكبة الفلسطينية عام 1948 .
كانت ” دلال ” منذ أن ” اشتد عودها ” حريصةً على اقتفاء الوسيلة للعودة إلى فلسطين ، فلم تكترث بضنك المخيم وبؤسه المعيشي ، وهي من أسرة يستبد بها العوز ، إلا أنّها تجاهلت الضرورات المعيشية والمادية ، فجرّت قدميها نحو معسكر تدريب عسكري في مخيم صبرا ، بالرغم من أنّها انتخبت ” التمريض ” مهنةً ، إلّا أنّ العمل الفدائيّ كان يستحوذ على رغبتها .
استطاعت دلال أن تحظى برتبة ” ملازم ” ، بعدما أنهت دورات تدريبية عام 1977 ، ثم ذهبت إلى كتيبة الشهيد أبو يوسف النجّار ، وهي كتيبة العمليات الخاصة ضد الاحتلال الإسرائيلي . في ذلك الوقت كان الفدائيون الفلسطينيون يخطّطون لعملية فدائية ، وهي عملية ” كمال عدوان عام 1978 ” . لكنهم ارتأوا حينها أن يختاروا ” دلال ” ضمن المجموعة الفدائية التي ستواجه أمواج البحر حتى تصل إلى شواطئ فلسطين .
بدأت دلال والمجموعة الفدائية تدريبات عسكرية منهكة ، وقرّرت القيادة العسكرية الفلسطينية تحديد يوم السبت 9/3/1978 موعدًا للعملية . كانت دلال قد كتبت وصيتها ، وطالبت بأن تكون البنادق الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي فقط . عبر زورق جدّفت دلال نحو شواطئ فلسطين ، وبعد ليال تصطك العظام من برودتها ، تراءت فلسطين لدلال ، فصاحت صيحةً أيقظت الأحلام : ” وصلنا فلسطين يا شباب ” .
هبطت المجموعة إلى الشاطئ ، واقتفوا الطرق التي يمرّ من خلال الجيش الإسرائيلي ، فاحتجزوا باصات ، واشتبكوا ، ورفعوا العلم الفلسطيني ، وأدّت دلال تحية عسكرية للعلم ، وهتفت : ” بلادي بلادي .. لك حبي وفؤادي .. فلسطين يا أرض الجدود .. إليك لا بد أن نعود ” ، ليمزّق الرصاص الإسرائيلي جسدها . جاء بعدها ” يهودا باراك ” رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وجثى عند جثة دلال ، ولم يصدق أنّ فتاةً استطاعت أن تذعر الجيش الإسرائيلي .
رفض الاحتلال الإسرائيلي تسليم رفاة دلال المغربي لحزب الله أثناء صفقة التبادل عام 2008 ، ولا تزال دلال أسيرةً في مقبرة الأرقام .
كتبت دلال وصيتها قائلةً : –
وصيتي لكم أيها الإخوة، حملة البنادق، تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني، وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني، فاستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة، لكل الفصائل أقولها لإخواني جميعًا أينما تواجدوا، الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه.
التعليقات مغلقة.