كُرُونَا وشرورُ البشر ( شعر ) / عبد الله ضراب الجزائري
عبد الله ضراب الجزائري ( الجزائر ) – السبت 14/3/2020 م …
* كرونا أهون ما صنعت أيدي البشر في عالم يسوده القتل بالسّلاح ،والقتل بالتّجويع، والقتل بالخنا، والقتل بالتّجهيل
***
جاءتْ كُرُونَا فحلَّ الرُّعبُ والهَلَعُ … أهلا وسهلا لعلَّ البَغيَ يَرتدِعُ
جاء الوباءُ فَجَلَّى زيفَ مُجتمعٍ … أوْهَى فضائلَهُ الكُفْرانُ والطَّمَعُ
تَرَى الضِّعافَ عناءُ الجوعِ يقتلهمْ … والأثرياء غدَوْا يُفنِيهُمُ الشِّبَعُ
والدَّاءُ يُصْنَعُ من أجلِ الثَّرَى جَشَعًا … وقدْ يُبادُ ذَوُو البلوى بما صَنَعُوا
كم في المَوَاطِنِ من حَرْبٍ مُدمِّرةٍ… فمن يعالجُ من عانوا ومن فُجِعُوا؟
ومن يُواسي شعوباً لا مُعينَ لها … من شدَّةِ الضُّرِّ نحو الموت تَندفِعُ
كم ماتَ بالدَّاءِ ؟ انَّ الأرضَ صارخةٌ … قد بات يملؤني قتلى الألى قُمِعُوا
مَن يُقتلونَ بتجويعٍ وغطرسة ٍ… وفي حروبٍ تَجُذُّ النَّسلَ لا تَدَعُ
متى تفيقُ عقول النَّاسِ من خَبَلٍ … صُهيونُ يصنعه بالجهلِ يَنتفعُ
يُردي الفضيلة والأخلاقَ مُعتَبِرًا … مصائب الخلق أهدافا ، أما سَمِعُوا؟
يَرَى الشُّعوبَ دَواباً لا أمان لها … بالقهرِ يَحكمُها من تُنشِئُ البِيَعُ
البطشُ دَيْدَنُهُ فالظُّلمُ يُسعِدُهُ … والجوعُ والدَّاءُ والأوجاعُ والفَزَعُ
والتَّابعونَ ذيولُ الكفرِ في وطني … إلى الفسادِ وظلمِ النَّاسِ قد نَزَعُوا
والعالمونَ غدَوْا أحلاسَ صَهيَنَةٍ … فالمنهجُ اليومَ مطعونٌ بما ابْتَدَعُوا
يُسوِّغونَ الرَّدى والظُّلْمَ في طَمَعٍ … من ذا بفتوى شيوخِ البطنِ ينخَدِعُ ؟
***
جاءَ الوباءُ علاجاً للألى فسقوا … الضرُّ بالضرِّ في الأيام يَندفِعُ
أهلا وسهلا بكرونا وما فعلتْ … لعلَّ شرَّ بني الإنسان يَنقطِعُ
التعليقات مغلقة.