أسعد العزوني يكتب عن عجلون: جنة الأردن … الماء والخضراء والمواطن الكريم
الأردن العربي – الخميس 12/3/2020 م …
كتب أسعد العزوني:
يوم ولا أجمل قضيناه في بقعة أردنية ولا أبهى وأشبه بالجنة ،هي عجلون التي حق القول عنها إنها جنة الأردن ،ففيها الماء والخضراء والمواطن الكريم ،وكان ذلك بدعوة من حارس البيئة الأردنية الأمين الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ،بمناسبة إفتتاح العبارة الهوائية في الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة بمحمية عجلون الطبيعية الخضراء البهية.
عجلون أو جلعاد كما عرفت عند الأقدمين ،والتي تعني الصلابة أو الخشونة ،سميت بهذا الإسم نسبة إلى راهب إتخذ من دير له في في عوف”بني عوف” في منطقة القلعة للتعبد،وهي حلقة الوصل بين بلاد الشام وساحل البحر الأبيض المتوسط،وهذا ما دعا القائد صلاح الدين الأيوبي للإيعاز إلى أحد قادة جيشه عز الدين أسامة ببناء قلعة الربض عام 1114 م.
جاء إسم عجلون نسبة إلى أحد ملوك مؤاب عجلون الذي حكم قبل التاريخ ،وهو لفظ سامي ،أما تسميتها بحلعاد فجاءت نسبة إلى الرحالة الأندلسي الذي زار عجلون عام 1165م،وهي منطقة إستراتيجية بين أرض الفرات وأرض النيل،وهي تجمع المجد من أطرافه من ناحية ما تتمتع به من جماليات المكان التي لا تحصى.
لو تصفحنا دفتر عجلون التاريخي لوجدنا إنها متحف مفتوح يعج بآثار الأقدمين وكنوزهم،كما إنها أثرت الساحة الأردنية بإبداعات أبنائها وبناتها أمثال الأديبة عائشة الباعونية والعالم إسماعيل العجلوني ،ومن أعلامها اليوم الأخ والصديق المبدع إبراهيم العجلوني،وزارها إبن بطوطة وتغنى بجمالها.
عجلون في العصر الحديث متنفس الأردن السياحي وقبلة الباحثين والمتنورين،وهي منارة علم وأدب وتاريخ ترفد الأردن بالعديد من المبدعات والمبدعين ،وهي بحق فخر المدائن ولكن…..في القلب غصة يا عجلون!!!!!؟؟؟؟
جماليات المكان تبهر الزائر لها فهي مكان للتنزه ،ودير للتعبد والتفكر،وقلعة للتبحر وإستذكار الماضي،وهي جنة الأردن التي تجمع المجد الجمالي من كافة الأطراف،ففيها جداول وعيون الماء ،وتبهجك زقزقة العصافير في الغابات ،وخضرة المساحة التي تغطي لون الأرض ،ويخال الزائر أن عجلون معجونة بالأخضر،كما إنها منطقة للإبداع ،لأن كل ما فيها يشرح النفس ويفتح خلايا المخ التي أقفلتها ضوضاء وتلوث المدن ،وتفتح شهية الإبداع لمن أراد أن يكتب تاريخا أو حاضرا أو مستقبلا،فإلهام عجلون لا حدود له،وسحرها أخّاذ ومن يزورها مرة يترك فيها أثرا من نفسه ،ويأخذ منها ما يعبر عن جمالها .
تؤنس عجلون زوارها بجمالها وتدفعهم لطرح الأسئلة عن سبب غياب البرامج الحكومية لدعم التنمية في محافظة عجلون سفيرة الجمال الأردني إلى العالم،وهي تدخل الطمأنينة في نفوس زوارها بكرم أهلها الطيبين الذين ما إن يصدفوا زائرا حتى يفننوا في عرض كرمهم عليه بدعوته إلى بيوتهم ،مع علمهم انه جاء إلى المنطقة بمهمة ،ولكنها طبيعة أهالي عجلون الذين ورغم الغصة في قلوبهم ،يأملون من الجهات المعنية الرسمية بطبيعة الحال ،أن تلتفت إلى منطقتهم لدعمها ..وذلك ليس على الله ببعيد.
التعليقات مغلقة.