السودان ..رحم الله أيام البشير / اسعد العزوني

نتيجة بحث الصور عن البشير والبرهان

أسعد العزوني ( الأردن ) – الثلاثاء 10/3/2020 م …




بداية لا بد من التأكيد على أن إزاحة فخامة الرئيس  الفريق عمر البشير عن الحكم في السودان،لم تكن بسبب “ديكتاتوريته وفساده”،بل لأنه خالف أوامر وتعليمات البترودولار العربي والمراهقة السياسية الخليجية ،ورفض إستقبال “كيس النجاسة” حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو،الذي أعلن في تصريح رسمي وعلني بعد زيارته العائلية  لمسقط ولقائه بالسلطان الراحل قابوس ،أن محطته التطبيعية المقبلة ستكون في الخرطوم،وقد مارس فخامة الرئيس البشير ما أملاه عليه ضميره  وشرفه العسكري ،ولم يذعن لإملاءات البترودولار رغم الإغراءات،فانتقموا منه بتمويل حراك سوداني ظاهره مشروع وباطنة من عمل إبليس،وإنطلت الحيلة على أهلنا الطيبين في سودان الكرامة والعز، الذي كان في عهد السلطان علي دينار يتعهد الحج إلى بيت الله ويكسو الكعبة على حسابه الخاص.

نجحت مؤامرة البترودولار العربي والمراهقة السياسية الخليجية ،التي أخذت على عاتقها تمهيد الطريق امام مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية لغزو العالمين العربي والإسلامي بالتطبيع المجاني،وجاؤا بأحد موظفي الأمم المتحدة السودانيين وهو دولة الرئيس حمدوك الذي خرج من السودان عام 1987 وعاش في بريطانيا وإثيوبيا ،بمعنى أنه لم يتعرض لظلم من حكم البشير لينقلب عليه ،وإنما سلموه الدفة كونه موال للبترودولار في الإمارات،ولكنه ولعجزه عن القيام بهذا الدور إستعان بعسكري هو حميدتي  الذي لا يحسن الإدارة المدنية ،وبالتالي تعمقت مشاكل السودان والسودانيين الإقتصادية على وجه الخصوص.

تفيد التقارير الواردة من السدوان أن الحكم الجديد لم يهوّن شيئا على السودانيين ،فغول الغلاء الفاحش ما يزال يزأر في السودان ،وكذلك طوابير الوقود والخبز،كما ان السودانيين لم يحظوا بالديمقراطية الموعودة ،تماما كما حصل مع أهلنا في العراق  الذين ما يزالون يسبحون بدمائهم منذ الغزو الأمريكي المدعوم بالتحالف الدولي ربيع العام 2003 حتى يومنا هذا.

جاءت “محاولة إغتيال دولة الرئيس حمدوك اليوم ،والتي تم تفجير موكبه عن بعد ،وقيّض له الله النجاة،عشية زيارة مسئول في الخزانة الأمريكية  لرفع السودان من قائمة الإرهاب لتمكن المجتمع الدولي من تقديم العون  على أيام الفريق البشير ، بمعنى أن هذه المحاولة تحمل في طياتها ألف سؤال وسؤال ، و ربما تكشفت خيوطها لاحقا،وهناك من يقول ان تلك المحاولة جاءت لتلميع صورة حمدوك الذي بات  الشعب السوداني يتذمر من سياساته وتحالفه مع العسكر الذين يمثلهم حميدتي الذي لا يريده الشعب وولاؤه خارجي،كما تهدف أيضا إلى تلميع صورته وإعادة إنتاجه من جديد،ونحن هنا لن ننصب أنفسنا حكما بين الخصوم لأن ذلك أمر سوداني ،هم الأقدر على كشف خباياه .

رغم تحالفه مع العسكر إلا ان دولة الرئيس حمدوك إستدعي الأمم المتحدة تحت البند السادس لحمايته من الجيش السوداني بحجة حماية الديمقراطية بعد مقابلة البرهان ل”كيس النجاسة”النتن ياهو ،كردة فعل مع أنه لا يعارض  التطبيع مع إسرائيل كونه غربي الفكر والولاء ويحمل جنسية أوروبية،ولا ننسى أنه كان شيوعيا لكنه يرى في  الحزب الشيوعي  السوداني ألد أعدائه بدرجة أكبر من الإسلاميين ،وهناك تخوف سوداني بأن يتعرض الإسلاميون في السودان لاحقا إلى حملات تنكيل بشعة.

ينادي دولة الرئيس حمدوك بتغريب  السودان وإنتشاله من محيطه العربي والإنسحاب من جامعة الدول العربية،،ويرتبط بعلاقات وثيقة مع  إثيوبيا ،ولهذا إنحاز إليها ضد مصر في ازمة سد النهضة ،وهو مع الأفرقة أيضا ،كما أنه يريد إدخال السودان في المحور الأوروبي بدلا من الخليجي ،لكن مشكلته أن أوروبا ليست كريمة معه بمستوى كرم المراهقة السياسية في الخليج.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.