المرأة في مجتمع “ديكة القبيلة” : آلة لتفريخ العبودية / العميد ناجي الزعبي

العميد ناجي الزعبي ( الأردن ) – الإثنين 9/3/2020 م …




في الثامن من آذار من كل عام تتسابق الفضائيات والإعلام للحديث عن حرية المرأة وتبعيتها واضطهادها ، فلم يعاني احد على مر العصور كما عانت المرأة، وكما خاضت عذابات لا حصر لها،  ففي الشرق تعتبرا المرأة  عورة ، صوتها ، شعرها ، يديها ، اي جزء من جسدها عورة وعار  ، ويمنع ذكر اسمها  بالعزاء وبالفرح ويتفادى  الرجال ذكر اسماء النساء  ويسموها  العيلة ، ام العيال ، ام فلان ، المدام ، وزارة الداخلية، في بطاقات الافراح يسمونها كريمة فلان وعند النعي يسمونها ام او زوجة فلان.
كان  الرجال  يقولون؛  (مرة حيشاك ) ناقصة عقل ودين ، وشاوروهن وخالفوههن ، ويعتبروها من ممتلكات الرجل ، وعند خروجها بصحبة زوجها تسير خلفه ولا يجوز ان تسير الى جانبه ، وعندما تفقد زوجها وتتفرغ لتربية اطفالها يقال عن ابنائها ؛ (ترباية مرة )، وعند تقدم الرجل لخطبة فتاة يضع الرجل  يده بيد والد المرأة ، اًو شقيقها ، اًو ابنها وتغيب عند كتابة العقد ويمنع عليها حضور مراسم عقد الزواج ويشترط على الرجل تقديم مهر ومؤخر وتوابع اخرى حتى لو كانت المراة تعمل ذات مناصب ودخل عالي ومكانة علمية واجتماعية وفكرية .

يحتفظ الرجل بحق الطلاق ، والولاية على المرأة ، والزواج بأربعة نساء ، وما ملكت يمينه ، وحق قتل المراة التي يشتبه الرجل بجنوحها او خيانتها مجرد ان يساوره هاجس الخيانة ويصبح قتلها مدعاة لفخر كل ديوك القبيلة وفحولها ، ويُمنحُ الرجل بركات مجتمعه في هذه الحالة ،  فمن حق الرجل ان يحب ويزوج أربعة نساء ولا يسمح له شرفه ولا مذهبه ولا أعرافه ولا منطق الاشياء مشاركة زوجته برجل آخر  وكأن المشاعر حكر على الرجل الذي يتسلح اما بالدين -الذي اشترط (بالدين الاسلامي) العدل ، والعدل ينتفي بمجرد المساس بمشاعر المرأة وإنسانيتها وقيمتها ككيان ومكون انساتي ، كما يملك حق  السماح لها بالسفر  بصحبة ابنائها ، ولا تمنحها القوانين الحق بمنح الجنسية لابنائها كالرجل .
تُمنح المرأة العاملة اجرا اقل من الرجل ونصف الارث من الوالدين برغم ان  الحياة تقسو على المراة اكثر من الرجل !! ، ولا تُقبلُ  شهادة المرأة بالمحاكم ويتطلب الامر امرأتين في بعض الحالات والشرائع والمذاهب  !!
وقد تعمل المراة بمؤسسة مختلطة لكن عند تقديم القهوة للضيوف بمنزلها تنادي على زوجها من خلف الباب ليعمل على تقديمها لهم، يريد الرجل منها ان تعمل وتكون ربة منزل ومربية وتكنس وتطبخ وتقوم بالمهام المنزلية وتربي الاطفال وترضعهم  وتصحو مرات عدة بالليل لترعاهم ، وتصحو باكرا لتعد له وجبة الافطار وقهوة الصباح وان تكون كعارضات الأزياء معطرة مسرحة الشعر في أمسياته ، ويعيّرها بترهل جسدها برغم انها حملت بأطفاله ولا يلتفت لجسده الذي ترهل بدون معاناة وآلام الحمل وعذاباته ومخاضاته، كما يريدها ان تخفض صوتها عند ثورته،  وان تتذكر انه الرجل وهي ( الضلع القاصر ) ، يريد الرجل كل شئ منها ولا يسمح لها مجرد التفكير بان تمتلك إرادة ورأي يصنع منها أمة وعبدة ، وجارية ، وقطعة اثاث من ممتلكاته ثم ينتظر ان تربي ابنائه ، كيف يمكن لمجتمع يضطهد المرأة ويدينها عندما تحب ويعتبر الرجل فارساً يستحق الإعجاب بسبب غزواته النسائية ، ان يكون مجتمعاً من الأسوياء وان يحصل على  إنسان سوي يخّرج جيلاً من الأسوياء.
قد يخرج الاثنان للعمل،  المرأة والرجل، لكن شريطة ان تكون المرأة قد قامت بكل الواجبات المنزلية ،  وان يعودا معاً وهي ملزمة بإتمام الواجبات المنزلية كافة بينما يعتبر الرجل ان بمساهمته بهذه الواجبات نقيصة وعار .
حرر الرجل من جاهليته وتبعيته ودونيته  لتتحرر المرأة والمجتمع ، وحرر المرأة ليتحرر الرجل، يقول المفكر الفرنسي شارل فورييه المجتمع  الذي يضطهد المرأة مجتمع غير حر بالضرورة  ، وليس ذكورياً كما يِشاع بل مجتمع من الارقاء  والمُضَهَدين  والعبيد يعانى فيه كلاهما المرأة والرجل من التبعية والاضطهاد  للطبقة المهيمنة  وينبغي نضال كلاهما تحت راية ثورية واحدة لتحقيق التحرر الاجتماعي ،  وعند تحرير الرجل ستتحرر المرأة بالضرورة فالعلاقة عضوية جدلية – ديالكتيكية – اذ ترتهن حرية كلاهما بازالة الفوارق الطبقية وتحقيق مجتمع العدل والمساواة المطلقة.

قال لينين: لا ثورة بدون مشاركة المرأة ، ولا تحرر وطني واجتماعي بدون الثورة .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.