نتنياهو يحتمي بالكورونا .. فهل ينجح ؟ / د. هاني العقاد
د. هاني العقاد ( فلسطين ) – السبت 14/3/2020 م …
بدت الكورونا الخطر الكبير اليوم ليس في اسرائيل وانما في العالم بأسره مع فارق ارتفاع معدل انتشار الفيروس في اسرائيل خلال الايام الماضية الذي بات مقلقا لكل الدول المجاورة وخاصة للسلطة الفلسطينية , الفيروس يهاجم بشكل خطير كل مكان وكل تجمع في اسرائيل , قواعد الجيش , مقرات الشرطة , المستوطنات الكبري المدن , الموشافات , لذا اغلق نتنياهو المؤسسات التعليمية واوقفت الصلوات في الكنس وتم تخفيف زيارات حائط المبكي ( البراق) واغلقت الفنادق والمسارح والجامعات وخفضت الحركة في الاسواق وبدت الشوارع فارغة خاصة في عاصمتهم تل ابيب, الكورونا في اسرائيل قد تصل الي حد الوباء في غضون ايام وقد يصاب الالاف في اسرائيل بسبب انفتاح اسرائيل علي العالم واتوقع ان تشل الحياة الطبيعية في اغلب المدن والمستوطنات وتتهدد كل قطاعات الحياة لان هناك تسجيل حالات جديدة بالاصابة كل ساعة , لن يسلم الجيش بمختلف قطاعاته ولاحتي افراد الامن حتي لو اتخذت اسرائيل اجراءات غير مسبوقة من الحماية لان الفيروس سكن اسرائيل مبكراً . نتنياهو فاق متأخراً وادرك خطورة الامر بعد تقارير وصلت مكتبة بتفاقم الامروتصاعد اعداد الاصابات بسبب سرعة تفشي الفيروس , خرج نتنياهو بمؤتمر صحفي قال فيه “ان الكورونا تنتشر في كل انحاء العالم بصورة لم يتوقعها من قبل والفيروس انتشر في اسرائيل ببطء ومن ثم انتشر بصورة كبيرة جدا ” وكأنه يدافع عن نفسه وانشغالة عن هذا الامر لكنه انتبه ان الكورونا قد تحميه وتساعده للبقاء علي سدة الحكم فترة اطول من الان فصاعداً.
نتنياهو في مؤتمرالصحفي الهادف الي تنبيه الجمهور الاسرائيلي الي خطورة ما تتعرض له دولة الكيان قال ” ان 60 – 70 % من المواطنين قد يصابون بالكورونا وان نسبة الوفيات في اسرائيل قد ترتفع بشكل كبير خلال ايام ” وما يقصده نتنياهو يعني ضرورة انهاء كل اشكال الخلاف السياسي علي الحكم في اسرائيل والتوافق علي حكومة وطنية عاجلة يراسها هو لمواجهة كل المخاطر التي تتهدد حياة مواطني اسرائيل وصحتهم وتجنيد كل ما تملك الدولة لهذا الغرض وبالتالي توجه نتنياهو الي بيني غانتس ودعاه للاجتماع لوضع الخلافات جانبا ولاسراع في تشكيل حكومة طوارئ يكون هو علي راسها وتقسم الصلاحيات بالشراكة بين اعضاء الحكومة من اجل ادارة ازمة الكورونا لكنه رفض اي وجود لا عضو عربي بالحكومة متهما ايها بالارهاب من جيد في رد علي تصريح سابق لرئيس ازرق ابيض ان الحكومة يجب ان تشكل كل الاطراف السياسية في اسرائيل . غانتس من جانبه اعلن انه لا يمانع اجراء حوار جدي لمصلحة الجمهور الاسرائيلي في هذا الموضوع حسب ما كتب علي تويتر “ان ازرق ابيض بقيادته يدعم وسيواصل دعم النضال المشترك لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة النطاق” .
خطة لهروب نتنياهو من تهم الفساد والانتصار علي المعسكر الاخروتطبيق صفقة القرن وفرتها له الكورونا الذي استغل سرعة انتشارها في اسرائيل وكانها جاءت لتبقيه رئيسا لحكومة الطوارئ لمدة عام وتأخذ الكثيرين من شعبه , لعل إلتقاء المعسكرين في صورة حكومة وحدة وطنية ( طوارئ) بات ممكنا اليوم وبالتالي تكون معجزة في اسرائيل قد حدثت بسبب الكورونا , معجزة تاريخية انهت المسافات الكبيرة بين المعسكرين لفترة وبالتالي تكون الكورونا مدت الجسور بين الرجلين واتفقوا علي وضع الخلافات جانباً , قد يقبل نتنياهو بحلول وسط يطرحها بيني غانتس او العكس , لكنه لن يقبل ان يشكل بيني غانتس حكومة طوارئ بالاتفاق مع القائمة العربية وليبرمان وسوف يعمل بكل السبل للحيلولة دون ذلك اذا ما كان هذا خيار ازرق ابيض المقابل. لا استبعد ان ينخرط ليبرمان في حكومة الطوارئ وخاصة مع نتنياهو وبيني غانتس لانه يعتبر ان الوضع في اسرائيل بات معقدا ويتمني ان تبدا الكنيست بالعمل اليوم قبل غداً . يبدوا ان نتنياهو له حظوظ كبيرة ويستطيع تجنيد كل مسألة لصالحه ليبقي عنوان الخارطة السياسية في اسرائيل , لكن ان فشل هذه المرة فانني اعتقد انه لن ينجح بعد ذلك حتي في تشكيل حكومة ضيقة ب 61 مقعد من خلال احداث انقسامات واستخدم حيل ومؤامرات لسحب مقاعد من الكتل البرلمانية الاخري سواء ابيض ازرق اوالعمل جيشر او اسرائيل بيتنا.
احتماء نتنياهو بالكورونا دفعه للقبول باقل الخسائر علي صعيده الشخصي ووالقبول بتشكيل حكومة طوارئ دون ان يدفع ثمن كبير مقابل الاتفاق مع بيني غانتس كما هو الحال قبل الكورونا وبالتالي تكون هذه افضل الفرص التي لاحت لنتنياهو واستغل الازمه لصالحة , الكورونا التي تهدد اسرائيل اكثر من تهديد اخر حاول نتنياهو استغلاله من قبل ولم يتعاطي معها ازرق ابيض , قد ينجح نتنياهو هذه المرة لان الازمة في اسرائيل يعرف خطورتها الجميع ويدرك بيني غانتس انه لا مفر امامه سوي الاتفاق مع نتنياهو لمواجهة الكورونا والا فان مستقبل بيني غانتس وحزبه بعد ذلك سيكون علي المحك ولن يحقق اي نصر سياسي سواء علي صعيد قدرته علي تشكيل حكومة ضيقة او الفوز بذات المقاعد اذا ما فرضت الحالة السياسة في اسرائيل الذهاب لجولة انتخابات رابعة والتي قد تشكل حلا ما لنتنياهو لسبب مهم ان بقائه رئيسا للحكومة المؤقته بصلاحيات كاملة لفترة اطول يوفر له مساحة ليحارب من خندق رئيس الحكومة كل من الكورونا وبيني غانتس ومعسكره والقائمة العربية وحفائهم من تخلوا عن اسناده في وقت تتهدد فيه اسرائيل جملة من الكوارث اولها الكورونا وثانيها قومية الدولة وثالثها ايران وحزب الله في سوريا ولبنان .
التعليقات مغلقة.