تطور الدعم الروسي لسوريا وإستمرار الدعم الإيراني وتأييد مصر- السيسى للدعم الروسي / أ.د.سعيد النشائي
أ.د.سعيد النشائي ( مصر ) السبت 10/10/2015 م …
رغم أنني قد بلغت عمر 68 عاما فهذه هي المرة الأولى التي أكتب دعما لخطوة يتخذها نظام من نظم بلادي وهو فى الحكم. فلقد كنت ولا زلت شديد التناقض مع النظام الناصري بسبب ديكتاتوريته وإضطهاده لكل الإتجاهات السياسية المعارضة له, هذا الإضطهاد الذى وصل إلى درجة التعذيب حتى الموت (د. شهدي عطية الشافعي على سبيل المثال وليس الحصر) والإعدام بعد محاكمات شكلية (العاملين الشابين خميس والبقري والأخونجى سيد قطب, على سبيل المثال وليس الحصر), أما الإعتقالات لمدد طويلة دون تهم حقيقية والتعذيب دون موت فحدث ولا حرج. ذلك طبعا بالإضافة إلى كل أشكال الديكتاتورية الأخرى المعروفة عن النظام الناصري وبذور الفساد التي زرعت ولا زلنا نعيش فيها حتى الآن. وعندما بادر النظام ببعض الخطوات الجيدة مثل تأميم قناة السويس والإصلاح الزراعي فقد كان من الطبيعي أن أوئيدهم ولكنني كنت طفل فلم أكتب عن ذلك.
كانت هزيمة يونيو 1967 الكارثية تجسيد لكل أخطاء هذا النظام الذى لم يصمد لحظات أمام الضربة من الإستعمار والصهيونية وعملائهم فى المنطقة. كنت فى هذا الوقت على وشك التخرج من كلية الهندسة –جامعة القاهرة, ولم أكتب ولكن شاركت فى المظاهرات ضد النظام بعد محاكمات الطيران الفاشلة. ونظرا لبيروقراطية هذا النظام الفاشل فلم يسجلوا معارضتي هذه وتم تعيني كمعيد فى الكلية بعد تخرجي حيث كنت من الأوائل. وفى صيف 1969 بينما كنت فى خارج البلاد لأسباب علمية تذكروا هؤلاء البيروقراطيين أنني معارض للنظام وفصلوني من الكلية وقرروا أيضا سجنى, ولم أعود وأتممت دراساتي للماجستير والدكتوراة وحصلت على الدكتورة عام 1973 فى الخارج . وفى نفس العام بطرق مختلفة تم إلغاء قرار حبسي وفصلي من الجامعة وعدت عام 1974 وأصبحت مدرس ثم أستاذ مساعد عام 1979 ثم أستاذ عام 1984.
ظللت طوال هذه الفترة , وقبل أن أسافر لمملكة عصابة آل سعود عام 1986 , معارضا بشدة لنظام السادات الذى نقل مصر من النظام الناصري الوطني الفاشل الديكتاتوري إلى نظام عميل للإستعمار والصهيونية ومدعى للديموقراطية كذبا, إلخ. نظام السادات أقام تمثيلية 6 أكتوبر 1973 مستخدما الدماء المصرية العظيمة لتحقيق طبخة الخيانة الكبرى فى إتفاقيات كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني مغتصب فلسطين. ولكي لا نطيل فى هذا الجانب وهو ليس أساس المقالة فإنني أوجه القراء إلى الكتابات الممتازة حول الموضوع للمناضل الشاب محمد سيف الدولة وأيضا الكتب الهامة للمشيرين الشاذلي والجمسى وأيضا كتابات وزراء الخارجية المصريين فى ذلك الوقت الذين رفضوا هذه الإتفاقات: إسماعيل فهمي وإبراهيم كامل.
أدى أختلافى الشديد مع الخائن الفاسد السادات الكثيرة السياسية والعلمية أن أعاد فصلى من الجامعة أنا وزوجتي وأثنين من المعيدين العاملين معنا وتم نقلنا إلى وزارة الصناعة شكليا والبقاء فى المنزل عمليا فى سبتمبر 1981 وبعد شهر واحد فى 6 أكتوبر 1981 قام الإرهابيون بإغتيال السادات فى المنصة وعدنا جميعا لأماكننا فى الجامعة. وفى عام 1986 سافرت لمملكة عصابة آل سعود كأستاذ فى جامعة الملك سعود فى الرياض وتابعت كل سياسات مبارك خليفة السادات وعصابته وتأكدت أنهم أسوء وفهمت لماذا قام الإرهابيون , الذين هم عملاء الإستعمار والصهيونية منذ 1928 , بإغتيال السادات عميل الإستعمار والصهيونية فالسبب أنهم يريدون من هو أسوء وكان الصهيوني مبارك هو إختيارهم
صبر الشعب كثيرا على الصهيوني مبارك وعصابته وكلهم لصوص حتى إنتفض الشعب فى 25 يناير 2011 ولكن بدلا من الأطاحه بهم وتسليم البلاد لشرفاء, أستلم البلد فى 11فبراير المجلس العسكري المباركي بقيادة طنطاوي وعنان الذين ليسوا أقل سؤا من مبارك وعصابته بل ربما أسوء لأسباب يطول شرحها. وأستمر هذا النظام العسكري الفاسد فى الحكم حتى سلم البلاد تحت ضغط أمريكي-صهيوني إلى أسوء ما هو ممكن!!!إلى من يطلق عليهم الأخوان وهم غير الحقيقة لا أخوان ولا مسلمين ولكن عملاء للإستعمار والصهيونية منذ أن أنشأهم الإستعمار البريطاني أوائل القرن الماضي ( 1928) وإستمروا طوال هذه السنوات وحتى الأن وفى المستقبل يعملون كعملاء ويخدعون الشعب بمواد تموينية يحصلون على أموالها من عملاء للإستعمار والصهيونية هم حكام الخليج الوهابيين الخونة المنحطين.
كان وصول هؤلاء الصهاينة المتأسلمين بقيادة العميل د. مرسى للحكم كارثة وشفاء فى آن واحد. فقطعا أن يحكم هؤلاء الخونة المأجورين مصر فهذه كارثة ولكنهم تسرعوا فى كشف وجههم الحقيقي وأكتشف الشعب حقيقتهم فى زمن قياسي حتى قامت مجموعة من الشعب هي حركة تمرد بجمع 22 مليون توقيع للتخلص من هؤلاء الصهاينة المتأسلمين مما كان مقدمة لثورة 30يونيو 2013 التي شارك فيها عشرات الملايين للإطاحة بهذه العصابة ورأسها د.مرسى ومكتب الإرشاد وأمثالهم. وبمجرد إنتصار ثورة 30 يونيو 2013 ظهرت معضلة مصر التي نشأت نتيجة ديكتاتورية وفساد كل الأنظمة السابقة منذ 23 يوليو 1952 وقبلها الإستعمار وهو بالطبع أسوء. هذه المعضلة هي عدم وجود قوة سياسية وطنية ومنظمة لقيادة البلاد للأمام. وقد راهن الصهاينة المتأسلمين على ذلك من أجل إختلاق حرب أهلية فى مصر من أجل تدميرها لصالح أسيادهم من الإستعمار والصهيونية. ولكن بسرعة تدخل الجيش وأمسك بزمام السلطة فى 3 يوليو 2013 وعين رئيس جمهورية مؤقت من قمة سلك القضاء. وقد إستراح الشعب لذلك نظرا للأسباب عاليه رغم عدم رغبته فى حكم الجيش الذى حكم عقود من الزمن ولم يحقق شيء.
هزيمة الصهاينة المتأسلمين جعلتهم يلجئون لسلاحهم الأخير وهو الإرهاب الأسود وهم خبراء فيه, وبسرعة طلب السيسى من الشعب أن يفوضه بمحاربة الإرهاب وقام الشعب بتفويضه بنزوله فى اواخر شهر يوليو 2013 بعشرات الملايين فى الشوارع ضد الصهاينة المتأسلمين الذين لم يترددوا لحظة فى ممارسة الإرهاب ممولين من الإستعمار والصهيونية وعملائهم من الصهاينة المستعربين من حكام الخليج وأمثالهم وغير المستعربين أمثال جرثومة تركيا-أرد وغان.
أصبح الشعب المصري فى وضع صعب فالصهاينة المتأسلمين متربصين بالبلاد ومدعومين بالإستعمار والصهيونية وعملائهم والشعب لا يطيقهم جميعا ولكن فى نفس الوقت الشعب غير راضى عن سياسات نظام السيسى الإقتصادية والديمقراطية والوطنية ولكنة لن يحاول أزالته خوفا من الصهاينة المتأسلمين وأسيادهم المنحطين مثلهم. وسوف يستمر الوضع هكذا حتى الوصول إلى منعطف يغير النظام سياساته بما يرضى الشعب ولو جزئيا أو يتجاوز غضب الشعب خوفه من الصهاينة المتأسلمين ويثور على النظام الحالي
بدء النظام يتبع سياسات إذا إستمرت فى إتجاهها الصحيح يمكن أن تخرج النظام والبلاد من هذا المأزق وهي سياسات تخص القضية الوطنية فى إرتباطها بالسياسات الخارجية وهذا ما سوف نناقش ونؤيد النظام فيه مع الإحتفاظ بالحق فى نقد السياسات الداخلية الديموقراطية والسياسية والإقتصادية.
من المواقف السلبية جدا للنظام فى سياسته الخارجية كان إنضواءه تحت مظلة عصابة آل سعود وحلفائها , وكلهم عملاء للإستعمار والصهيونية , فى عدوانهم الإجرامي على شعب اليمن. ولكن النظام تدارك ذلك بعدم المشاركة الجدية فى هذا العدوان الإجرامي مما أغضب نظام عصابة آل سعود وباقي الصهاينة المستعربين من حكام الخليج. إلا أنة ظل عضوا فى معسكر عملاء الإستعمار والصهيونية ومعادي لمحور المقاومة. ولكنة بدء يقوى من علاقاته مع روسيا والصين ويقلل من علاقاته مع مركز ثقل الإستعمار الأستيطانى النازي أمريكا وأذنابها. إلا أن الوضع ظل غامضا من حيث موقف هذا النظام المتردد خصوصا بالنسبة لسوريا والعراق وإيران وجبهة المقاومة بقيادة حزب الله فى لبنان وهم مع روسيا والصين محور المقاومة المؤهل موضوعيا وتاريخيا للإنتصار على محور الإستعمار والصهيونية وعملائهم والقضاء عليهم فى المنطقة وتحقيق التحرر الوطني للشعوب كخطوة تاريخية للأمام.
صمود سوريا ضد الهجمة الإستعمارية الصهيونية المدعومة بالخونة المحليين المتصهينين لمدة إقتربت من خمس سنوات وتقلص نفوذ المعسكر الإستعماري الغربي أدى إلى نقلة موضوعية خطيرة وهى التحول النوعي للدعم الروسي لسوريا وبدأ القصف الروسي الجاد للمنظمات الإرهابية فى سوريا. ومهما كان نباح الكثير من الدول الإستعمارية وعملائها الصهاينة والمتصهينين فسوف يستمر هذا الدعم والقصف الروسي وسوف يستمر الدعم الإيراني وإشتراك حزب الله على الأرض وغيره من الدعم إذا أستدعى الأمر. وسوف يحقق ذلك إنتصار الشعب السوري ضد أعداءه وإختياره , دون تدخلات خارجية منحطة , الحكم الذى يريده. سوف يغير ذلك الوضع فى المنطقة تماما لصالح حركات التحرر ويؤدى ليس فقط إلى إنتصار سوريا ولكن أيضا العراق واليمن سوف ينتصروا على الإرهاب
المصنوع أمريكيا-صهيونيا وممول من الصهاينة المستعربين فى الخليج وجرثومة تركيا-أرد وغان, إلخ وكلهم يكذبون كذب بشع عندما يدعون أنهم يحاربون الإرهاب. وسوف تتغير النظم الفاشستية فى باقي البلدان العربية وتتحرر الشعوب. قامت مصر بعكس كل الإستعمار والصهيونية وعملائهم بتأييد هذه النقلة النوعية فى الدعم الروسي لسوريا وهذه خطوة صحيحة وممتازة للنظام المصري الحالي مهما كانت التحفظات بخصوص قضايا أخرى. سوف تلعب مصر دورا رئيسا فى النهضة المقبلة لحركة التحرر فى المنطقة ونرجو أن تستمر للأمام فى هذا الإتجاه الصحيح. تحية للنظام المصري على هذه الخطوة الصحيحة , الوطنية والجريئة. هذه خطوة تاريخية فى الإتجاه الصحيح للنظام المصري الحالي وسوف تساعد فى تقوية حركة التحرر ضد معسكر الشر من الإستعمار والصهيونية وحلفائهم. هذا لن يعنى أن تغير مصر ونظامها الحالي كل الأخطاء الأخرى فى سياساتها الخارجية والداخلية فلا زالت تمتدح عصابة آل سعود وإنجازها العبقري فى مجزرة منى التي أودت بحياة أكثر من 4000 من الحجيج !!!!!! وغيرها من المواقف الخارجية الخاطئة أما داخليا فالنظام لا زال طبقي وديكتاتوري ومتعاون مع السلفين الذين هم أسوء من الصهاينة المتأسلمين وأيضا ديكتاتوري ويسير على خطى الصهيوني المخلوع مبارك وبقيادة رجاله!!! وأيضا أتباع سياسات ديكتاتورية خصوصا ضد شباب الثورة الذين جاءوا به إلى الحكم, إلخ ونتمنى أن يكون ذلك وضع مؤقت. ولكن هذه الخطوة الوطنية فى السياسة الخارجية من دعم لسوريا الصامدة والدعم الروسي لها سوف تغير موازين القوى إقليميا ودوليا لصالح حركة التحرر, وداخليا فإنها تكشف كثيرا من الإنتهازيين والعملاء والخونة, فعلى سبيل المثال وليس الحصر تابعنا التالي:
1- الخائن العميل الملياردير ساويرس يطرد إبراهيم عيسى من المحطة المشبوهة التي يملكها ساويرس وهى محطة أون تي فى!!!!فلماذا؟ لإنتقاد إبراهيم عيسى لعصابة آل سعود!!!! فهل يجمع ساويرس وآل سعود أي دين أو ملة أو إيديولوجية, إلخ؟؟؟ بالطبع لا, الشيء الوحيد الذى يجمعهما هو أنهما عملاء للإستعمار والصهيونية
2-قامت ليليان المذيعة السورية المشبوهة الهاربة من بلادها ومعها مشبوه مصري هو د.مصطفى اللباد وفى المحطة المشبوهة أون تي فى بمهاجمة سوريا لحساب الإستعمار والصهيونية وعملائهم
3-هنالك مركز فى الأهرام هو مركز الدراسات الإستراتيجية وطبعا أنشأه عميل المخابرات المركزية هيكل, وهذا المركز مليء بعملاء الإستعمار والصهيونية مثل وحيد عبد المجيد الذى يتجرأ بعمالته وإنحطاطه ويدعى أن إيران عدوتنا أكثر من العدو الصهيوني!!! ظهر عميل آخر من هذا المركز يدعى بشير عبد الفتاح وقبل أن يعلم الموقف المصري الممتاز من تطور الدعم الروسي فى سوريا ظهر هذا العميل فى محطة عراقية عميلة وهاجم سوريا والدعم الروسي لها وأدعى أنه غزو وإحتلال روسي لها, إلخ. وفى اليوم التالي بعد أن عرف موقف النظام المصري الممتاز ظهر فى قناة المنار ليقول عكس هذا الكلام ولكن ككل عميل إنتهازي تلعثم كثيرا بما أضحك أستاذ الجامعة السوري الوطني ومقدمة البرنامج الوطنية اللبنانية
هذه أمثلة قليلة جدا من كثير من بؤر الخيانة والتصهين بصورة تأسلم أو لا تأسلم التي تعشش فى مصر ويجب التخلص منها. فهل يستطيع النظام أن يحقق ذلك؟ لا بد أن كل وطني ووطنية يتمنون ذلك
ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى
التعليقات مغلقة.