صواريخ بحر قزوين الروسية… اي رسائل تحملها وبأي اتجاه؟

 

الأردن العربي – كتب ذوالفقار ضاهر ( الجمعة ) 9/10/2015 م …

 يبدو ان العملية العسكرية التي بدأتها روسيا ضد الجماعات الارهابية في سوريا بدأت تفعل فعلها، فكل المؤشرات تظهر فعالية الضربات الروسية النوعية في الحرب الكونية الدائرة على الارض السورية.

وقد جاءت عملية إستهداف مواقع تنظيم “داعش” الارهابي بصواريخ من طراز “كاليبر” أطلقت من بحر قزوين وأصابت أهدافها بدقة عالية في سوريا، لتؤكد جهوزية الروس العسكرية وقدرتهم في المعركة ضد الارهاب، حيث عملت الولايات المتحدة وادواتها في المنطقة طوال الفترة الماضية على تأمين الغطاء اللازم للارهاب للتمدد والانتشار في سوريا والعراق.

وما يؤكد على فعالية الضربات الروسية، هو إعلان روسيا عبر وزير دفاعها سيرغي شويغو انها دمرت حتى الآن ما يقارب 40 % من البنية التحتية لتنظيم “داعش” الارهابي، بما يعني ان روسيا حققت خلال ايام معدودة ما عجز عن تحقيقه طوال عام كامل، ما يسمى “التحالف الدولي لمحاربة داعش” الذي تقوده واشنطن، فماذا يعني كل ذلك؟ وما هي الرسائل التي تحملها المشاركة الروسية في سوريا؟ وما هي الرسائل التي تحملها عملية إطلاق الصواريخ من بحر قزوين التي سارت 1500 كلم قبل ان تصيبها اهدافها بنجاح في سوريا؟

ولمن تريد روسيا إيصال الرسائل هل فقط باتجاه الجماعات الارهابية ام ايضا الى الداعمين من الدول الاقليمية او الغربية؟ وهل من رسائل توجه الى الداخل السوري او الى الداخل الروسي؟

حول كل ذلك رأى الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العقيد الياس ابراهيم إن التدخل الروسي في سوريا وحادثة اطلاق الصواريخ من بحر قزوين تضمنت رسائل كثيرة وفي جميع الاتجاهات، منها:

– رسائل للغرب واميركا: فروسيا بتدخلها سحبت البساط من تحت التضليل الاميركي بمحاربة “داعش” عبر ما يسمى بـ”التحالف الدولي”، وروسيا بتدخلها قالت للعالم اجمع ان من يريد ان يكافح الارهاب عليه التعاون مع الدولة والجيش في سوريا.

ولفت ابراهيم الى ان روسيا اوضحت للعالم ان هناك خداعا اميركيا وغربيا وان “التحالف الدولي” ليس إلا خدعة اميركية وكذبة غربية هدفها دعم الارهاب ومساعدة “داعش واخواتها” على التمدد والانتشار وليس محاربة الارهاب، واشار ابراهيم الى ان “الدليل على الخداع الاميركي والغربي يظهر عبر النجاحات الروسية التي دمرت خلال ايام اكثر من 40 % من البنية التحتية لداعش ما يؤكد فعالية واصرار روسيا على مواجهة الارهاب”، مؤكدا ان “مسار العمليات العسكرية حتى الآن هو مسار ايجابي وبدأ التنسيق الجوي الروسي والبري السوري يعطي نتائجه عبر تقدم مهم على اكثر من محور لا سيما في محافظة حماه”.

– رسائل لتركيا: روسيا عبر استخدامها لقوتها وعبر تدخلها قالت لتركيا ان روسيا جادة في الوقوف الى جانب الدولة السورية وفي حمايتها مهما تعاظمت شدة الميدان والى ابعد مدى ممكن، وبحسب العقيد ابراهيم فإن “روسيا أكدت أنها ستضع كل امكانياتها في خدمة هذا الهدف والدليل استخدام الصواريخ من بحر قزوين، فروسيا تريد انهاء داعش وانهائها من المعادلة الدولية ما يؤكد الحجم والعزم الروسي في الحفاظ على سوريا”.

واعتبر ابراهيم ان “تركيا فهمت الرسالة الروسية لذلك وان كانت تحاول الايحاء انها تعارض التدخل الروسي الا ان لها مصالح مع روسيا ولن تخاطر بها كرمى لعيون الارهابيين او كرمى لعيون السعودية او قطر”، وراى ان “تركيا ستعمل على مسايرة ومهادنة الروس وكسب ودّهم لان روسيا دولة عظمى لا يمكن معاداتها بشكل يهدد الامن القومي التركي”، وتابع ان “تركيا ستتعاطى بدبلوماسية وعقلانية مع الموقف الروسي”.

– رسائل للسعودية وقطر: نفس الرسالة الروسية الموجهة الى تركيا لا بد انها وصلت الى السعودية وقطر إلا انهما وبسبب سوء ادراكهما ووعيهما السياسي وبسبب تدني فهمهما الفكري لطبيعة المعركة قد لا تعملان على مسايرة الروس بداية، قبل ان يأتي الضغط الاميركي عليهما للقول يجب وقف دعم الارهاب في سوريا، ما يؤكد ان قطر والسعودية هما من ضمن الادوات الاميركية في المنطقة.

– رسائل لسوريا ولمحور المقاومة: روسيا اكدت لسوريا ولمحور المقاومة انه يجب الاطمئنان اكثر ويجب الثقة بقدرات الدولة السوري ومحور المقاومة وان القضاء على الارهاب بات قريبا وان لجم المشروع التكفيري الارهابي مسألة وقت.

– الرسائل للداخل الروسي: موقف روسيا اكد ان الشعب الروسي على درجة عالية من الوعي، لان الشعب الروسي يدرك رسالة القيادة الروسي جيدا بأن التدخل في سوريا هو لصالح حماية المصالح الاستراتيجية الروسية ولتأمين الامن القومي ودفاعا عن المصالح المباشرة للشعب الروسي وانه لصالح الحفاظ على الامن والسلم الدوليين وعن سيادة الدول ومنع انتهاك سيادة الدول وضرورة القضاء على الارهاب.

– رسائل للعدو الاسرائيلي: اشار ابراهيم الى ان “اسرائيل تبلغت الرسالة الروسية بأن سوريا خط احمر ولا يمكن بعد اليوم العبث بالامن السوري عبر استهداف الاراضي السورية او عبر دخول الطائرات الاسرائيلية الى الاجواء السورية خدمة للجماعات الارهابية”، وتابع ان “روسيا ابلغت اسرائيل ان الطيران الروسي مجاله الرسمي هو كل الاجواء السورية وصولا للمنطقة الجنوبية التي يحظر دخولها من قبل الطائرات الاسرائيلية كما هو الحال بالنسبة للطيران التركي في الشمال”.

– رسائل لحلفاء سوريا في آسيا: لفت ابراهيم الى ان “التدخل الروسي اوصل رسالة لحلفاء روسيا وسوريا في آسيا ما دفع بكوريا الشمالية الى الاعلان أنها جاهزة لضرب تركيا بالسلاح النووي ولدعم حلفائها في روسيا وسوريا ومنع كسر هذه القوة الدولية الصديقة”، واضاف ان “هذا الموقف يؤكد على تضامن هذه الدول وهذه القوى الصادقة والشريفة ضد المحور الاميركي الصهيوني التكفيري”.

ورأى ابراهيم ان “التدخل الروسي وما سبقه من صمود سوري سينتج قريبا تقدما على جبهتين:

أولهما: عسكري ميداني عبر التقدم الميداني العسكري في مجمل الاراضي السورية.

ثانيهما: دبلوماسي يتجلى بالانقسام الغربي حول تأييد سوريا وقيادتها، ما سينتج قريبا مزيدا من التأييد الغربي والدولي للتقارب مع الدولة السورية والبحث عن تعاون سياسي وعسكري معها لحل الازمة”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.