رغم توقيعه اتفاقا مع بوتين يبقى اردوغان عديما للمصداقية / كاظم نوري
كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 12/3/2020 م …
ما ان عاد اردوغان والوفد المرافق له من موسكو بعد لقاء له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغرق عدة ساعات بشان الوضع في سورية حتى بتنا نسمع على السنة المحيطين به مثل خلوصي وزير الدفاع واوغلو وزير الخارجية تصريحات طالما حذرت موسكو انقرة منها ووصفتها مرات عديدة ب” التصريحات الا ستفزازية” وطالبت بوقفها لكن ” الطبع يغلب التطبع” و يبدوا ان من يحكم تركيا اليوم يعيش على الاستفزازات بعد ان افلح اكثر من مرة بجر دول اوربية الى دفع الملايين لحكام تركية بحجة مساعدة المهجرين السوريين هذه الورقة التي اصبحت بالية لكثرة استخدامها من قبل انقرة ولم تعد تثير اهتمام المجتمع الاوربي حتى بحضور اردوغان نفسه الى بروكسل بعد ان تبين ان هناك قلة بين السوريين المهاجرين الذين فتحت لهم تركيا الحدود للتسلل الى دول الاتحاد الاوربي وكانت اشبه بالفضيحة الى اردوغان تضاف الى فضائحه في سورية وليبيا وغيرها من المناطق التي يدس اردوغان انفه فيها بحجج وذرائع كاذبة ..
وبصرف النظر عن ما تناولته وسائل الاعلام عن انتظار اردوغان لحوالي دقيقتين امام باب مغلقة ” بالكرملين” قبل ان ان يلتقيه بوتين وصورت وسائل الاعلام على ان ذلك اهانة مقصودة لاردوغان كما ردت وسائل الاعلام التركية بمشهد هو الاخر مماثل ضد بوتين لكن متى لا احد يعلم محاولة ان تظهر ان هناك تعادلا بالمشهد بصرف النظر عن كل ذلك فالعبرة بالنتائج وليس وليس بالمشاهد التلفزيونية المفبركة .
القيادة الروسية ليست ساذجة وتعرف مع من تتعامل انها ” تركيا” العضو في حلف عدواني شرير بالعالم تقوده الولايات المتحدة يحكمها شخص لايؤتمن جانبه” ناتو” وهناك اكثر من تجربة خاضتها روسيا مع حكام من هذا النمط والى من يتصور ان اعتراف اردوغان باكثر من 100 قتيل وجريح من جنوده في ادلب جاءت عفوية ابدا لا. لان موسكو تعلم جيدا ان هؤلاء الجنود الذين كانوا يدعمون الارهابيين في ادلب والمناطق التي حررها الجيش السوري وحلفائه قتلوا بصواريخ روسية وربما بمشاركة سلاح الجو الروسي الى جانب الطيران السوري وان اردوغان يعلم لك .
اما الحديث عن ” تحييد اكثر من الفي عسكري سوري” وفق تصريحات مسيلمة انقرة فلا يوجد من يصدقها اصلا ولو كان هناك عدد بهذا الحجم من الجنود السوريين لتدخلت موسكو لكن هذا الرقم موجود فقط في عقلية اردوغان المصابة بلوثة .
هناك من لايزال يتفاءل بشان التزام انقرة بالاتفاق الجديد لوقف اطلاق النار في الشمال السوري الذي جرى الاتفاق عليه في موسكو مؤخرا لكن واقع الحال يؤشر عكس ذلك لاسباب عديدة منها ان اردوغان لم يتعظ من الدروس ويتعامل بطريقة الثار فنراه يرسل المزيد من الارتال العسكرية التركية الى الشمال السوري وفق وكالة الاناضول التركية وان جميع المسؤولين من عسكريين ومدنيين لن يكفوا عن الكذب واستفزاز الجانب السوري وحلفائه واصدقائه.
وفي اطار الاكاذيب والاستفزازات التركية التي تثير غضب موسكو وحذرت منها مرارارقال خلوصي وزير الدفاع التركي ان موسكو وجهت تحذيرا صارما الى دمشق لانتهاكها وقف اطلاق النار بعد الاتفاق الاخير في الوقت الذي اكدت فيه وزارة الدفاع الروسية ان الارهابيين انتهكوا اتفاق وقف اطلاق النار عشرات المرات وقاموا بقصف مدن ومناطق تقع تحت سيطرة الجيش السوري وهي مناطق سورية وليست تركية وقد رد الجيش السوري على مصادر النيران.
كما اخذ ساسة اردوغان وفي المقدمة تشاويش اوغلو وزير الخارجية يتحدثون عن امكانية تفعيل منظومة ” اس400″ الروسية موضوع الجدال بين واشنطن وانقرة في مستهل شهر نيسان .
ولم تخل تصريحات المسؤولين الاتراك من الحديث عن ” عودة الجيش السوري” الى ما قبل الاتفاق وكانهم يتحدثون عن اراضي تركية وليست سورية جرى تحريرها بالدماء والضحايا من ارهابيين تدعمهم انقرة.
ان الحديث عن عودة قوات الجيش السوري الى مواقع سابقة بات مسالة مستحيلة لان ما قام به من اعمال عسكرية كانت من صلب اتفاق تسوتشي الموقع بين الرئيسين بوتين واردوغان وان الاخير لم يلتزم بالاتفاق رغم مضي اكثر من عام على توقيعه مما دعا الجيش السورية وبدعم من حلفائه واصدقائه وفي المقدمة روسيا الى مساندته ودعمه في طرد الارهابيين من تلك المناطق بعد ان تملصت تركيا من تنفيذ اتفاق تسوتشي.
ووفق ما تقدم فان الاتفاق الاخير في موسكو ما هو الا استراحة المقاتل الذي بدا مشواره لتحرير الارض وطرد الارهابيين والداعمين لهم من غزاة في الشمال السوري وان لاعودة الى ما يتحدث عنه اردوغان وغيره ولا نظن ان الالاعيب والاكاذيب ووسائل البلف والخداع تنطلي على دولة مثل روسيا وهي تمتلك قيادة بهذا المستوى والقدرات الفائقة على كافة الاصعدة وخاصة على الصعيدين السياسي والعسكري وانها لابد وان تاخذ بالحسبان مصالحها الوطنية لكن ذلك لن يحصل على حساب التفريط بالحلفاء والاصدقاء وسورية في مقدمة الاصدقاء.
التعليقات مغلقة.